قصص ووقفات .. مع الأموات
الوقفة الأولى:
اتصل بي احد الاخوة وانا في المنزل يوم الجمعة، وقال لي، يا شيخ ان اخي انتقل الى رحمة الله، وهو الان موجود في ثلاجة ( مستشفى الجدعاني )، بحي الصفا، ونريد منك ان تغسله، وتعمل على تجهيزه وتذهب الى المستشفى في التاسعة صباح غدا السبت، لنقله الى المغسلة المقبرة، فقلت:ان شاء الله، وبعد صلاة العشاء من نفس اليوم اتصل بي والد الشاب لنفس الموضوع، فقلت : له ابنك اتصل بي قال:ادري ياشيخ لكن فقط للتاكيد على حضورك، وفي صباح اليوم التالي توجهت الى المستشفى في الموعد المحدد وقبل وصولي الى بوابة المستشفى رأيت الكثير من الناس تنتظر خارج المستشفى فاعتقدت ان هنال اكثر من ميت في المستشفى استقبلني اخاه ووالده عند الباب، فقلت لهم: كم ميت، فقال والده: فقط واحد يا شيخ انه ابني فقط يا شيخ، فقلت :ولماذا كل هذه الامة، قال الاب:كلهم حضروا من طريقة موت ابني فتشوقت لمعرفة طريقة موت ابنه، وبينما يتم انهاء اجراءات اخراج تصريح الدفن وتبليغ الوفاة من المستشفى سألت والد الشاب وعلامات الحزن ظاهرة على وجهه، كيف مات ابنك، فقال: يا شيخ حضرت انا وابنائي لصلاة الجمعة في هذا المسجد، وبعد انتهاء الامام من خطبة الجمعة واقامة الصلاة وفي السجدة الثانية قبل التسليم ينزل ملك الموت بأذن المولى عز وجل ويأخذ روح ابني وهو ساجد لله في صلاته انظروا يا اخوان كيف كانت ميتة هذا الشاب ينزل ملك الموت الى المسجد ويأخذ روح هذا الشاب وهو ساجد لله وليس ساجد في معصية من معاصي الله ومتى نزل ملك الموت نزل يوم الجمعة وانتم اعلم في هذا اليوم كما يقول عليه الصلاة والسلام : من مات يوم الجمعة او ليلة الجمعة وقاه الله فتنة القبر، وكيف اخذ ملك الموت روح هذا الشاب، وهو ساجد في المسجد وليس في مكان معصية الله، يا اخوان من منا لا يتمنى هذه الميتة؟ من منا لا يتمنى هذه الميتة، في بيت من بيوت الله ؟وان الله ممن يحسن خاتمته ثم حملنا هذا الشاب في سيارة الموتى الى المغسلة وادخلناه الى غرفة الغسل ووضعناه فوق خشبة الغسل لنبدأ نتجهيزه وكلنا سوف نمدد على هذه الخشبة، لانستطيع الحركه، ثم أتى المغسل وهويقوم بتجريده واذا بامام المسجد يدخل علي ويقول: يا شيخ ان هذا الشاب مات في مسجدي وانا اولى بغسله، فقلت: هذا والده واخاه اتصلوا بي وطلبوا مني ان اغسله، فقال :فضلا يا شيخ انا ارغب بغسله، فقلت:تفضل انا وانت واحد وحتى لا حرج، الامام اثناء الغسل خرجت وانتظرت في الخارج عند الباب، قام الامام بوضع السترة على الميت وتجريده من ملابسه وقام بتنجيته وتوضئته وضوء كامل، ثم قام بغسله بالماء والسدر ثم بالماء والكافور، ثم حملوه من خشبة الغسل الى خشبة التكفين ليطيب في اماكن السجود التي كان يسجد فيها وهو حي بالمسجد ويفعل ذلك مع سائر الاموات المسلمين، ثم يكفن ويحمل ويذهب به الى المسجد للصلاة عليه وبينما اوشك الامام على الانتهاء من التكفين وبالاخص عند ربط الاربطة لم يستطيع الامام فنادني وطلب مني اقفال الكفن من جهة الراس، فقلت في نفسي لماذا لم يستطيع ان يقفل الكفن؟ فلا بد من وجود سر ودخلت الى هذا الشاب مسرعا وان مندهش من مما رأيت، ماذا رأيت يا اخوان؟
انني عندما نظرت لوجه الشاب الميت رأيت نورا ربانيا يخرج من وجهه ليس كانوار الدنيا وكان مبتسما ومن
قوة الابتسامة كانت اسنانه ظاهرة، هل رايتم ميت يبتسم؟ كأنه يضحك مات وهو يضحك، فتذكرت الامام وكانه تعمد ان يريني وجه هذا الشاب ويقول لي دعه يا شيخ وجهه مكشوف ندفنه ووجهه مكشوف، فماذا افعل يا اخوان؟ ماذا فعلت؟
فتحت باب المغسله وكل الاخوان الذين كانوا بالخارج دخلوا عليه وكل واحد منهم ينظر اليه كان يقبله على جبينه، ودموعه على خده، ومن ثم غطيت وجهه ثم حملناه وادخلناه المسجد قبل صلاة الظهر بساعة وكان حينها لم نكمل صفا واحدا في المسجد وبعد رفع الاذان واقامة الصلاة وضعنا الجنازة امام الامام وصلينا على هذا الشاب وبع الانتهاء نظرت الى الخلف فاذا بالمسجد يمتلئ بالمصلين ولم يكتفوا بذلك حتى الملحق التابع امتلئ حتى انهم اغلقوا الممرات والطريق المؤدية للمسجد ولو رأيتم جنازة هذا الشاب وهي تخرج من المسجد مسرعة كانها تطير لوحدها، ولو رأيت جنازة هذا الشاب وهي تمشي مسرعة وتسابق الاخوان على قبره وانزلوه ووضعوه على جنبه الايمن باتجاه القبلة ثم حلو الاربطة وقاموا بتغطية هذا القبر، وحطوا التراب عليه، يقول احد المقربين له: ان عمر هذا الشاب 28 سنة لم يتزوج، من ان ياتي من عمله ويتناول طعام الغداء ثم يسمع المؤذن يأذن للصلاة ويذهب الى المسجد وينتظر فيه من بعد صلاة العصر حتى صلاة المغرب، ماذا يفعل؟ من بعد صلاة العصر حتى صلاة المغرب؟ انه يقوم بتحفيظ الاطفال القرأن الكريم في المسجد، اسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة.
