عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى فإن من اتقى الله وقاه وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه، وتقوى الله جل وعلا هي رأس السعادة وسبيل الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة وهي خير زاد يبلِّغ إلى رضوان الله
عباد الله إن العبد في هذه الحياة قد يصاب بآلام متنوعة وقد يرد على قلبه إردات متعددة تؤرق قلبه وتؤلم نفسه وتجلب له الهم والحزن والغم، فهذه أمور مقدرة وأشياء مكتوبة لابد أن يراها العبد في هذه الحياة إلا أن الله عزوجل جعل للعبد أسبابا عظيمة وأمورا مهمّة إذا اعتنى بها واعتنى بتطبيقها زال عنه همُّه وانجلى غمه وذهب حزنه وانشرح صدره وتحققت له سعادته في هذه الحياة فهناك أمور عديدة ترد على القلب تؤلمه منها أمور تتعلق بأمور ماضية وذكريات لأشياء قد مضت وانقضت فيحزَنُ القلب عند تذكرها ويصيبه آلام متنوعة باستحضارها، وهناك آلام تتعلق بأشياء في المستقبل ترد على قلب العبد فيصيبه الهم بسبب أمور قادمة وأشياء آتية لا يدري ما يكون له فيها ويهتم قلبه لذلك. وهناك الغم وهو الذي يصيب العبد في أمر يتعلق بحاضره وواقعه وحاله فهذه أمور ثلاثة حزن وهو يتعلق بما مضى، وهم وهو يتعلق بالمستقبل وغم وهو يتعلق بحاضر وهذه الأمور الثلاثة إنما تنجلي عن القلب وتزول عنه بالعودة الصادقة إلى الله جل وعلا، والانكسار بين يديه والتذلل له والخضوع له سبحانه والدخول في طاعته والاستسلام لأمره والإيمان بكتابه وتدبره والعناية بقراءته وتطبيقه فبذلك عباد الله لا بغيره تزول هذه الأمور وينشرح الصدر وتتحقّق له السعادة ولهذا روى الإمام أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أصاب عبدا هم ولا حزن فقا" اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض فيَّ حكمك عدل فيَّ قضاؤك أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أوأنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وهمي إلا أذهب الله همه وغمه وأبدله فرحا " وفي رواية "أبدله فرجاً"[/color]. وهو حديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم إن الصحابة الكرام لما سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يوجه إلى هذا التوجيه العظيم ويدل على هذا الدعاء المبارك قالوا لرسول صلى الله عليه وسلم: ألا نتعلم هؤلاء الكلمات فقال عليه الصلاة والسلام: جل ينبغي على من يسمعهن أن يتعلمهن "
فهي كلمات عظيمة ينبغي على المسلم أن يتعلمَّها وأن يسعى في قولها عندما يصاب بالهمّ أو الغم أو الحزن، وليعلم أن هؤلاء الكلمات إنما تكون نافعة له إذا حقَّق مدلولها وطبَّق مقصودها وعملت بما دلت عليه، أما أن يأتي بالأدعية المأثورة والأذكار المشروعة دون فهم لها ودون تحقيق لمقصودها فإنها بذلك تكون عديمة التأثير قليلة الفائدة.[/font][/b]
وعندما نتأمل هذا الدعاء العظيم الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم ليقوله العبد عندما يصاب بالهم أو الغم أو الحزن نجد أنه يتضمَّن أربعة أصول عظيمة لا تتحقق للعبد السعادة ولا ينجلي عنه الهم أو الغم أو الحزن إلا بتحقيقها والإتيان بها: أما الأصل فهو تحقيق العبادة لله جل وعلا وتمام الانكسار له والذّل بين يديه والخضوع له سبحانه واعتراف العبد بأنه مملوك لله مربوب له المخلوق له يدبره الله عزوجل ويتصرف في شؤونه كلها وهذا نأخذه من قوله عليه الصلاة والسلام: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك فهذا اعتراف من العبد بأنه مملوك لله مربوب لله مخلوق له سبحانه وتعالى هو وآباؤه وأمهاته إلى آدم وحواء، فالكل مماليك لله والكل مربوبون له هو خالقهم وهو سيدهم وهو مولاهم وهو مدبر شؤونهم لا مالك لهم إلا الله ولا خالق لهم إلا الله ولا مدبِّر لشؤونهم إلا الله سبحانه وتعالى ولهذا فإن العبد يذل لله ويخضع بين يديه وينكسر لعظمته وجلاله وجماله وكماله
