كـيـف أسـلـم مـوسـى؟
أضع بين يديكم قصة رجل من زعماء إحدى قبائل الزولو الذين يدين الكثيرين منهم بالنصرانية، وقد تسمى بإسم موسى بعد إسلامه، فلقد كان في زيارتي منذ ثلاثة أيام، وقد قص علي قصة إسلامه.
يقول: إن والدي وجدي وجد والدي وجد والد جدي كانوا كلهم قساوسة، ولكن أنا لم أكن على نفس الطريق؛ فلقد كنت رجلاً مدمنًا للخمر، ولست مقتنعًا بتعاليم الكنيسة وطقوسها، على عكس زوجتي التي كانت مداومة على الذهاب للكنيسة.
في أحد أيام الأحد بعد دخولي إلى الكنيسة، وانتهت مراسم الصلاة - والتي كانت تاخذ من الوقت نصف ساعة، بينما كنا نقضي ساعتين ونصف في جمع المال لصالح الكنيسة - في ذلك اليوم وقفت وطلبت من القسيس أن يجيبني على سؤالي وهو: أسألكم بالرب ما الذي نجنيه من الحضور إلى الكنيسة إذا كنا نقضي فقط نصف ساعة في العبادة والبقية جمع الأموال؟
هنا ضحك الحاضرون عندما لم يتمكن القسيس من الرد علي برد شافٍ؛ لأنه فوجئ بالسؤال وبجرئتي في توجيه مثل هذا السؤال.
ومنذ ذلك اليوم عزمت على أن لا أعود للكنيسة بعدها، وبالفعل فلقد كان ذلك آخر عهدي بالكنيسة، غير أني كنت أصلي في بيتي مرتين مساءً وصباحًا، مع إني ما زلت مدمنًا على شرب الخمر، حتى جاء ذلك اليوم الذي بدأت معه رحلة التغيير في حياتي.
في ذلك اليوم سقطت مغشيًا علي بسبب إدماني؛ إذ إنه لم يبق في جسدي شيئًا من السكر، حينها أخذني أخي إلى المستشفى وهم لا يعلمون ما الذي حدث لي، وقاموا بنقلي من مستشفى إلى آخر، حتى دخل أخي إلى أحد المستشفيات التي لا تقبل أحدًا إلا بموعد مسبق، وأثناء حديث أخي مع الاستقبال كانت هناك قائمة بأسماء الأطباء المناوبين، فتحايل أخي عليهم، واختار أحد الأسماء التي كانت مسجلة في قائمة أسماء الأطباء المناوبين، وقال: إننا على موعد مع الطبيب سلمون ( وسبحان الله فلقد كان هذا الطبيب مسلمًا).
وعند إتصالهم بالطبيب سلمون، أتى وأدخلني إلى غرفته، وبدأ بفحصي وأنا كنت في حالة إغماء، فطلب منهم نقلي إلى المستشفى الحكومي؛ فحالتي بلغت إلى مستوى فيه خطر على حياتي، وتم نقلي إلى المستشفى الحكومي،
وبقيت فيه لمدة ثلاثة أشهر وآنا في غيبوبة تامة.
وعندما صحوت رأيت نفسي في مكان يعج بأناس ملابسهم بيضاء، ولولا وجود زوجتي بينهم لظننت أنني إنتقلت إلى عالم آخر غير الذي كنت أعيش فيه، فبادرتها بالسؤال: أين أنا ؟
فقالت لي: أنت في المستشفى الحكومي، وقامت بسرد القصة التي ذكرتها لكم مسبقًا. بقيت في المستشفى لفترة شهر تحت الرعاية، وكان الطبيب سلمون يزورني من فترة إلى أخرى، ولم أكن أعلم عنه سوى أنه الرجل الذي قام بتحويلي للمستشفى الحكومي في ذلك اليوم.
وبعد أن خرجت من المستشفى قمت في أحد الأيام بزيارة الطبيب سلمون في مكتبه، وبدأت رحلة التغيير في حياتي. عند زيارتي له رأيت في مكتبه شيء غريب معلق على الحائط، فسألته: ما هذا؟ فقال: إنها سجادة للصلاة. وعندها عرفت أنه مسلم، وسألني: هل قرأت القرآن؟ فأجبته: لا، ولكني سمعت عنه. وهناك انتهت زيارتي للطبيب سلمون، ولكن بقي هناك شيء في ذهني، شيء جديد لم أعهده من قبل.