الوقفة الثانية:
هذه القصة يا اخوان تذكرني في قوله تعالى {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }الأعراف34 احد الاخوة جزاه الله الخير من الذين يدعون وينسقون مع المشايخ في القاء الكلمات والمحاضرات في المساجد دعاني ذات يوم لالقاء كلمة في احد المساجد، فذهبت اليهم لالقاء موعظة عن المواقف التي وقفت عليها في تجهيز الموتى، وبعد انتهاء الموعظة فاذا برجل كبير السن يقوم من مجلسه ويسلم علي بحرارة وانا لا اعرفه، فقال: هل تعرفني يا شيخ ؟، فقلت: لالا اعرفك، فقال: انا والد الذي دعاك لالقاء الموعظة في هذا المسجد، فقلت:جزاه الله خيرا وجعلها في موازين اعماله في الدنيا والاخرة، مع كبر سن هذا الرجل الى انه اصر على ان يحضر الموعظة، وبعد يومين فقط حصلت حالة وفاة لاحد اقربائهم بهذه العائلة اقصد الابن الذي دعاني الى المسجد ووالده الذي اصر على الذهاب ليحضر الصلاة والدفن على هذا الميت في مكة المكرمة، بالرغم من ان ابنه، قال له: يا والدي انت متعب ارتاح هنا ولا تاتي معنا لكنه اصر ثانية، ثم ذهبوا الى الجنازة الى مكة المكرمة قبل صلاة الفجر فوضعوا الجنازة في مكان المصلى للجنائز داخل الحرم حتى يصلى عليه، بعد ان اذن المؤذن اذان الفجر قام هذا الوالد ليصلي ركعتين سنة الفجر عند مقام سيدنا ابراهيم عليه السلام، وبعد الانتهاء من الركعتين جلس بجانب المقام متكئا عليه ينتظر قيام الصلاة وعند اقامة الصلاة لم يقم ليصلي معهم فذهب اليه ابنه ليساعد والده للقيام للصلاة فوجده ميتا، لا اله الا الله ما اجمل هذه الخاتمة، وكان كل من كان حاضرا من اهل الجنازة التي حضروا للصلاة عليها تركوها، وانشغلوا بموته، ولقد قمت بغسله وتجهيزه ودفنه في مكة المكرمة، ولقد كانت تنبعث منه رائحة كرائحة المسك بل كانت اقوى من ذلك، نسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة والفردوس الاعلى.
الوقفة الثالثة:
هذه القصة يا اخوان وقفت عليها مع اثنين من طلابي في المغاسل التي اشرف عليها، اتصل بي احد الاخوة من المستشفى في جده مساء يوم الأربعاء في قرابة العاشرة مساء وطلب مني ان احضر للمستشفى لتجهيز والده المتوفي لنصلي عليه فجر الخميس فزهبت وحملته بسيارتي الى المغسلة وكان برفقته الكثير من المرافقين فحملوه ووضعوه على خشبة الغسل وضعوه على خشبة ووضعت السترة عليه وقبل البدء بتجريده من ملابسه طلبت من الحاضرين لكثرتهم مغادرة المغسلة، وان ذلك لا يجوز وان حرمة الميت كحرمته وهو حي فرفضوا، وقال لي احد الحضور : كلنا أبناءه يا شيخ، وتأكدت من ذلك فعلا انهم أبناؤه، وكان الميت ممتلئ الجسد ممددا بالكامل على خشبة الغسل وبالرغم من كبر السن الا انه لم تظهر عليه علامات الشيخوخة وكان غسله هين وسهل، وكان أبناءه السبعة يساعدونني في قلبه نحو اليمين ونحو اليسار لذلك كانت عملية غسله سهلة، وبعد الانتهاء من ذلك لاحظت اختلاف كبير ولقد استغرب من حولي واندهشوا، فاذ بان وجهه أصبح ابيض ساطع البياض، لامع غريب لم أشاهد مثله، ولاحظ ذلك طلابي ونظروا بتعجب، ولم يستطيعوا قول شيء من دهشتهم سوى( لا اله الا الله ) وبعد تكفينه بقي النور الرباني يظهر منه سبحان الله نور رباني يخرج من هذا الميت كأن إضاءة تخرج منه، حملنا هذا الميت الى منزله لكي يسلم عليه بقية اهله وكان هناك وقت كافي قبل الذهاب به الى المسجد، ثم ذهبنا وصلينا عليه بعد صلاة الفجر ودعوا له على شفير القبر وانصرف الجميع لعمله، لقد اردت ان اعرف عن هذا الميت لغرابة حاله، فقمت بسؤال اثنين من ابناءه كل على حدى عن احوال والدهم، والغريب ان اجاباتهم كانت 99%اجتمعت اقوالهم ان والدهم قام ببناء مسجدين وانه مساهم في جمعية تحفيظ القران الكريم، ومتكفل باكثر من اسرة شهريا ...والكثير من الاعمال الصالحة...فلماذا لانتوب توبة نصوحة، ونراجع انفسنا كما يقول عز وجل (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ )الرعد11صدق الله العظيم.
