لماذا هذا الغلوا والتنطع والتشدد في الدين ؟
لماذا لا ندعوا للدين والصلاة وكل أركانه بالترغيب لا بالترهيب ؟
الم يقل الله في كتابه : - " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء " ؟
هذه مقالة أنقلها لكم
لماذا لا ندعوا للدين والصلاة وكل أركانه بالترغيب لا بالترهيب ؟
الم يقل الله في كتابه : - " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء " ؟
هذه مقالة أنقلها لكم
فن تصعيب دخول الجنة
د. عائض القرني
فُتح على بعض الناس باب تصعيب دخول الجنة على عباد الله ، فكأن مفاتيح الجنة في جيبه يُدخل من يشاء ويمنع من يشاء ، وكأن صكوك الغفران في يده ، يرحم من يشاء ويعذب من يشاء.
فإذا وجد العصاة بشّرهم بالنار ، وأقسم عليهم أن لا يدخلوا الجنة ، وإذا ذُكر له الطائعون ، شكك في طاعتهم وذكر عيوب أعمالهم ، وإذا سمع نصوص الرحمة ، لم يمرها على ظاهرها وإنما يؤولها ، حتى إني سمعت بعضهم يشرح أحاديث تكفير الذنوب ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «مَن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة غُفرت ذنوبه وإن كانت كزبد البحر» ، فقال معلّقا على الحديث: الحديث ليس على ظاهره، ولا تكفّر كل الذنوب ولا الكبائر، وهناك شروط في تكفير الذنوب لم تذكر في الحديث ؛ وكأنه يرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولما ذكر حديث «مَن قال لا إله إلا الله مخلصا من قلبه دخل الجنة»، قال معلّقا : الحديث ليس على ظاهره ، وهناك شروط وفرائض وموانع لا بد من اجتماعها حتى يُجرى الحديث على ظاهره ؛ وقائل الحديث هو النبي المعصوم بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم ، أعْرَفُ الناس بمدلول اللغة ، وأعلم الناس بمراد ربه عز وجل ، وأتقى الناس وأخشاهم لمولاه تقدس اسمه.
وهكذا تستمر هذه الطائفة لتصعيب دخول الجنة ، حتى لا يثق الطائع بطاعته ، ولا يتوب العاصي من معصيته ، فلا يذكّرونه بالتوبة ولا برحمة أرحم الراحمين ، فإن جاء نص في الوعيد أجروه على ظاهره ، وزادوا عليه كقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة نمام» ، قالوا : معنى الحديث أن النمام خالد في النار محرم عليه دخول الجنة ، وهذا ليس مقصود الحديث.
وإذا أتت بشرى بالمغفرة والرحمة في آية أو حديث ، غيّروا المعنى وأفسدوا الفرحة بالبشرى ، وهذا المسلك الخطير في تصعيب دخول الجنة يورث اليأس والقنوط والإحباط عند كثير من الناس ، حتى يقول بعضهم: ما دام أننا إذا تبنا لا يُقبل منا ، وأن أعمالنا الصالحة مدخولة بالرياء والسمعة ، فما الفائدة من طاعتنا إذا كنا هالكين أصلا؟
وجدت شبابا محبطا ، صعّب عليهم بعض الوعّاظ التوبة ودخول الجنة ، فأصبحوا يرددون: ما الفائدة من دعائنا ومن صلاتنا وقد تلوثنا بالخطيئة وتلطخنا بالذنب؟
ووجدنا من أصابه الوسواس من كثرة خوفه ، لأنه استمع إلى مواعظ قاتلة ، وخطب تهديدية حماسية تتوعد العصاة بنار تلظى ، ولا تفتح لهم باب الأمل ولا الرجاء برحمة الله.
والسؤال: مَن الذي رشح هذه الطائفة المتعـنـّـتة في الدين ، المتنطعة في الشريعة ، لتحكم على الناس بدخول الجنة أو الحرمان بدخولها ؟ مَن الذي فوّضهم بتفريغ النصوص من محتواها ؟ فنصوص الرحمة عندهم لها معنى آخر غير مراد من ظاهرها ، ولها باب باطن تدل عليه نصوص أخرى ، ونصوص العذاب والوعيد تُجرى على ظاهرها ، ويزاد عليها ، ويُجمع معها نصوص أشد منها ، فإذا ذكرتهم بالحديث الصحيح عند مسلم ، " عن أبي ذر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له: « بشرني جبريل أنه من مات من أمتك يشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فهو من أهل الجنة » ، قال أبو ذر: وإن زنا وإن سرق ؟ قال صلى الله عليه وسلم : وإن زنا وإن سرق ، قال أبو ذر: وإن زنا وإن سرق ؟ قال: وإن زنا وإن سرق ، قال أبو ذر: وإن زنا وإن سرق؟ فقال صلى الله عليه وسلم: وإن زنا وإن سرق على رغم أنف أبي ذر " ؛ فإذا سمعوا هذا الحديث جعلوا له تأويلا يخالف ظاهره.
لماذا لا نكون مع نصوص الكتاب والسنّة بين الخوف والرجاء ؟ ولماذا لا نكون على ما قاله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث قال: « الفقيه كل الفقيه مَن لم يؤمِّن الناس من مكر الله ، ولم يقنّطهم من رحمة الله » ؟ وهذا هو منهج أهل العلم والإيمان ، فإن الله جمع في كتابه بين الخوف منه والرجاء في رحمته فقال: « نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ (50) » (الحجر 49 – 50 ).
الدين يسر *** والخلافة بيعة
والأمر شورى *** والحقوق قضاء
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾
الذاريات
د. عائض القرني
فُتح على بعض الناس باب تصعيب دخول الجنة على عباد الله ، فكأن مفاتيح الجنة في جيبه يُدخل من يشاء ويمنع من يشاء ، وكأن صكوك الغفران في يده ، يرحم من يشاء ويعذب من يشاء.
