"عفروتو" والدكتور مصطفى محمود! ـ فراج إسماعيل |
فراج إسماعيل (المصريون) : بتاريخ 4 - 10 - 2009 |
لو سألت أحدا اليوم، وزيرا أو خفيرا، حامل دكتوراه أو حامل إعدادية، عن ما يعرفه عن "عفروتو" والدكتور مصطفى محمود، لأجابك فورا: الأول نجم، نراه في الفضائيات ونقرأه في الصحف، أما الثاني فمن هو؟! "عفروتو" هو لاعب كرة قدم صغير، ظهر منذ أيام فقط في بطولة كأس العالم للشباب، سجل هدفا في أول مباراة، وآخر في المباراة الثانية، ووصفه المعلق بأنه "مخاوي اتنين جن" و"أهدافه عفاريتي"! وقامت القنوات الفضائية بزيارة الحي الشعبي المتواضع الذي يسكن فيه، لتغطي فرحة الأهل والجيران، ويقول أحدهم "لا مؤاخذة في الكلمة.. خلعت ملط وجريت في الشارع من الفرحة"! هذا كل سجل "عفروتو" في الدنيا وصفحات كتابه، ومع ذلك فهو يبز عالما جليلا كبيرا، كان الملايين ينتظرون برنامجه "العلم والايمان" في التليفزيون المصري في ثمانينيات القرن الماضي، يتركون أعمالهم ومشاغلهم ليسمعوا شرحه الوافي وعلمه الغزير عن آيات الرحمن في الكون. لم يكن أحد مهتما بمسلسل ولا بصراع بين الدراما الشامية والخليجية من جانب والمصرية من جانب آخر، ولا بأي من سواقط الاهتمامات وتفاهاتها التي غرقنا فيها وأغرقنا معنا أجيال المستقبل! من فرط التجاهل والاهمال الذي يواجهه الدكتور مصطفى محمود، ظننت أنه ربما انتقل إلى رحاب ربه بعد التدهور الخطير في صحته مؤخرا، وأن أحدا من الصحفيين أو الاعلاميين في القنوات الفضائية لم يكرمه الله بخبر واحد من عدة كلمات، اعتقادا بأنه مجهول لا يهم الناس! صدقت ظني فسألت أحد الزملاء المهتمين في القاهرة، ففوجئت بأنه لا يعلم أيضا، لكنه قرأ خبرا يتيما منذ أيام في "المصري اليوم" بأن صحته وصلت إلى مرحلة حرجة دفعت أسرته لنقله للمستشفى الملحق بمسجده في "المهندسين". وقالت ابنته "أمل" إن الأطباء منعوا زيارته إلا لأسرته، علاوة على أنه لم يعد هناك من يسأل عنه سوى زميل دراسته الدكتور على بدران، كما انقطع عنه مجموعة الصيادلة الذين كانوا دائمي الاتصال به. حركته أصبحت محدودة جدا – والكلام منسوب لأمل – ولا تتجاوز بضع خطوات داخل حجرته ويحتاج لآخرين لمساعدته. كتب مصطفى محمود بأسلوبه الجميل العميق ولغته الراقية ومجالات كتاباته التي لا يجيد التحدث فيها غيره، كانت رفيقة الكثيرين من أجيالنا، لا زالت تؤانس مكتبتي وتحتل مكانها الأثير، تحمل صفحاتها عناء قراءتي لها مرات عديدة، في كل مرة أشعر كأني أقرأها لأول مرة، وكأنها خارجة لتوها من المطبعة. هل يؤاخذ مصطفى محمود على أنه لم يختر طريق "عفروتو" وطوى أيام عمره متفكرا دارسا في ملكوت الله، يقدم للبشرية نتاج علمه الغزير، فوقف به قطار الزمن في محطة الجاحدين الجهلاء العاجزين عن فهم غير الكرة والغناء والمسلسلات؟! لو قدر له أن يكون ممثلا أو مغنيا، هل كان سيقضي أيامه الحالية وحيد المرض، يعد أنفاسه الأخيرة بمفرده، بلا مؤنس له إلا أقرب الأقربين من أسرته.. هل كانت الدولة ستضن عليه بعلاج في الخارج، أو على الأقل سيستكثر عليه وزير الصحة نقله إلى مستشفاه الراقي في 6 اكتوبر، وهو ما اختص به الممثل الراحل أحمد زكي عليه رحمة الله؟! |
دخول
مواضيع مماثلة
عدد الزوار
.: عدد زوار المنتدى :.