[أما الأصل الثاني: - عباد الله فهو أن يؤمن العبد بقضاء الله وقدره وأن ما شاء الله كان وم لم يشأ لم يكن وأنه سبحانه لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ ، وهذا مستفاد من قوله: ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك عدل في قضاؤك فناصية العبد وهي مقدَّمة رأسه بيد الله عزوجل يتصرف فيه تبارك وتعالى كيف يشاء ويحكم فيه بما يريد لا معقِّب لحكمه سبحانه ولا راد لقضائه ولهذا قال: ماض فيَّ حكمك "فحكم الله ماض وقضاؤه ماض ولا يرده راد مهما فعل العبد فما قدره الله كان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولهذا لابد على العبد أن يؤمن بقضاء الله وقدره وبمشيئته النافذة وقدرته الشاملة التي شملت كل مخلوق والأصل الثالث: - عباد الله أن يؤمن العبد بأسماء الله الحسنى وصفاته العظيمة الواردة في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ويتوسل إلى الله بها ]﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ
عباد الله إن العبد في هذه الحياة قد يصاب بآلام متنوعة وقد يرد على قلبه إردات متعددة تؤرق قلبه وتؤلم نفسه وتجلب له الهم والحزن والغم، فهذه أمور مقدرة وأشياء مكتوبة لابد أن يراها العبد في هذه الحياة إلا أن الله عزوجل جعل للعبد أسبابا عظيمة وأمورا مهمّة إذا اعتنى بها واعتنى بتطبيقها زال عنه همُّه وانجلى غمه وذهب حزنه وانشرح صدره وتحققت له سعادته في هذه الحياة فهناك أمور عديدة ترد على القلب تؤلمه منها أمور تتعلق بأمور ماضية وذكريات لأشياء قد مضت وانقضت فيحزَنُ القلب عند تذكرها ويصيبه آلام متنوعة باستحضارها، وهناك آلام تتعلق بأشياء في المستقبل ترد على قلب العبد فيصيبه الهم بسبب أمور قادمة وأشياء آتية لا يدري ما يكون له فيها ويهتم قلبه لذلك. وهناك الغم وهو الذي يصيب العبد في أمر يتعلق بحاضره وواقعه وحاله فهذه أمور ثلاثة حزن وهو يتعلق بما مضى، وهم وهو يتعلق بالمستقبل وغم وهو يتعلق بحاضر وهذه الأمور الثلاثة إنما تنجلي عن القلب وتزول عنه بالعودة الصادقة إلى الله جل وعلا، والانكسار بين يديه والتذلل له والخضوع له سبحانه والدخول في طاعته والاستسلام لأمره والإيمان بكتابه وتدبره والعناية بقراءته وتطبيقه فبذلك عباد الله لا بغيره تزول هذه الأمور وينشرح الصدر وتتحقّق له السعادة ولهذا روى الإمام أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أصاب عبدا هم ولا حزن فقا" اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض فيَّ حكمك عدل فيَّ قضاؤك أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أوأنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وهمي إلا أذهب الله همه وغمه وأبدله فرحا " وفي رواية "أبدله فرجاً"[/color]. وهو حديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم إن الصحابة الكرام لما سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يوجه إلى هذا التوجيه العظيم ويدل على هذا الدعاء المبارك قالوا لرسول صلى الله عليه وسلم: ألا نتعلم هؤلاء الكلمات فقال عليه الصلاة والسلام: جل ينبغي على من يسمعهن أن يتعلمهن "
