سعيد بن عامر..
الوالى الفقير
إنه والى حمص من قبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وكان حسن السيرة فيهم، إلا أنهم أهل ذمر وتمرد؛ فتقدم البعض يشكون منه، وكانت شكوى مباركة، فقد كشفت عن جانب من عظمة الرجل، عجيب عجيب جدًا.
طلب عمر من الزمرة الشاكية أن تعدد نقاط شكواها، واحدة واحدة، فنهض المتحدث بلسان هذه المجموعة وقال: نشكو منه أربعًا: لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار، ولا يجيب أحدًا بليل، وله في الشهر يومان لا يخرج فيهما إلينا ولا نراه، وأخرى لا حيلة له فيها ولكنها تضايقنا، وهي أنه تأخذه الغشية بين الحين والحين".
وجلس الرجل، وأطرق عمر مليًا، وابتهل إلى الله همسًا قال:" اللهم اني أعرفه من خير عبادك، اللهم لا تخيّب فيه فراستي"، ودعاه للدفاع عن نفسه، فقال سعيد:" أما قولهم اني لا أخرج اليهم حتى يتعالى النهار فوالله لقد كنت أكره ذكر السبب؛ إنه ليس لأهلي خادم، فأنا أعجن عجيني، ثم أدعه يختمر، ثم أخبز خبزي، ثم أتوضأ للضحى، ثم أخرج إليهم".
وتهلل وجه عمر وقال: الحمد لله، والثانية ؟!
وتابع سعيد حديثه: وأما قولهم: لا أجيب أحدًا بليل فوالله، لقد كنت أكره ذكر السبب إني جعلت النهار لهم، والليل لربي ".
أما قولهم: ان لي يومين في الشهر لا أخرج فيهما فليس لي خادم يغسل ثوبي، وليس بي ثياب أبدّلها، فأنا أغسل ثوبي ثم أنتظر أن يجف بعد حين، وفي آخر النهار أخرج إليهم ".
وأما قولهم: إن الغشية تأخذني بين الحين والحين فقد شهدت مصرع خبيب الأنصاري بمكة، وقد بضعت قريش لحمه، وحملوه على جذعه، وهم يقولون له: أحب أن محمدًا مكانك، وأنت سليم معافى..؟ فيجيبهم قائلاً: والله ما أحب أني في أهلي وولدي، معي عافية الدنيا ونعيمها، ويصاب رسول الله بشوكة. فكلما ذكرت ذلك المشهد الذي رأيته وأنا يومئذ من المشركين، ثم تذكرت تركي نصرة خبيب يومها، أرتجف خوفًا من عذاب الله، ويغشاني الذي يغشاني".
وانتهت كلمات سعيد التي كانت تغادر شفتيه مبللة بدموعه الورعة الطاهرة، ولم يملك عمر نفسه ونشوه، فصاح من فرط حبوره:" الحمد لله الذي لم يخيّب فراستي"، وعانق سعيدًا، وقبّل جبهته المضيئة العالية.
==========
الوالى الفقير
إنه والى حمص من قبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وكان حسن السيرة فيهم، إلا أنهم أهل ذمر وتمرد؛ فتقدم البعض يشكون منه، وكانت شكوى مباركة، فقد كشفت عن جانب من عظمة الرجل، عجيب عجيب جدًا.
طلب عمر من الزمرة الشاكية أن تعدد نقاط شكواها، واحدة واحدة، فنهض المتحدث بلسان هذه المجموعة وقال: نشكو منه أربعًا: لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار، ولا يجيب أحدًا بليل، وله في الشهر يومان لا يخرج فيهما إلينا ولا نراه، وأخرى لا حيلة له فيها ولكنها تضايقنا، وهي أنه تأخذه الغشية بين الحين والحين".
وجلس الرجل، وأطرق عمر مليًا، وابتهل إلى الله همسًا قال:" اللهم اني أعرفه من خير عبادك، اللهم لا تخيّب فيه فراستي"، ودعاه للدفاع عن نفسه، فقال سعيد:" أما قولهم اني لا أخرج اليهم حتى يتعالى النهار فوالله لقد كنت أكره ذكر السبب؛ إنه ليس لأهلي خادم، فأنا أعجن عجيني، ثم أدعه يختمر، ثم أخبز خبزي، ثم أتوضأ للضحى، ثم أخرج إليهم".
وتهلل وجه عمر وقال: الحمد لله، والثانية ؟!
وتابع سعيد حديثه: وأما قولهم: لا أجيب أحدًا بليل فوالله، لقد كنت أكره ذكر السبب إني جعلت النهار لهم، والليل لربي ".
أما قولهم: ان لي يومين في الشهر لا أخرج فيهما فليس لي خادم يغسل ثوبي، وليس بي ثياب أبدّلها، فأنا أغسل ثوبي ثم أنتظر أن يجف بعد حين، وفي آخر النهار أخرج إليهم ".
وأما قولهم: إن الغشية تأخذني بين الحين والحين فقد شهدت مصرع خبيب الأنصاري بمكة، وقد بضعت قريش لحمه، وحملوه على جذعه، وهم يقولون له: أحب أن محمدًا مكانك، وأنت سليم معافى..؟ فيجيبهم قائلاً: والله ما أحب أني في أهلي وولدي، معي عافية الدنيا ونعيمها، ويصاب رسول الله بشوكة. فكلما ذكرت ذلك المشهد الذي رأيته وأنا يومئذ من المشركين، ثم تذكرت تركي نصرة خبيب يومها، أرتجف خوفًا من عذاب الله، ويغشاني الذي يغشاني".
وانتهت كلمات سعيد التي كانت تغادر شفتيه مبللة بدموعه الورعة الطاهرة، ولم يملك عمر نفسه ونشوه، فصاح من فرط حبوره:" الحمد لله الذي لم يخيّب فراستي"، وعانق سعيدًا، وقبّل جبهته المضيئة العالية.
==========
الأربعاء أكتوبر 19, 2011 2:03 pm من طرف اسماء
» إيقاظ الإيمان .. كيف ؟
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:26 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» دموع الصومال
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:13 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» الرسول صلى الله عليه وسلم والصومال
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:05 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» هنا من موقع التوبة أعلنها توبة لله
السبت أكتوبر 15, 2011 4:21 am من طرف اسماء
» قصة طفل عمره 3 سنوات والله المستعان
الجمعة أكتوبر 14, 2011 10:15 am من طرف اسماء
» فوائد الصرصور..اخر زمنـ صار لهمـ فوائد بعد..
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:40 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» ذابت قلوبنا من هم الدنيا
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:36 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» لا تجعل الله أهون الناظرين إليك [ ذنوب الخلوات ]..!!!
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:23 pm من طرف المشتاقة الي الجنة