كان هناك مسجد في القرية، وهو مهجور، ولا يرتاده أحد، وكان به رجل يقال له مولانا، وهو الإمام الذي بقي هناك في حراسة المسجد بعد أن هجر المسلمون ذلك الحي. وكان المسجد كبيت أشباح؛ فالأعشاب بلغت قرابة المتر طولاً من حول المسجد، والباب قد علاه الصدأ، وبالكاد يفتح.
هذه الزيارة كانت بعد أن قررت أن أدخل الإسلام من غير دعوة سوى معاملة الدكتور سلمون لي، والتي لم تكن مباشرة للدخول في الإسلام.
دخلت إلى ساحة المسجد، ومنها إلى غرفة مولانا، ومن غير مقدمات قلت له: أريد أن تعلمني كيف أصلي، فاستغرب وسألني: هل أسلمت؟ فقلت له: نعم لقد قررت أن أدخل الإسلام، فقام فأخذني للوضوء، ونطقت الشهادة، وبدأت أصلي معه.
عندما أخبرت أهل بيتي بقصة إسلامي تفاجأوا، وبالذات إبني الكبير الذي قال لي: هل جننت يا أبي ؟ فقلت له: إن كان هناك مجانين فهم أنتم، وأنا أعقلكم.
وبسبب مكانتي لم يجرؤ أحد على مخالفتي مباشرةً، وبعد فترة وجيزة أسلم ابني محمد، وأسلم معه أصدقاءه، وبدأ الناس الدخول في الإسلام، وازداد عددنا، وازدادت الحاجة إلى أماكن للعبادة، فما كان مني إلا أن توجهت إلى الجالية المسلمة في المدينة - وهم من الهنود - ووعدوني خيرًا. ومرت السنون تلوا السنين ولكن من غير أن تكون هناك أي نتيجة؛ فلقد كانوا يقولون: إن شاء الله سنبني لك مسجدًا في منطقتك.
هذا وزوجتي لم تسلم بعد، ولكنها كانت تحترم مشاعرنا، وتعاملنا بكل احترام ورعاية، وكانت حريصة على أن تطهو لنا طعامنًا كمسلمين. ومنذ سنتين من الله عليها بالهداية، بعد أن صبرت معي لمدة عشر سنوات وهي على دينها.
في ذلك اليوم قلت لابني محمد: سأذهب إلى مكة حتى أشكر الله على أن هدى والدتك للإسلام. فقال لي: لكن يا أبي لا نملك المال الكافي للسفر. فقلت له: لا عليك إن الله سييسر لنا أمر سفرنا. وبالفعل سافرنا إلى مكة، وقمنا بأداء العمرة، وزرنا المدينة.
الغريب في حياة قبائل الزولو أنهم يتبعون دين النصرانية، ولكن طبيعة حياتهم مشابهه للمسلمين إلى حد كبير؛ فهم:
أولاً: إذا أكلوا فإن الرجال يأكلون في صحن واحد، ولا تشاركهم النسوة في الطعام.
ثانيًا: إذا خرج الرجل من بيته فإن نسوته يمشين خلفه، ولا يجوز لهن أن يمشين أمامه أو جنبه.
ثالثًا: نتزوج حتى أربع نسوة.
رابعًا: نأكل باليمين، ونذبح ذبائحنا كما يفعل المسلمون، ونكبر عليها باسم الرب.
خامسًا: إذا توفي عندنا أحد، فإننا نحفر له قبرًا على هيئة قبور المسلمين من غير اختلاف، ونضعه على جنبه اليمين، ووجه للقبلة.
==========
موسوعة القصص الواقعية
أضع بين يديكم قصة رجل من زعماء إحدى قبائل الزولو الذين يدين الكثيرين منهم بالنصرانية، وقد تسمى بإسم موسى بعد إسلامه، فلقد كان في زيارتي منذ ثلاثة أيام، وقد قص علي قصة إسلامه.