فهي كلمات عظيمة ينبغي على المسلم أن يتعلمَّها وأن يسعى في قولها عندما يصاب بالهمّ أو الغم أو الحزن، وليعلم أن هؤلاء الكلمات إنما تكون نافعة له إذا حقَّق مدلولها وطبَّق مقصودها وعملت بما دلت عليه، أما أن يأتي بالأدعية المأثورة والأذكار المشروعة دون فهم لها ودون تحقيق لمقصودها فإنها بذلك تكون عديمة التأثير قليلة الفائدة.[/font][/b]
وعندما نتأمل هذا الدعاء العظيم الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم ليقوله العبد عندما يصاب بالهم أو الغم أو الحزن نجد أنه يتضمَّن أربعة أصول عظيمة لا تتحقق للعبد السعادة ولا ينجلي عنه الهم أو الغم أو الحزن إلا بتحقيقها والإتيان بها: أما الأصل فهو تحقيق العبادة لله جل وعلا وتمام الانكسار له والذّل بين يديه والخضوع له سبحانه واعتراف العبد بأنه مملوك لله مربوب له المخلوق له يدبره الله عزوجل ويتصرف في شؤونه كلها وهذا نأخذه من قوله عليه الصلاة والسلام: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك فهذا اعتراف من العبد بأنه مملوك لله مربوب لله مخلوق له سبحانه وتعالى هو وآباؤه وأمهاته إلى آدم وحواء، فالكل مماليك لله والكل مربوبون له هو خالقهم وهو سيدهم وهو مولاهم وهو مدبر شؤونهم لا مالك لهم إلا الله ولا خالق لهم إلا الله ولا مدبِّر لشؤونهم إلا الله سبحانه وتعالى ولهذا فإن العبد يذل لله ويخضع بين يديه وينكسر لعظمته وجلاله وجماله وكماله
[أما الأصل الثاني: - عباد الله فهو أن يؤمن العبد بقضاء الله وقدره وأن ما شاء الله كان وم لم يشأ لم يكن وأنه سبحانه لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ ، وهذا مستفاد من قوله: ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك عدل في قضاؤك فناصية العبد وهي مقدَّمة رأسه بيد الله عزوجل يتصرف فيه تبارك وتعالى كيف يشاء ويحكم فيه بما يريد لا معقِّب لحكمه سبحانه ولا راد لقضائه ولهذا قال: ماض فيَّ حكمك "فحكم الله ماض وقضاؤه ماض ولا يرده راد مهما فعل العبد فما قدره الله كان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولهذا لابد على العبد أن يؤمن بقضاء الله وقدره وبمشيئته النافذة وقدرته الشاملة التي شملت كل مخلوق والأصل الثالث: - عباد الله أن يؤمن العبد بأسماء الله الحسنى وصفاته العظيمة الواردة في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ويتوسل إلى الله بها ]﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ
الأربعاء أكتوبر 19, 2011 2:03 pm من طرف اسماء
» إيقاظ الإيمان .. كيف ؟
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:26 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» دموع الصومال
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:13 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» الرسول صلى الله عليه وسلم والصومال
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:05 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» هنا من موقع التوبة أعلنها توبة لله
السبت أكتوبر 15, 2011 4:21 am من طرف اسماء
» قصة طفل عمره 3 سنوات والله المستعان
الجمعة أكتوبر 14, 2011 10:15 am من طرف اسماء
» فوائد الصرصور..اخر زمنـ صار لهمـ فوائد بعد..
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:40 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» ذابت قلوبنا من هم الدنيا
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:36 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» لا تجعل الله أهون الناظرين إليك [ ذنوب الخلوات ]..!!!
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:23 pm من طرف المشتاقة الي الجنة