الوقفة الرابعة:
هذه القصة يا إخوان لشاب رفض والده ان يصلي عليه بعد صلاة الفريضة، لكم ان تتخيلوا يا اخوان ان يرفض
والده الصلاة على ابنه بعد تجهيزه بعد صلاة الفريضة اي بعد صلاة الفجر واكثر الاخوان يريدون الصلاة على امواتهم، بعد الفريضة، بل يفضلوا اكبر المساجد لكثرة المصلين لكسب الاجر والدعاء للميت، فما قصة هذا الشاب؟
قصة هذا الشاب، كنت في عملي الدنيوي مناوب مساءا فاذا بالمحمول يرن، قلت :نعم، قال:ابني مات في ملحق منزلنا يا شيخ واريد منك ان تأتي لتجهيزه لنصلي عليه وندفنه، قلت:اعطني العنوان، انتم تعلمون يا اخوان اذا حصل حالة وفاة في اي حي فان هذا الشارع في الحي لا يهدأ، جميع الجيران يذهبون الى منزل المتوفي ليقفوا بجانب اهله ويواسوهم ويخففوا عنهم، ذهبت الى العنوان الذي لايدل على وجود ميت في الحي، اتصلت بوالد الشاب، فقلت:انا في العنوان ولا يوجد احد فأخبرني بأنه سينزل الي، فاذا به من نفس العمارة التي اقف تحتها، سألته اين ابنك؟، فقال:في الملحق يا شيخ ان والد هذا الشاب قد جهز لابنه ملحق فيه جميع وسائل الترفيه، وذلك خوفا عليه من ان يختلط ببعض اصدقاء الحي، وعندما دخلت على هذا الشاب وعمره تسعة عشر سنة كان ممددا على سريره ومغطى فكشفت عنه الغطاء لكي اقوم بتفصيل الكفن بمجرد النظر اليه، وعند كشف الغطاء عن هذا الشاب الميت كان بملابسه الرياضية ووجدت ان يده اليمنى مربوطة بشاش طبي واثار الدم من الاعلى والاسفل ظاهرة بيده فسألت والده ماذا حدث له، فقال: حدث له حادث، فقلت:اين تريد غسله وتجهيزه، قال :هنا بالملحق يا شيخ يوجد مكان لغسل الملابس، جهزت لوازم الغسل والكفن وقلت لهم احضروه وضعوه هنا الملابس، جهزت لوازم الغسل والكفن وقلت لهم احضروه وضعوه هنا هنا على خشبة الغسل وكالمعتاد وضعت عليه السترة وجردته من ملابسه وقمت بتنجيته ثم اردت توضئته وضوء الصلاة ووضوء الغسل وضوء كاملا، وعندما رفعت يده اليمنى لتوضئته وجدت انها مربوطة بشاش طبي وعليها آثار الدم من الاعلى والاسفل فاردت ان افك الشاش المربوط على يده وتنظيف يده من الدم وايقافه، فاذا بوالد هذا الشاب يقبل راسي ويقول :دعه يا شيخ كما هو فقلت له:يا اخي جزاك الله خيرا ان يده تقطر دما دعني انظف هذا الجرح واضع عليه مادة السدر لايقاف الدم اذ لا زال يخرج منه ثم نضع عليه لاصق طبي جديد ونمسح عليه ولكن للاسف والده يصر على طلبه، بغسله دون نزع الشاش المربوط عاى يده اليمنى ونحن في هذا النقاش اذ تدخل علينا والدة الشاب من الغرفة المجاورة وهي كاشفة الوجه وتأتي الي وتريد ان تقبل يدي وتقول لي: يا شيخ استر عاى ولدي الله يستر عليك فاذا الاب ياخذ شماغه ويغطي وجهها ويدفها الى الغرفة التي خرجت منها ويقول لها:فظحتينا الشيخ لا يعرف شيئا، كلمة فظحتينا يا اخوان عرفت ان هناك سرا انا اصر على فتح الشاش وتنظيف الجرح وهم يصرون على غسله والشاش بيده لا يفتح ماذا فعلت ؟ عند توضئته قمت باثقال الماء على يده حتى تشبع الشاش بالماء وكان مربوطا ربطا خفيفا بعد ما اثقلت الماء على يده تركتها فسقطت على خشبة الغسل وخرجت القطعة من يده وسقطت على الارض ونظرت الى يده اليمنى فوجدتها ملوثة بالدماء وهي ممسكة بقطعة سوداء فماذا وجدت يا اخوان ؟ ما هذه القطعة يا اخوان؟
كانت هذه القطعة بقايا من ريموت كنترول لتغير قنوات الدش كان ممسكا بها بيده اليمنى، حاول والده واخاه ان يخرجوا هذه القطعة من يده ولم يستطيعوا، ولا بد ان يكسروا اصبع او اثنين ليتمكنوا من اخراجها وكسر عظام الميت ككسر عظامه وهو حي فأتوا بمنشار حديد صغير وقاموا بنشر قطعة الريموت من الاعلى وحاولوا بنشر اكبر جزءمنه حتى لا يظهر اثره فجرحوا يده من الاعلى والاسفل وبقيت القطعة الباقية في يده، لم يستطيعوا اخراجها فقلت لوالده: ماذا حدث له وكيف حدث له ذلك، قال:يا شيخ نجهزه ونصلي عليه وندفنه ثم اخبرك ماذا حدث، قلت له: لا، يجب ان تخبرني الان، قال:يا شيخ كنا نتعشى كنا نجلس على وجبة العشاء، فاذا بابني يدخل مسرعا على البيت ويتوجه الى غرفته فناديته يا فلان، كي يتناول العشاء معنا، يا فلان تعال وكل معنا، قال:لست جائعا الان ارسلوا لي العشاء مع الخادمة، بعد الساعة الثانية عشر صعدت الخادمة بالطعام كما طلب وطرقت الباب ليأخذ العشاء فلم يجيب الخادمة، فنادته باسمه يا فلان فلم يرد عليها وكان صوت التلفزيون مسموع، نزلت الخادمة مسرعة وذهبت الى والديه فاخبرتهم بما حدث وان فلان لا يرد عليها صعد الاب مع اولاده وفعلوا كما فعلت الخادمة فلا مجيب وكان للملحق نافذة على السطح فنظروا منها فوجدوه ممددا على السرير فنادوا عليه ولكن لم يجيب فكسروا الباب ودخلوا عليه فوجدوه ميت وجدوه ميتا وهو يشاهد التلفزيون، ولكن ماذا كان يشاهد قبل ان يموت ؟