يقول: إن والدي وجدي وجد والدي وجد والد جدي كانوا كلهم قساوسة، ولكن أنا لم أكن على نفس الطريق؛ فلقد كنت رجلاً مدمنًا للخمر، ولست مقتنعًا بتعاليم الكنيسة وطقوسها، على عكس زوجتي التي كانت مداومة على الذهاب للكنيسة.
في أحد أيام الأحد بعد دخولي إلى الكنيسة، وانتهت مراسم الصلاة - والتي كانت تاخذ من الوقت نصف ساعة، بينما كنا نقضي ساعتين ونصف في جمع المال لصالح الكنيسة - في ذلك اليوم وقفت وطلبت من القسيس أن يجيبني على سؤالي وهو: أسألكم بالرب ما الذي نجنيه من الحضور إلى الكنيسة إذا كنا نقضي فقط نصف ساعة في العبادة والبقية جمع الأموال؟
هنا ضحك الحاضرون عندما لم يتمكن القسيس من الرد علي برد شافٍ؛ لأنه فوجئ بالسؤال وبجرئتي في توجيه مثل هذا السؤال.
ومنذ ذلك اليوم عزمت على أن لا أعود للكنيسة بعدها، وبالفعل فلقد كان ذلك آخر عهدي بالكنيسة، غير أني كنت أصلي في بيتي مرتين مساءً وصباحًا، مع إني ما زلت مدمنًا على شرب الخمر، حتى جاء ذلك اليوم الذي بدأت معه رحلة التغيير في حياتي.
في ذلك اليوم سقطت مغشيًا علي بسبب إدماني؛ إذ إنه لم يبق في جسدي شيئًا من السكر، حينها أخذني أخي إلى المستشفى وهم لا يعلمون ما الذي حدث لي، وقاموا بنقلي من مستشفى إلى آخر، حتى دخل أخي إلى أحد المستشفيات التي لا تقبل أحدًا إلا بموعد مسبق، وأثناء حديث أخي مع الاستقبال كانت هناك قائمة بأسماء الأطباء المناوبين، فتحايل أخي عليهم، واختار أحد الأسماء التي كانت مسجلة في قائمة أسماء الأطباء المناوبين، وقال: إننا على موعد مع الطبيب سلمون ( وسبحان الله فلقد كان هذا الطبيب مسلمًا).
وعند إتصالهم بالطبيب سلمون، أتى وأدخلني إلى غرفته، وبدأ بفحصي وأنا كنت في حالة إغماء، فطلب منهم نقلي إلى المستشفى الحكومي؛ فحالتي بلغت إلى مستوى فيه خطر على حياتي، وتم نقلي إلى المستشفى الحكومي،
وبقيت فيه لمدة ثلاثة أشهر وآنا في غيبوبة تامة.
وعندما صحوت رأيت نفسي في مكان يعج بأناس ملابسهم بيضاء، ولولا وجود زوجتي بينهم لظننت أنني إنتقلت إلى عالم آخر غير الذي كنت أعيش فيه، فبادرتها بالسؤال: أين أنا ؟
فقالت لي: أنت في المستشفى الحكومي، وقامت بسرد القصة التي ذكرتها لكم مسبقًا. بقيت في المستشفى لفترة شهر تحت الرعاية، وكان الطبيب سلمون يزورني من فترة إلى أخرى، ولم أكن أعلم عنه سوى أنه الرجل الذي قام بتحويلي للمستشفى الحكومي في ذلك اليوم.
وبعد أن خرجت من المستشفى قمت في أحد الأيام بزيارة الطبيب سلمون في مكتبه، وبدأت رحلة التغيير في حياتي. عند زيارتي له رأيت في مكتبه شيء غريب معلق على الحائط، فسألته: ما هذا؟ فقال: إنها سجادة للصلاة. وعندها عرفت أنه مسلم، وسألني: هل قرأت القرآن؟ فأجبته: لا، ولكني سمعت عنه. وهناك انتهت زيارتي للطبيب سلمون، ولكن بقي هناك شيء في ذهني، شيء جديد لم أعهده من قبل.
كان هناك مسجد في القرية، وهو مهجور، ولا يرتاده أحد، وكان به رجل يقال له مولانا، وهو الإمام الذي بقي هناك في حراسة المسجد بعد أن هجر المسلمون ذلك الحي. وكان المسجد كبيت أشباح؛ فالأعشاب بلغت قرابة المتر طولاً من حول المسجد، والباب قد علاه الصدأ، وبالكاد يفتح.
