السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مذبحة "أسطول
الحرية"
إعداد أحمد عباس
مفكرة
الإسلام: يبدو أن شعب غزة على موعد جديد
مع صفحات الصمود والثبات في مواجهة الحصار الغاشم المفروض عليه من قبل سلطات
الاحتلال الإسرائيلية والمستمر منذ ما يزيد عن ألف يوم والذي بدأ على خلفية تمكن
حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس من السيطرة على
القطاع.
لقد بدأ حصار أهالي
غزة الأبرياء منذ أن انحاز أبناء القطاع لحركة حماس ومنذ أن أعلنوا تأييدهم
لحكومتها التي حازت على ثقة الشعب فالفلسطيني في الانتخابات التي حظيت باعتراف
وشرعية من قبل المنظمات الدولية والإقليمية.
انطلق الحصار تحت
سمع وبصر القوى الدولية والإقليمية لتجويع وتركيع إرادة الشعب الفلسطيني المناضل في
قطاع غزة وكسر عزيمته وصموده والتفافه حول خيار المقاومة وخيار التمسك بجميع ثوابت
القضية الفلسطينية وعدم القبول بأي تنازل أو مساومة على هذه
الحقوق.
واستمر الحصار
شهرًا بعد شهر وعامًا بعد عام من أجل إجبار الحكومة الفلسطينية التي قادتها حماس في
قطاع غزة على الرضوخ لإملاءات الاحتلال أو من أجل إجبار الشعب الفلسطيني في غزة على
إنهاء الدعم والتعاطف المقدم لحكومة حماس تمهيدًا لتغيير الوضع وإعادته إلى ما كان
عليه الحال قبل يونيو عام 2007.
وعلي إثر هذا
الحصار قام الآلاف من الفلسطينيين باقتحام معبر رفح المصري والدخول للجانب المصري
للتزود بالمواد الغذائية من مصر بعد نفاذها من القطاع ، عبر في هذا الاقتحام ما
يقرب من 750 ألف فلسطيني, وقد صرح الرئيس المصري حسني مبارك: "أمرت قوات الأمن
بالسماح للفلسطينيين بالعبور لشراء حاجاتهم الأساسية والعودة إلى غزة طالما أنهم لا
يحملون أسلحة أو أي محظورات".
وقد أدت الحالة
المتردية لسكان القطاع بمنسق الشئون الإنسانية في الأمم المتحدة ماكسويل غيلارد إلى
وصف الحصار قائلا إنه "اعتداء على الكرامة الإنسانية".
وتعرضت إسرائيل
لانتقادات عنيفة في "منتدى الأمم المتحدة لحقوق الإنسان" الذي عقد في جنيف بسويسرا
حيث حثت دول غربية بينها فرنسا، ألمانيا، أستراليا، بريطانيا وكندا حثت إسرائيل عن
رفع حصارها للقطاع، حيث قالت أن هذا الحصار أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية
للمواطنين، كما تحدث في المنتدى عدد من مندوبي عدة دول بينها مصر، سوريا إلا أن
مندوب الولايات المتحدة لم يتحدث في الجلسة.
لكن بوجه عام فقد
ظلت الدول العربية والحكومات الغربية ترقب الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وهو يعاني
الجوع والألم ويقاسي انهيار مستوى الحياة على كل مستوياتها في ظل الحصار الظالم
المفروض من قبل الاحتلال، إلى أن وقعت الحرب العدوانية الدموية على قطاع غزة في
أواخر عام 2008 ومطلع عام 2009.
وأثبت الشعب
الفلسطيني شجاعته وقدرته على الصمود في مواجهة الآلة العسكرية "الإسرائيلية" التي
أشاعت الرعب والهلع من خلال عملية "الرصاص المصبوب" الشرسة التي كانت ترمي إلى قتل
إرادة أبناء غزة بعد أن فشل الحصار الغاشم في إنهاء عزيمة هؤلاء المواطنين
الصامدين.
محاولات متكررة لكسر الحصار
وبعد أن اتضح
لأحرار العالم وشرفائه أن هناك في غزة شعبًا يصمد في وجه الحرب العدوانية الدموية
الظالمة ويصبر على الجوع والحصار والألم لكنه لا يتخلى عن مبادئه ويظل متمسكًا
بقضيته بدأت المنظمات المدنية والهيئات المعنية بحماية حقوق الإنسان وكثير من القوى
التي تأبى الظلم في الالتفات إلى الوضع المأساوي القائم في
غزة.
وكان 44 من
المتضامنين الدوليين الذين ينتمون ل17 دولة قد نجحوا على متن سفينتي "غزة حرة"
و"الحرية" بكسر نوعي للحصار "الإسرائيلي" المفروض على قطاع غزة لأول مرة، وقد
انطلقت هاتين السفينتين من قبرص محملتين بالمساعدات الإنسانية ووصلتا القطاع بعد أن
واجهتا تهديدات من جانب "الإسرائليين" بمنعهم من الوصول للقطاع كما واجهتا ألغام
بحرية وتشويش عرقلت وصلهما لشواطئ القطاع عدة ساعات، فيما استقبلهم أهالي القطاع
والحكومة الفلسطينية وأعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني بالترحاب وغادرت السفينيتين
القطاع واقلتا معهما عدد من الفلسطينيين كانوا عالقين في
القطاع.