اتاه ملك الموت واخذ روحه وهو يشاهد القنوات الاباحية وهو يعتقد انه باقفال الباب لن يراه احد، ونسي ان الله يراه اتاه ملك الموت وهو ينظر الى ما حرم الله، انظروا يا اخوان الى هذه الخاتمة، قمت بغسله وتكفينه ويده ممسكة بما تبقى من الريموت وهي ليست الحالة الاولى، فقد ذكر احد المشايخ، انه وجد ميت وفي يده جهاز الريموت والاخر لامام وخطيب احد المساجد المعروفة، قام بغسل ميت ووجد بيده ممسكا بعلبة دخان، وحاول اخراجه بصعوبة بان يضع الماء من الاعلى والاسفل ويدخل الة صلبة يخرج بها بقايا الدخان، حتى اخرج علبة الدخان من يده، ولا زالت اصابعه مطبقة على كفه، وبعد ان انتهيت من تجهيزه التفت الى الخلف فرأيت والده واخوانه يتهامسون، فقلت لهم: ما الامر هيا احملوه وضعوه في السيارة لنذهب ونصلي عليه بعد صلاة الفجر ولم يبقى الكثير من الوقت لاذان الفجر، فقال لي الاب :يا شيخ لا اريد ان اصلي على ابني الان فقلت :لماذا؟ قال:يكفي يا شيخ لقد فظحت في الدنيا، فكيف بالاخرة؟ قلت:يا اخي اتقي الله، انت لست ارحم به من الله ادع الله ان يرحم ابنك ويغفر له ان الله غفور رحيم دعنا نصلي على ابنك بالمسجد، لعل وعسا احد الاخوة المصلين يرفع يد الى الله ويدعو له بالرحمة والمغفرة فيستجاب له، ولكن الاب يرفض الصلاة عليه وانا احاول دون جدوى فالتفت الى عمه فينظر الى الاب ويسكت، وكذلك اخيه، جميعهم متفقين مع الاب فخرجت من المنزل وانا مرهق ومتأثر ومتعجب لم حصل فاتى الي والده وقال لي:سنصلي عليه يا شيخ لكن ليس بعد صلاة الفريضة، بل نصلي عليه الفريضة، فقلت:لا، لااستطيع ان احمل ابنك الى المقبرة في هذا الوقت، الا اذا اردت الصلاة عليه الظهر مع العلم يا اخوان ان الصلاة الجنازة في اي وقت جائزةلكن يفضل بعد صلاة الفريضة لكثرة المصلين فتركتهم وذهبت الى عملي وفي الصباح وفي قرابة الساعة التاسعة صباحا، حملوا الجنازة ووضعوه في سيارة جيمس، واخذوه الى احدى المقابر وصلوا عليه مع من كان برفقته والعاملين بالمقبرة، ودفن هذا الساب وبقية الريموت بيده ويده ممسكة به لا حول ولا قوة الا بالله أسأل الله لي ولكم حسن
الخاتمة في الدنيا والاخرة الوقفة الخامسة:
كنت على رأس العمل اعمل مساءا في الايام الاولى من ذي الحجة فدخل مكتبي احد الزملاء بقسم اخر وبرفقتهم شاب في القد الثالث من عمره وقال لي :يا شيخ قريب لي عمره اربعين سنة توفي خارج المملكة يوم الثلاثاء وسنصلي عليه فجر يوم الخميس في الخامس ليلة السادس من ذي الحجة اي في اواخر ذروة قدوم الحجاج الى المملكة وهذا اخاه يا شيخ ونحن مسافرين على اول رحلة لإحضاره ونريد منك يا شيخ ان تكون بانتظارنا في المطار بعد الانتهاء من جميع الاجراءات الخاصة بشحنة الى السعودية في هذه البلدة وسوف نتصل بك من المطار لنخبرك عن الرحلة وموعدها لتقوم بتجهيزه، قلت: ان شاء الله وفي اليوم الثاني سألت موظف الشحن عن وصول رحلة رقم كذا من دولة كذا عليها الجثمان كذا، قال: دعني اتأكد من البرقيات الواردة في مثل هذه الرحلات ثم عاد وقال: نعم يا شيخ المعلومات صحيحة فتوجهت الى هناك وفعلا رأيت الكثير من اهل الميت بانتظاره وما هي الا دقائق ووصلت الطائرة في موعدها المحدد وانزلوا جثمان الميت باسعاف المطار داخل تابوت حتى البوابة ثم ادخلوه الى سيارتي فتوجهت به الى المنزل اخاه بجدة حيث كان بعض الاخوة بانتظارنا هناك، وفي عجلة قام الاخوة باحضار خشبة الغسل من اقرب مسجد وتجهيزه مكان الغسل والكفن وطلبت من الاخوة انزال التابوت وبه الجثمان من السيارة وفتحنا التابوت واخرجنا الميت منه ووضعناه على خشبة الغسل ووضعت سترة الغسل عليه لتجريده من ملابسه وكان اخونا بالله ممتلئ الجسد وغسله كان سريعا لم نصادف اي عقبات ونواقص في تجهيزه وحملناه على خشبة النعش وطيبناه وكفناه وادخلناه مجلس المنزل وكانت الساعة تشير الى الواحدة صباحا ويحضر مرافقيه من المطار وشاهدنا رحميه نقف خارج المنزل ظنا اننا ننتظره ودخل مسرعا مشمرا ثيابه لمساعتنا وسأل اين مكان الغسل؟ قلت:لقد انتهينا وهناك وقت كافي قبل صلاة الفجر وندفنه في مكة المكرمة على مسؤوليتي، والمتبع هنا يا اخوان يمنع الدفن في مكة المكرمة في شهر ذي الحجة فقط كما ذكرت سابقا لكثرة الحجيج والازدحام ويسمح ببقية السنه بشرط اجباري لا بد من اعطاء نقطة تفتيش الشميسي صورة من تصريح الدفن وشهادة تبليغ الوفاة وعدم وجودها يتم رفض دخول الجنازة الى مكة المكرمة وفي هذا الوقت هناك ثلاث نفقات تفتيش عند دخولك الى مكة المكرمة ولا بد ان نقف بها جميعا لاثبات الهويات سبحان الله نتوجه الى مكة وسيارات مرافقين الميت من اقاربه واصدقائه من الخلف وامام سيارة الاسعاف ونقترب من نقطة التفتيش الاولى ويتم سؤال هويات المرافقين من جميع السيارات من الامام والخلف ولا يتم سؤالي عما في داخل السيارة وكذلك في النقاط الاخرى وكنت انا ممسك بصورة تصريح الدفن وتبليغ الوفاة من نافذة السيارة للخارج ومع ذلك مررت من جانب رجل الامن ولم يستوقفني وياخذ التصريح حتى انه لم ينظر الي، ودخلنا مكة المكرمة قبل اذان وصلاة الفجر بساعتين واكثر تقريبا واذا ذهبنا بالجنازة الى الحرم المكي بهذا الوقت مبكرا فسوف يطلب منا رجال الامن عند بوابات الحرم بانزال الجنازة عند مدخل الحرم ويطلب منا الصلاة على الجنازة جماعة وحملها للمقبرة للدفن نظرا لشدة ازدحام الحجاج واهل الميت يريدون الصلاة عليه داخل الحرم فقال اخاه: دعنا يا شيخ نذهب بالجنازة الى منزل الوالد مع الوالده وزوجته هناك ليشاهدوه ويسلموا عليه حتى قرب اذان الفجر ندخله الحرم المكي وكان منزلهم قريب من الحرم فتوجهت الى المنزل وادخلت الاسعاف الى الفناء وقال اخاه:لا تنزله يا شيخ من السيارة فقط افتح الباب الجانبي واكشف الكفن عن وجه اخي وسوف ينزلوا افراد الاسرة للسلام عليه وتوديعه وهو داخل السيارة فقمت بذلك ثم اشاهد والده ينزل من المنزل وهو محمول على الاكتاف معانق من قبل معارفه ليس لكبر سنه ولكنه كان منهار القوى لهول المصيبة وادخلوه الى السيارة
وشاهد ابنه ممددا بكفنه ووجهه مكشوف وقام بتقبيل جبينه وهو يبكي بداخل هستيريا ينتفض جسده كاملا ولم
يتحمل المنظر ووقع من طوله بداخل السيارة على رجليه وانزلوه من السيارة وهو منهار واردت ان اقفل الكفن كما كان بجنبي رحميه وهنا كانت العبرة يا اخوان وهنا الشاهد بالقصة يا اخوان رايت منظر رهيب جدا لم ارى مثله في حياتي ولا في مدة عملي في هذا المجال، ماذا رايت؟
رايت عينيه اليمنى تدمع بشكل غريب وكأنه يبكي دموع تخرج من عينه اليمنى وتسيل على خده وتبلل الكفن من تحت خده الايمن فقلت في نفسي :يمكن طول مدة بقاءه داخل الكفن او السيارة مع العلم ان مكيف الاسعاف كان على ااعلى درجة من البرودفقمت بمسح الدموع بثوب الكفن من ناحية راسه واقفلت على وجهه واذا برحيمه الذي شاهد المنظر
يقول لاخيه:هل شاهدت فلان وهو يبكي ؟ قال:لا، قال:اذهب وانظر اليه ثم حضر اخاه وطلب مني ان اكشف عن وجه اخيه قلت:لقد شاهدت قال:لا يا شيخ اريد ان يرى اخاه هذا المنظر ارجوك يا شيخ اكشف عن وجهه فكشفت عن وجهه للمرة الثانية وهنا كانت المفاجأة ا زالت الدموع تخرج من عينه اليمنى فقط وشاهد اخاه هذا المنظر فما كان الا ان يرتمي الى صدر اخاه ويقبله بجبينه وهو يبكي ويحضنه بقوة منظر مؤثر رهيب يا اخوان لم اشاهد مثله مدة عملي في هذا المجال بعد طول هذه المدة يموت يوم الثلاثاء خارج المملكة ويوضع في الثلاجة لمدة يوميين ثم شحن بطائرة في تابوت الى المملكة ونقوم بتجهيزه والسفر به الى مكة ونشاهد الدموع تخرج من عينه اليمنى فقط وهناك الفرق يا اخوان بين دموع العين وعرق الجسم ثم انتظرنا حتى الأذان الاول من الفجر قبل الذهاب به الى الحرم للصلاة عليه لماذا انتظرنا يا اخوان ؟
انتظرنا كما ذكرت سابقا لازدحام الحجيج في هذا اليوم الخميس واكثرهم صيام فاذا وصلنا في الجنازة مبكرا
سيتم رفض دخول الجنازة الى الحرم لطول الوقت من قبل امن البوابة ويطلب انزال الجنازة بجانب المدخل والصلاة عليها جماعة مبكرا مع اهل الميت والحاضرين وحملها للدفن بسبب شدة الازدحام وعدم تأخير الجنازة بعد الاذان الاول توجهت الى المدخل الرئيسي لدخول الجنائز المؤدي الى باب السلام فاذا برجل امن المدخل يمنعني من الدخول فقلت له:معي الجنازة قال:اعرف لكن اين تدخل انظر امامك الحجاج لقد افترشوا الشارع حتى المدخل للصلاة قلت:اين اذهب بالجنازة؟ قال:اذهب من المدخل الرئيسي من الشارع العام بالغزة ذهبت مسرعا وقبل ان اصل الشارع العام يستوقفني رجل المرور يقول لي: اين تذهب؟ قلت: معي جنازة قال:انظر امامك الحجيج يفترشون الشارع مثل الجراد في زحف وتقدم الينا لن تستطيع الدخول لكن اقول لك إنزل بالجنازة هنا لحملها داخل الحرم