المفضلة
راسلني علي البريد
بحـث
لا تنسي ذكر الله
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
أبو سميه - 482 | ||||
المشتاقة الي الجنة - 423 | ||||
د. جميل صابر - 288 | ||||
أسماء بنت أبي بكر - 126 | ||||
اسماء - 97 | ||||
الباحثة عن الشهادة - 70 | ||||
المشتاقة الى الجنة - 48 | ||||
السيد عاشور - 31 | ||||
ابو خالد - 25 | ||||
shams2 - 17 |
"عفروتو" والدكتور مصطفى محمود! ـ فراج إسماعيل
أبو سميه- المـديـر العـــام
- عدد المساهمات : 482
عدد النقاط : 58293
ممتاز : 8
تاريخ التسجيل : 25/04/2009
- مساهمة رقم 1
"عفروتو" والدكتور مصطفى محمود! ـ فراج إسماعيل
أبو سميه- المـديـر العـــام
- عدد المساهمات : 482
عدد النقاط : 58293
ممتاز : 8
تاريخ التسجيل : 25/04/2009
- مساهمة رقم 2
الدكتور مصطفى يحتضر ـ فراج إسماعيل
الدكتور مصطفى يحتضر ـ فراج إسماعيل |
فراج إسماعيل (المصريون) : بتاريخ 6 - 10 - 2009 |
بعد ساعات من ظهور مقال الأمس جاءني اتصال من شخص قريب جدا من الدكتور مصطفى محمود، زلزل كياني بتسونامي من المرارة والأحزان، هدأت منها ومن تبعاتها بالاستغراق في الصلاة والانفصال ذهنيا عن الواقع. الدكتور مصطفى يحتضر الآن. فاقد الوعي منذ أكثر من أسبوع. يودع لحظاته الأخيرة مع الدنيا بكل شموخ العالم وكبريائه، موشكا على مغادرتها بلا أي مال أو عقارات، فالرجل على كثرة مداخيله أيام توهجه وصولجانه واقبال الحياة عليه، لم يخصص شيئا لنفسه ولا لأولاده، احتسبها لله في مستشفاه ومسجده بالمهندسين، وفي الأجهزة الطبية التي كان يشتريها باستمرار له، وكان يساعده الانفاق عليها شقيقه المقيم في ألمانيا. الدكتور مصطفى فقد البصر. لم تعد عيناه ترى ما يدور حوله وأمامه قبل أن يدخل مرحلة فقدان الوعي. يعاني الالتهاب السحائي، ويهاجمه الجدري، حتى أن الأطباء منعوا زوجته السابقة والدة "أمل" من رؤيته على هذه الحالة التي لن تحتملها. عائلة الدكتور مصطفى محمود لا تملك شيئا. صدقوني لا تملك شيئا. قد يأتي من يجمل الحال ويكذبني، لكني متأكد مما أقول مثل تأكدي من أنني أكتب هذا المقال الآن! حتى الشقة التي كان يقيم فيها، وقيل في صحيفة "المصري اليوم" قبل أيام إنه غادرها إلى المستشفى لسوء حالته الصحية، لم تعد له. فقد أقبل عليها من رأى ضرورة سرعة ضمها إلى المستشفى والتخلص من صاحبها في أيامه الأخيرة بنقله منها، واستولوا على "التلسكوب" الشهير الذي كان يصحبه في أبحاثه وبرنامجه "العلم والإيمان". قبل ذلك تخلصوا من ابنه في مجلس إدارة المستشفى الذي بناه والده من حصيلة علمه ليخدم الفقراء. لم يترك شيئا لأولاده وهم ابنه وبنته وحفيديه. كل همومه واهتماماته صرفها للفقراء من الناس فقد كان يرى فيهم عائلته الأوسع تمددا وانتشارا! كان الدكتور مصطفى محمود يحتاج إلى علاج من تلك الأمراض العضال، لكن لا يوجد مال. الدولة لا تنظر لأمثاله. إحدى الكاتبات الشهيرات تطوعت بالذهاب إلى وزير الثقافة فاروق حسني، ليساعد في علاجه على نفقة الدولة أو نقله لأحد المستشفيات الكبيرة بالقاهرة، ففوجئت به يرد عليها ساخرا "الرجل ميت.. بيودع"!! أعرف أني أقول كلاما صادما، لكن الحقيقة دائما مريرة كالعلقم. محدثي طلب في نهاية مكالمته أن لا أفصح عن الاضافة التالية واعتبرها سرا بيني وبينه مراعاة لمشاعر أسرة العالم الكبير. لم احتمل.. سأقولها لأنها تفضح القائمين على الأمر والمتربعين على عرش مصر، ولأني لا أرى فيها أي اهانة له ولأسرته، فهذا هو قدر الشرفاء، من جعلوا العفاف طريقهم، والفقراء سترهم وغطائهم، وأولي الحاجة والمساكين هدفهم. أكتفي فقط باخفاء صفة الشخص الموجود في الكويت حاليا بحثا عن من يساعده بالمال لعلاج الدكتور مصطفى محمود! |
الأربعاء أكتوبر 19, 2011 2:03 pm من طرف اسماء
» إيقاظ الإيمان .. كيف ؟
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:26 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» دموع الصومال
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:13 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» الرسول صلى الله عليه وسلم والصومال
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:05 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» هنا من موقع التوبة أعلنها توبة لله
السبت أكتوبر 15, 2011 4:21 am من طرف اسماء
» قصة طفل عمره 3 سنوات والله المستعان
الجمعة أكتوبر 14, 2011 10:15 am من طرف اسماء
» فوائد الصرصور..اخر زمنـ صار لهمـ فوائد بعد..
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:40 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» ذابت قلوبنا من هم الدنيا
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:36 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» لا تجعل الله أهون الناظرين إليك [ ذنوب الخلوات ]..!!!
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:23 pm من طرف المشتاقة الي الجنة