وقامت "إسرائيل"
بمنع سفينة "المروة" الليبية التي حوت 3 آلاف طن من المواد الغذائية والأدوية
ومساعدات متنوعة من إنزال شحنتها قرب غزة، حيث اعترضتها الزوارق الحربية كما أوضحت
وزارة الخارجية "الإسرائيلية" "إن سفناً حربية إسرائيلية اعترضت السفينة الليبية
وأوقفتها وأمرتها بالعودة من حيث جاءت" بحجة "أنه غير مسموح لها بالرسوّ في الأراضي
الفلسطينية بغزة".
وعلّق الرئيس
الفلسطيني محمود عباس علي سفن كسر الحصار بأنها "لعبة سخيفة" فيما عبرت منظمة "حركة
غزة حرة" عن أسفها الشديد لتصريحات الرئيس عباس، فيما اعتبرت حركة حماس تصريحاته
"كلام سخيف لا يستحق الرد".
أسطول الحرية
وجاءت أحدث حلقة من
حلقات صمود الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل إنهاء الحصار القاتل، وذلك بعد أن بدأت
الحديث عن أسطول الحرية الذي يتشكل من نشطاء ومتضامنين من أكثر من خمسين دولة على
مستوى العالم.
وكان أسطول الحرية
قد تكون من سفن بين ركابها أعضاء برلمان من عدد من الدول وناشطي حقوق الإنسان
وممثلين عن النقابات العمالية، فضلاً عن صحفيين يتولون مهمة تغطية وتوثيق أكبر حدث
منسق لمواجهة مباشرة للحصار المفروض على القطاع منذ نحو أربعة
أعوام.
وحملت سفن الشحن
الضخمة المكونة لأسطول الحرية على متنها أكثر من خمسة آلاف طن من المساعدات
والمنازل الجاهزة والإسمنت والأدوية ومعدات لذوي الاحتياجات
الخاصة.
وقرر أسطول الحرية
لكسر الحصار الإبحار إلى قطاع غزة غير مكترث بالتهديدات الإسرائيلية باستهداف
الأسطول ورغم إعلان سلاح البحرية في جيش الاحتلال عن إتمام إنشاء معتقل من الخيام
في ميناء اشدود لاعتقال المشاركين الذي يبلغ عددهم نحو 800 شخص .
وقالت أودري بوسمي
من حركة غزة الحرة التي نظمت الحملة إن المنظمين غيروا الإحداثيات مرتين لأنه تردد
أن اسرائيل هددت باحتجاز السفينة التركية ولذلك قررنا تأجيل انطلاق كل السفن .
وأضافت أن هذا يعني
تأجيل كل شيء يوماً واحداً لأن تغيير الاحداثيات يستغرق وقتاً .. كما واجه أحد
القوارب مشاكل فنية ولذلك اضطررنا الى نقل الركاب منه الى قارب تركي
.
وكانت السفن
الأوروبية انطلقت من جزيرة رودوس اليونانية باتجاه نقطة الالتقاء الأخيرة لسفن
أسطول الحرية في المياه الإقليمية الدولية قبالة شواطئ قبرص تمهيدا للانطلاق بشكل
جماعي الى قطاع غزة المحاصر.
وقال منسقون لأسطول
الحرية إن سبع سفن من الأسطول تلتقي في المياه الدولية قبالة جزيرة قبرص لتبحر إلى
غزة على الرغم من التهديدات الإسرائيلية باعتراض الأسطول الذي يحمل مساعدات إلى
القطاع المحاصر .
وأكد بولنت يلدريم
رئيس هيئة الاغاثة والمساعدات الإنسانية التركية إحدى المؤسسات المنظمة لأسطول
الحرية أن قافلة الحرية مصممة على الوصول الى قطاع غزة رغم التهديدات الإسرائيلية
لإيصال الأمانة التي تحملها ولن تقبل بأى بديل آخر.
وشدد يلدريم على ان
المتضامنين قرروا ألا المساعدات المحمولة على متن أسطول الحرية إلى سلطات الاحتلال
الإسرائيلي مؤكداً أن هدفهم الوحيد الوصول إلى ميناء غزة وتسليم المساعدات إلى سكان
القطاع مباشرة.
وأوضح يلدريم أنه
لا بديل لوصول القافلة إلى ميناء غزة وتسليم المساعدات إلى سكانها مباشرة لافتاً
إلى أن من أهم أهداف أسطول الحرية هو كسر الحصار المفروض على القطاع،وإن تسليم
المساعدات إلى سلطات الاحتلال يعني قبول شرعية الاحتلال والحصار وهذا أمر لا يمكن
الموافقة عليه فهي التي تفرض الحصار على القطاع منذ أربع سنوات وتقوم بتجويع
سكانه.