فإذا وجد العصاة بشّرهم بالنار ، وأقسم عليهم أن لا يدخلوا الجنة ، وإذا ذُكر له الطائعون ، شكك في طاعتهم وذكر عيوب أعمالهم ، وإذا سمع نصوص الرحمة ، لم يمرها على ظاهرها وإنما يؤولها ، حتى إني سمعت بعضهم يشرح أحاديث تكفير الذنوب ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «مَن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة غُفرت ذنوبه وإن كانت كزبد البحر» ، فقال معلّقا على الحديث: الحديث ليس على ظاهره، ولا تكفّر كل الذنوب ولا الكبائر، وهناك شروط في تكفير الذنوب لم تذكر في الحديث ؛ وكأنه يرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولما ذكر حديث «مَن قال لا إله إلا الله مخلصا من قلبه دخل الجنة»، قال معلّقا : الحديث ليس على ظاهره ، وهناك شروط وفرائض وموانع لا بد من اجتماعها حتى يُجرى الحديث على ظاهره ؛ وقائل الحديث هو النبي المعصوم بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم ، أعْرَفُ الناس بمدلول اللغة ، وأعلم الناس بمراد ربه عز وجل ، وأتقى الناس وأخشاهم لمولاه تقدس اسمه.
وهكذا تستمر هذه الطائفة لتصعيب دخول الجنة ، حتى لا يثق الطائع بطاعته ، ولا يتوب العاصي من معصيته ، فلا يذكّرونه بالتوبة ولا برحمة أرحم الراحمين ، فإن جاء نص في الوعيد أجروه على ظاهره ، وزادوا عليه كقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة نمام» ، قالوا : معنى الحديث أن النمام خالد في النار محرم عليه دخول الجنة ، وهذا ليس مقصود الحديث.
وإذا أتت بشرى بالمغفرة والرحمة في آية أو حديث ، غيّروا المعنى وأفسدوا الفرحة بالبشرى ، وهذا المسلك الخطير في تصعيب دخول الجنة يورث اليأس والقنوط والإحباط عند كثير من الناس ، حتى يقول بعضهم: ما دام أننا إذا تبنا لا يُقبل منا ، وأن أعمالنا الصالحة مدخولة بالرياء والسمعة ، فما الفائدة من طاعتنا إذا كنا هالكين أصلا؟
وجدت شبابا محبطا ، صعّب عليهم بعض الوعّاظ التوبة ودخول الجنة ، فأصبحوا يرددون: ما الفائدة من دعائنا ومن صلاتنا وقد تلوثنا بالخطيئة وتلطخنا بالذنب؟
ووجدنا من أصابه الوسواس من كثرة خوفه ، لأنه استمع إلى مواعظ قاتلة ، وخطب تهديدية حماسية تتوعد العصاة بنار تلظى ، ولا تفتح لهم باب الأمل ولا الرجاء برحمة الله.
والسؤال: مَن الذي رشح هذه الطائفة المتعـنـّـتة في الدين ، المتنطعة في الشريعة ، لتحكم على الناس بدخول الجنة أو الحرمان بدخولها ؟ مَن الذي فوّضهم بتفريغ النصوص من محتواها ؟ فنصوص الرحمة عندهم لها معنى آخر غير مراد من ظاهرها ، ولها باب باطن تدل عليه نصوص أخرى ، ونصوص العذاب والوعيد تُجرى على ظاهرها ، ويزاد عليها ، ويُجمع معها نصوص أشد منها ، فإذا ذكرتهم بالحديث الصحيح عند مسلم ، " عن أبي ذر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له: « بشرني جبريل أنه من مات من أمتك يشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فهو من أهل الجنة » ، قال أبو ذر: وإن زنا وإن سرق ؟ قال صلى الله عليه وسلم : وإن زنا وإن سرق ، قال أبو ذر: وإن زنا وإن سرق ؟ قال: وإن زنا وإن سرق ، قال أبو ذر: وإن زنا وإن سرق؟ فقال صلى الله عليه وسلم: وإن زنا وإن سرق على رغم أنف أبي ذر " ؛ فإذا سمعوا هذا الحديث جعلوا له تأويلا يخالف ظاهره.
لماذا لا نكون مع نصوص الكتاب والسنّة بين الخوف والرجاء ؟ ولماذا لا نكون على ما قاله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث قال: « الفقيه كل الفقيه مَن لم يؤمِّن الناس من مكر الله ، ولم يقنّطهم من رحمة الله » ؟ وهذا هو منهج أهل العلم والإيمان ، فإن الله جمع في كتابه بين الخوف منه والرجاء في رحمته فقال: « نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ (50) » (الحجر 49 – 50 ).
الدين يسر *** والخلافة بيعة
والأمر شورى *** والحقوق قضاء
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾
الذاريات
الأربعاء أكتوبر 19, 2011 2:03 pm من طرف اسماء
» إيقاظ الإيمان .. كيف ؟
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:26 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» دموع الصومال
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:13 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» الرسول صلى الله عليه وسلم والصومال
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:05 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» هنا من موقع التوبة أعلنها توبة لله
السبت أكتوبر 15, 2011 4:21 am من طرف اسماء
» قصة طفل عمره 3 سنوات والله المستعان
الجمعة أكتوبر 14, 2011 10:15 am من طرف اسماء
» فوائد الصرصور..اخر زمنـ صار لهمـ فوائد بعد..
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:40 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» ذابت قلوبنا من هم الدنيا
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:36 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» لا تجعل الله أهون الناظرين إليك [ ذنوب الخلوات ]..!!!
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:23 pm من طرف المشتاقة الي الجنة