قلت:لا بد ان اذهب الى المقبرة قبل الجنازة لاعطائهم اصل تصريح الدفن وصورة تبليغ الوفاة قال:بعد انتهاء الصلاة وف ادعك تخالف السير للذهاب للمقبرة، يا اخوان فقط كلمتين مع رجل المرور من زجاج السيارة ثم اردت الخروج لفتح باب السيارة الخلفي لاخراج الجنازة فنظرت امامي فوجدت جنازة محمولة على الاكتاف تسير من امام السيارة وقبل ان انزل من السيارة قام الحجاج بفتح باب السيارة واخرجوا الجنازة وحملوها الى الحرم ويقول لي احد المرافقين للجنازة انه لم يستطيع حمل الجنازة سوى مرة واحدة من كثرة من يحملونها وصليت الفجر بجانب السيارة وبعد الانتهاء من الصلاة سمعت إمام الحرم وهو يقول الصلاة على الأموات يرحمكم الله، كان في ذلك اليوم ثمانية جنائز صلوا عليها بالحرم (5)رجال و(3)نساء صلوا عليهم اكثر من 2مليون مسلم وكانت الجنائز يذهبون بها المقابر الممتلئة والجنازة التي نحملها اول جنازة تدفن ويقوم بانزال الجنازة في القبر وتاحيد الميت وفك الاربطة وتغطية القبر بالتراب ووقف الكثير من المرافقين للجنازة وكان يغلبهم كثرة الحجاج بإحرامهم وقفوا على شفير القبر يدعوا للميت في الفجر المبارك من الشهر المحرم بعد ان صلو عليه ودعا له بالحرم اكثر من2مليون مسلم
انظروا الى هذا الاجر وهذه الميتة، اسال الله ان يتقبل دعواهم ويتغمد هذا الميت برحمته، ولكن ما قصة هذا
الميت ؟
قمت بسؤال بعض الحاضرين عنه فكانت اجاباتهم من كلمتين فقط كذلك اقربائه نفس الاجابة، ماذا كانت تلك الاجابة؟كلهم اجمعوا ان هذا الشاب كان رضي بوالديه، فقط عندما سمعت الاجابة اولا تعجبت لكن عندما جلست مع نفسي تذكرت ان ذلك ليس بغريب على قول الله تعالى(وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ))
واسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة في الدنيا والاخرة.
اتصل بي احد الاخوة وانا في المنزل يوم الجمعة، وقال لي، يا شيخ ان اخي انتقل الى رحمة الله، وهو الان موجود في ثلاجة ( مستشفى الجدعاني )، بحي الصفا، ونريد منك ان تغسله، وتعمل على تجهيزه وتذهب الى المستشفى في التاسعة صباح غدا السبت، لنقله الى المغسلة المقبرة، فقلت:ان شاء الله، وبعد صلاة العشاء من نفس اليوم اتصل بي والد الشاب لنفس الموضوع، فقلت : له ابنك اتصل بي قال:ادري ياشيخ لكن فقط للتاكيد على حضورك، وفي صباح اليوم التالي توجهت الى المستشفى في الموعد المحدد وقبل وصولي الى بوابة المستشفى رأيت الكثير من الناس تنتظر خارج المستشفى فاعتقدت ان هنال اكثر من ميت في المستشفى استقبلني اخاه ووالده عند الباب، فقلت لهم: كم ميت، فقال والده: فقط واحد يا شيخ انه ابني فقط يا شيخ، فقلت :ولماذا كل هذه الامة، قال الاب:كلهم حضروا من طريقة موت ابني فتشوقت لمعرفة طريقة موت ابنه، وبينما يتم انهاء اجراءات اخراج تصريح الدفن وتبليغ الوفاة من المستشفى سألت والد الشاب وعلامات الحزن ظاهرة على وجهه، كيف مات ابنك، فقال: يا شيخ حضرت انا وابنائي لصلاة الجمعة في هذا المسجد، وبعد انتهاء الامام من خطبة الجمعة واقامة الصلاة وفي السجدة الثانية قبل التسليم ينزل ملك الموت بأذن المولى عز وجل ويأخذ روح ابني وهو ساجد لله في صلاته انظروا يا اخوان كيف كانت ميتة هذا الشاب ينزل ملك الموت الى المسجد ويأخذ روح هذا الشاب وهو ساجد لله وليس ساجد في معصية من معاصي الله ومتى نزل ملك الموت نزل يوم الجمعة وانتم اعلم في هذا اليوم كما يقول عليه الصلاة والسلام : من مات يوم الجمعة او ليلة الجمعة وقاه الله فتنة القبر، وكيف اخذ ملك الموت روح هذا الشاب، وهو ساجد في المسجد وليس في مكان معصية الله، يا اخوان من منا لا يتمنى هذه الميتة؟ من منا لا يتمنى هذه الميتة، في بيت من بيوت الله ؟