مذبحة أسطول الحرية بنيران "إسرائيل"
هذا كان موقف أسطول
الحرية الشجاع في مواجهة تهديد واستفزاز من جانب الاحتلال "الإسرائيلي"، وانطلقت
السفن بالفعل تحمل الأمل لأهالي غزة الأبرياء، انطلقت وهي تعد في كل لحظة تمر عليها
في رحلتها بإنهاء معاناة أيام وأشهر طويلة من الجراحات التي كابدها أبناء قطاع غزة
المحاصر.
وفجر اليوم الاثنين
وقعت مذبحة من أبشع المذابح الدموية التي عرفها تاريخ الاحتلال "الإسرائيلي" حيث
هاجمت قوات عسكرية بحرية مدعومة بغطاء جوي "إسرائيلي" النشطاء المدنيين الأحرار
وفتحت نيرانها باتجاههم وسفكت دمائهم وحصدت أرواحهم بلا رحمة أو شفقة، لأن جريمتهم
كانت محاولة المساهمة في رفع الظلم والحصار عن أطفال غزة
الثكالى.
وسقط العديد من
المتضامنين الأجانب بين قتلى وجرحى في هجوم البحرية "الإسرائيلية" على أسطول الحرية
حيث
بدأ الهجوم "الإسرائيلي" في الساعة الرابعة فجرًا بقرار من وزير الحرب
"الإسرائيلي" أيهود باراك، وقال التلفزيون "الإسرائيلي" إن عشرين شخصًا قتلوا جراء
الهجوم الذي وقع بالغاز والرصاص الحي على سفن أسطول الحرية لحظة اقترابها من المياه
الإقليمية المحاذية لغزة.
وانقطعت الاتصالات مع السفن بعد قيام الجيش
"الإسرائيلي" بتشويش الاتصالات عليها، وتم توقيف جميع النشطاء ولكنهم واجهوا القوات
"الإسرائيلية" بشجاعة كبيرة، ورفضوا التعامل معها.
جريمة بشعة لا
يقرها قانون إنسان ولا دولي وقعت تحت سمع وبصر المجتمع العالمي كله، جريمة وقعت
لتثبت حقيقة الصلف والعناد والدموية التي تتسم بها دولة الاحتلال، جريمة أكدت أن
الشعب الفلسطيني ليس هو مصدر "الإرهاب" وليس هو الذي يقتل المدنيين والنشطاء بدم
بارد، وإنما "إسرائيل" هي التي تمارس الإرهاب بصورة لم يعرف لها التاريخ
مثيلاً.
ماذا
بعد أسطول الحرية؟
هل يمكن أن تكون
ردود الفعل الدولية والأوروبية ردًا علىهذه المذبحة التي وقعت اليوم هي الأسبق
مقارنة بردود الفعل من جانب الحكومات العربية والإسلامية؟
هل سيستطيع قادة
الدول العربية والإسلامية البحث عن مسوغ أومبرر يمكن أن يكون مقبولاً أمام الشعوب
فيما يتعلق بعدم اتخاذ رد فعل حقيقي وجاد إزاء الجريمة
"الإسرائيلية"؟
لاشك أن ما فعلته
"إسرائيل" في مواجهة أسطول الحرية يكشف بجلاء عن الرغبة الأكيدة في مواصلة قتل
الشعب الفلسطيني في غزة من خلال الحصار، وقد كانت اتهامات تثور في الفترة الماضية
حول الدعم الحقيقي الذي تتلقاه "إسرائيل" من أجل مواصلة سياسة الحصار على غزة، فهل
تؤدي الأحداث الجديدة إلى كشف النوايا الحقيقية لدى الأطراف الإقليمية تجاه شعب
غزة؟
وفي النهاية هل
يكون الشعب الفلسطيني على موعد جديد مع الصمود والصبر والتحمل؟ لقد كانت مواقف شعب
غزة وقيادته صريحة ومعلنة في المضي قدمًا على طريق الكفاح والنضال والثبات، ولن
يزداد أبناء غزة إلا قوة وإصرارًا على تحدي الحصار وانتظار أسشاطيل الحرية القادمة
التي ستحمل المزيد والمزيد من شرفاء هذا العالم وأحراره، إلى أن يأتي اليوم الذي
تكون فيه إسرائيل وحدها مع حلفائها الحقيقيين في كفة والعالم الحر أجمعه في الكفة
الأخرى
الأربعاء أكتوبر 19, 2011 2:03 pm من طرف اسماء
» إيقاظ الإيمان .. كيف ؟
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:26 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» دموع الصومال
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:13 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» الرسول صلى الله عليه وسلم والصومال
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:05 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» هنا من موقع التوبة أعلنها توبة لله
السبت أكتوبر 15, 2011 4:21 am من طرف اسماء
» قصة طفل عمره 3 سنوات والله المستعان
الجمعة أكتوبر 14, 2011 10:15 am من طرف اسماء
» فوائد الصرصور..اخر زمنـ صار لهمـ فوائد بعد..
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:40 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» ذابت قلوبنا من هم الدنيا
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:36 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» لا تجعل الله أهون الناظرين إليك [ ذنوب الخلوات ]..!!!
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:23 pm من طرف المشتاقة الي الجنة