هذه الزيارة كانت بعد أن قررت أن أدخل الإسلام من غير دعوة سوى معاملة الدكتور سلمون لي، والتي لم تكن مباشرة للدخول في الإسلام.
دخلت إلى ساحة المسجد، ومنها إلى غرفة مولانا، ومن غير مقدمات قلت له: أريد أن تعلمني كيف أصلي، فاستغرب وسألني: هل أسلمت؟ فقلت له: نعم لقد قررت أن أدخل الإسلام، فقام فأخذني للوضوء، ونطقت الشهادة، وبدأت أصلي معه.
عندما أخبرت أهل بيتي بقصة إسلامي تفاجأوا، وبالذات إبني الكبير الذي قال لي: هل جننت يا أبي ؟ فقلت له: إن كان هناك مجانين فهم أنتم، وأنا أعقلكم.
وبسبب مكانتي لم يجرؤ أحد على مخالفتي مباشرةً، وبعد فترة وجيزة أسلم ابني محمد، وأسلم معه أصدقاءه، وبدأ الناس الدخول في الإسلام، وازداد عددنا، وازدادت الحاجة إلى أماكن للعبادة، فما كان مني إلا أن توجهت إلى الجالية المسلمة في المدينة - وهم من الهنود - ووعدوني خيرًا. ومرت السنون تلوا السنين ولكن من غير أن تكون هناك أي نتيجة؛ فلقد كانوا يقولون: إن شاء الله سنبني لك مسجدًا في منطقتك.
هذا وزوجتي لم تسلم بعد، ولكنها كانت تحترم مشاعرنا، وتعاملنا بكل احترام ورعاية، وكانت حريصة على أن تطهو لنا طعامنًا كمسلمين. ومنذ سنتين من الله عليها بالهداية، بعد أن صبرت معي لمدة عشر سنوات وهي على دينها.
في ذلك اليوم قلت لابني محمد: سأذهب إلى مكة حتى أشكر الله على أن هدى والدتك للإسلام. فقال لي: لكن يا أبي لا نملك المال الكافي للسفر. فقلت له: لا عليك إن الله سييسر لنا أمر سفرنا. وبالفعل سافرنا إلى مكة، وقمنا بأداء العمرة، وزرنا المدينة.
الغريب في حياة قبائل الزولو أنهم يتبعون دين النصرانية، ولكن طبيعة حياتهم مشابهه للمسلمين إلى حد كبير؛ فهم:
أولاً: إذا أكلوا فإن الرجال يأكلون في صحن واحد، ولا تشاركهم النسوة في الطعام.
ثانيًا: إذا خرج الرجل من بيته فإن نسوته يمشين خلفه، ولا يجوز لهن أن يمشين أمامه أو جنبه.
ثالثًا: نتزوج حتى أربع نسوة.
رابعًا: نأكل باليمين، ونذبح ذبائحنا كما يفعل المسلمون، ونكبر عليها باسم الرب.
خامسًا: إذا توفي عندنا أحد، فإننا نحفر له قبرًا على هيئة قبور المسلمين من غير اختلاف، ونضعه على جنبه اليمين، ووجه للقبلة.
==========
موسوعة القصص الواقعية
الأربعاء أكتوبر 19, 2011 2:03 pm من طرف اسماء
» إيقاظ الإيمان .. كيف ؟
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:26 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» دموع الصومال
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:13 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» الرسول صلى الله عليه وسلم والصومال
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:05 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» هنا من موقع التوبة أعلنها توبة لله
السبت أكتوبر 15, 2011 4:21 am من طرف اسماء
» قصة طفل عمره 3 سنوات والله المستعان
الجمعة أكتوبر 14, 2011 10:15 am من طرف اسماء
» فوائد الصرصور..اخر زمنـ صار لهمـ فوائد بعد..
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:40 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» ذابت قلوبنا من هم الدنيا
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:36 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» لا تجعل الله أهون الناظرين إليك [ ذنوب الخلوات ]..!!!
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:23 pm من طرف المشتاقة الي الجنة