وان الله ممن يحسن خاتمته ثم حملنا هذا الشاب في سيارة الموتى الى المغسلة وادخلناه الى غرفة الغسل ووضعناه فوق خشبة الغسل لنبدأ نتجهيزه وكلنا سوف نمدد على هذه الخشبة، لانستطيع الحركه، ثم أتى المغسل وهويقوم بتجريده واذا بامام المسجد يدخل علي ويقول: يا شيخ ان هذا الشاب مات في مسجدي وانا اولى بغسله، فقلت: هذا والده واخاه اتصلوا بي وطلبوا مني ان اغسله، فقال :فضلا يا شيخ انا ارغب بغسله، فقلت:تفضل انا وانت واحد وحتى لا حرج، الامام اثناء الغسل خرجت وانتظرت في الخارج عند الباب، قام الامام بوضع السترة على الميت وتجريده من ملابسه وقام بتنجيته وتوضئته وضوء كامل، ثم قام بغسله بالماء والسدر ثم بالماء والكافور، ثم حملوه من خشبة الغسل الى خشبة التكفين ليطيب في اماكن السجود التي كان يسجد فيها وهو حي بالمسجد ويفعل ذلك مع سائر الاموات المسلمين، ثم يكفن ويحمل ويذهب به الى المسجد للصلاة عليه وبينما اوشك الامام على الانتهاء من التكفين وبالاخص عند ربط الاربطة لم يستطيع الامام فنادني وطلب مني اقفال الكفن من جهة الراس، فقلت في نفسي لماذا لم يستطيع ان يقفل الكفن؟ فلا بد من وجود سر ودخلت الى هذا الشاب مسرعا وان مندهش من مما رأيت، ماذا رأيت يا اخوان؟
انني عندما نظرت لوجه الشاب الميت رأيت نورا ربانيا يخرج من وجهه ليس كانوار الدنيا وكان مبتسما ومن
قوة الابتسامة كانت اسنانه ظاهرة، هل رايتم ميت يبتسم؟ كأنه يضحك مات وهو يضحك، فتذكرت الامام وكانه تعمد ان يريني وجه هذا الشاب ويقول لي دعه يا شيخ وجهه مكشوف ندفنه ووجهه مكشوف، فماذا افعل يا اخوان؟ ماذا فعلت؟
فتحت باب المغسله وكل الاخوان الذين كانوا بالخارج دخلوا عليه وكل واحد منهم ينظر اليه كان يقبله على جبينه، ودموعه على خده، ومن ثم غطيت وجهه ثم حملناه وادخلناه المسجد قبل صلاة الظهر بساعة وكان حينها لم نكمل صفا واحدا في المسجد وبعد رفع الاذان واقامة الصلاة وضعنا الجنازة امام الامام وصلينا على هذا الشاب وبع الانتهاء نظرت الى الخلف فاذا بالمسجد يمتلئ بالمصلين ولم يكتفوا بذلك حتى الملحق التابع امتلئ حتى انهم اغلقوا الممرات والطريق المؤدية للمسجد ولو رأيتم جنازة هذا الشاب وهي تخرج من المسجد مسرعة كانها تطير لوحدها، ولو رأيت جنازة هذا الشاب وهي تمشي مسرعة وتسابق الاخوان على قبره وانزلوه ووضعوه على جنبه الايمن باتجاه القبلة ثم حلو الاربطة وقاموا بتغطية هذا القبر، وحطوا التراب عليه، يقول احد المقربين له: ان عمر هذا الشاب 28 سنة لم يتزوج، من ان ياتي من عمله ويتناول طعام الغداء ثم يسمع المؤذن يأذن للصلاة ويذهب الى المسجد وينتظر فيه من بعد صلاة العصر حتى صلاة المغرب، ماذا يفعل؟ من بعد صلاة العصر حتى صلاة المغرب؟ انه يقوم بتحفيظ الاطفال القرأن الكريم في المسجد، اسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة.
الوقفة الثانية:
هذه القصة يا اخوان تذكرني في قوله تعالى {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }الأعراف34 احد الاخوة جزاه الله الخير من الذين يدعون وينسقون مع المشايخ في القاء الكلمات والمحاضرات في المساجد دعاني ذات يوم لالقاء كلمة في احد المساجد، فذهبت اليهم لالقاء موعظة عن المواقف التي وقفت عليها في تجهيز الموتى، وبعد انتهاء الموعظة فاذا برجل كبير السن يقوم من مجلسه ويسلم علي بحرارة وانا لا اعرفه، فقال: هل تعرفني يا شيخ ؟، فقلت: لالا اعرفك، فقال: انا والد الذي دعاك لالقاء الموعظة في هذا المسجد، فقلت:جزاه الله خيرا وجعلها في موازين اعماله في الدنيا والاخرة، مع كبر سن هذا الرجل الى انه اصر على ان يحضر الموعظة، وبعد يومين فقط حصلت حالة وفاة لاحد اقربائهم بهذه العائلة اقصد الابن الذي دعاني الى المسجد ووالده الذي اصر على الذهاب ليحضر الصلاة والدفن على هذا الميت في مكة المكرمة، بالرغم من ان ابنه، قال له: يا والدي انت متعب ارتاح هنا ولا تاتي معنا لكنه اصر ثانية، ثم ذهبوا الى الجنازة الى مكة المكرمة قبل صلاة الفجر فوضعوا الجنازة في مكان المصلى للجنائز داخل الحرم حتى يصلى عليه، بعد ان اذن المؤذن اذان الفجر قام هذا الوالد ليصلي ركعتين سنة الفجر عند مقام سيدنا ابراهيم عليه السلام، وبعد الانتهاء من الركعتين جلس بجانب المقام متكئا عليه ينتظر قيام الصلاة وعند اقامة الصلاة لم يقم ليصلي معهم فذهب اليه ابنه ليساعد والده للقيام للصلاة فوجده ميتا، لا اله الا الله ما اجمل هذه الخاتمة، وكان كل من كان حاضرا من اهل الجنازة التي حضروا للصلاة عليها تركوها، وانشغلوا بموته، ولقد قمت بغسله وتجهيزه ودفنه في مكة المكرمة، ولقد كانت تنبعث منه رائحة كرائحة المسك بل كانت اقوى من ذلك، نسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة والفردوس الاعلى.
