حصار أمني مشدد على أسرة سيد بلال لإجبارها على التنازل

كتب أحمد عثمان فارس (المصريون): | 11-01-2011 01:05

علمت "المصريون" من مصادر مقربة من عائلة الشاب السلفي السيد بلال، أنه تم نقل والدته إلى المستشفى أمس، بعدما تدهورت حالتها الصحية، حزنًا على "مقتل" ابنها، وفي ظل التهديدات المستمرة التي تتعرض لها الأسرة من قِبل مديرية أمن الإسكندرية للتنازل عن البلاغ المقدم بشأن وفاته داخل مقر مباحث أمن الدولة في نهاية الأسبوع الماضي أثناء احتجازه للتحقيق معه على خلفية التفجير الذي استهدف كنيسة القديسين.

يأتي ذلك في الوقت الذي ترددت فيه أنباء مفادها أن شقيق الضحة التوأم إبراهيم قد أصيب بحالة شلل نصفي جراء الضغوط التي مورست ضده من جانب جهات أمنية لإجباره على التنازل عن البلاغ، ما أدى إلى إصابته بحالة نفسية نجم عنها إصابته بشلل نصفي مؤقت، كما أكد خالد الشريف زوج شقيقة القتيل.

وكان الدكتور أيمن نور زعيم حزب "الغد" نشر عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر" صورة من المفترض أنها لخالد شريف تظهر عليها آثار تعذيب بشع على ظهره، فيما يبدو أنه محاولة لإجباره على التنازل عن دعواه أمام النيابة.

وقال نبيل شحاتة محامي أسرة السيد بلال لـ "المصريون"، إن الأمن فرض سياجا وضغوطا أمنيه حول بيت عائلة القتيل ومنعهم من استقبال أي اتصالات من أي أحد للحديث حول القضية، أو الإدلاء بمعلومات عنها، حتى تم حرمانهم من الرد على الاتصالات الهاتفية الخاصة بهم، ومنعهم من الخروج من المنزل ومزوالة حياتهم الطبيعة قبل الانتهاء من إغلاق ملف القضية.

من جانبه، نفى المحامي العام لنيابات استئناف الإسكندرية المستشار ياسر الرفاعي ما نسب إليه في وقت سابق حول طلب النيابة استخراج جثة الضحية بعد دفنها لإعادة تشريحها، مؤكدا أن النيابة لم تأمر باستخراج الجثة، وأن الواقعة لا تزال قيد التحقيق، موضحًا أن النتائج الأولية للتحقيقات كشفت أن واقعة الوفاة ليس لها علاقة بحادث كنيسة القديسين بالإسكندرية دون أن يوضح أسباب الوفاة.

ويعتزم عدد من النشطاء السياسيين تنظيم وقفة احتجاجية، لتلقي العزاء في الشاب السلفي يوم الخميس المقبل أمام كورنيش قصر النيل، داعين الشعب المصري وأطياف المجتمع والقوى الوطنية كافة إلى التظاهر، لوضع حد لما وصفوه بـ"انتهاكات وزارة الداخلية ضد المواطنين المصريين، والمطالبة بإقالة وزير الداخلية، باعتباره المسئول الأول عن مثل هذه الاعتداءات بحق المواطنين المصريين، على حد قولهم.

في سياق متصل، أعلنت "الحملة الوطنية لدعم البرادعي" عن عقدها بحضور المستشار محمود الخضيري وأسرة السيد بلال ونشطاء من كافة القوى الوطنية وحقوقيين جلسة استماع مفتوحة حول قضية مقتل المواطن سيد بلال تحت رعاية حزب "الجبهة" ومركز "ضحايا" يوم الخميس المقبل في تمام السادسة مساءً بمقر الحملة.

يأتي ذلك بعد أن أطلقت حملة تحت شعار "ابن السيد بلال ابن لكل مصري" تدعو كافة المصريين إلى التضامن مع أسرة الشاب السلفي، ومساندتها في القضية المرفوعة حتى لا تقوم بالتنازل عنها.

وجاء في بيان على موقعها الإلكتروني "إن كل واحد فيكم معرض لأن يكون مكان سيد بلال أو خالد سعيد، كل واحد منكم قد يصبح ابنه هو ابن سيد بلال الذي غيبوا والده عن الحياة، وحرموا ابنه البريء وأسرته المغلوبة على أمرها منه للأبد، وان أقل واجب نستطيع أداءه الآن أن نقف بجوار هذه الأسرة المصرية البسيطة التي عانت وتعانى حتى الآن بعد فقد عائلها، فلنعلنها جميعا ونقول لهذا الصغير البريء نحن جميعا إباؤك وأعمامك، نحن جميعا أسرتك، وكل مصري سيتعرض للتعذيب سنكون وراءه حتى يأخذ حقه ولن تسقط جرائم التعذيب أبدا بالتقادم".

ودعت الحملة إلى المشاركة في فتح دفتر توفير باسم ابن السيد بلال بمبلغ خمسة آلاف جنيه مقدمة من شباب "الحملة الشعبية لدعم البرادعي ومطالب التغيير"، وقالت إن ذلك هو "بداية لمساهمه الواجبة، لنعلن للجميع أن المصريين جسدا واحدا لن نترك كائنا مهما كان ينهش فيه".