الوقفة الثالثة:
هذه القصة يا اخوان وقفت عليها مع اثنين من طلابي في المغاسل التي اشرف عليها، اتصل بي احد الاخوة من المستشفى في جده مساء يوم الأربعاء في قرابة العاشرة مساء وطلب مني ان احضر للمستشفى لتجهيز والده المتوفي لنصلي عليه فجر الخميس فزهبت وحملته بسيارتي الى المغسلة وكان برفقته الكثير من المرافقين فحملوه ووضعوه على خشبة الغسل وضعوه على خشبة ووضعت السترة عليه وقبل البدء بتجريده من ملابسه طلبت من الحاضرين لكثرتهم مغادرة المغسلة، وان ذلك لا يجوز وان حرمة الميت كحرمته وهو حي فرفضوا، وقال لي احد الحضور : كلنا أبناءه يا شيخ، وتأكدت من ذلك فعلا انهم أبناؤه، وكان الميت ممتلئ الجسد ممددا بالكامل على خشبة الغسل وبالرغم من كبر السن الا انه لم تظهر عليه علامات الشيخوخة وكان غسله هين وسهل، وكان أبناءه السبعة يساعدونني في قلبه نحو اليمين ونحو اليسار لذلك كانت عملية غسله سهلة، وبعد الانتهاء من ذلك لاحظت اختلاف كبير ولقد استغرب من حولي واندهشوا، فاذ بان وجهه أصبح ابيض ساطع البياض، لامع غريب لم أشاهد مثله، ولاحظ ذلك طلابي ونظروا بتعجب، ولم يستطيعوا قول شيء من دهشتهم سوى( لا اله الا الله ) وبعد تكفينه بقي النور الرباني يظهر منه سبحان الله نور رباني يخرج من هذا الميت كأن إضاءة تخرج منه، حملنا هذا الميت الى منزله لكي يسلم عليه بقية اهله وكان هناك وقت كافي قبل الذهاب به الى المسجد، ثم ذهبنا وصلينا عليه بعد صلاة الفجر ودعوا له على شفير القبر وانصرف الجميع لعمله، لقد اردت ان اعرف عن هذا الميت لغرابة حاله، فقمت بسؤال اثنين من ابناءه كل على حدى عن احوال والدهم، والغريب ان اجاباتهم كانت 99%اجتمعت اقوالهم ان والدهم قام ببناء مسجدين وانه مساهم في جمعية تحفيظ القران الكريم، ومتكفل باكثر من اسرة شهريا ...والكثير من الاعمال الصالحة...فلماذا لانتوب توبة نصوحة، ونراجع انفسنا كما يقول عز وجل (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ )الرعد11صدق الله العظيم.
الوقفة الرابعة:
هذه القصة يا إخوان لشاب رفض والده ان يصلي عليه بعد صلاة الفريضة، لكم ان تتخيلوا يا اخوان ان يرفض
والده الصلاة على ابنه بعد تجهيزه بعد صلاة الفريضة اي بعد صلاة الفجر واكثر الاخوان يريدون الصلاة على امواتهم، بعد الفريضة، بل يفضلوا اكبر المساجد لكثرة المصلين لكسب الاجر والدعاء للميت، فما قصة هذا الشاب؟
قصة هذا الشاب، كنت في عملي الدنيوي مناوب مساءا فاذا بالمحمول يرن، قلت :نعم، قال:ابني مات في ملحق منزلنا يا شيخ واريد منك ان تأتي لتجهيزه لنصلي عليه وندفنه، قلت:اعطني العنوان، انتم تعلمون يا اخوان اذا حصل حالة وفاة في اي حي فان هذا الشارع في الحي لا يهدأ، جميع الجيران يذهبون الى منزل المتوفي ليقفوا بجانب اهله ويواسوهم ويخففوا عنهم، ذهبت الى العنوان الذي لايدل على وجود ميت في الحي، اتصلت بوالد الشاب، فقلت:انا في العنوان ولا يوجد احد فأخبرني بأنه سينزل الي، فاذا به من نفس العمارة التي اقف تحتها، سألته اين ابنك؟، فقال:في الملحق يا شيخ ان والد هذا الشاب قد جهز لابنه ملحق فيه جميع وسائل الترفيه، وذلك خوفا عليه من ان يختلط ببعض اصدقاء الحي، وعندما دخلت على هذا الشاب وعمره تسعة عشر سنة كان ممددا على سريره ومغطى فكشفت عنه الغطاء لكي اقوم بتفصيل الكفن بمجرد النظر اليه، وعند كشف الغطاء عن هذا الشاب الميت كان بملابسه الرياضية ووجدت ان يده اليمنى مربوطة بشاش طبي واثار الدم من الاعلى والاسفل ظاهرة بيده فسألت والده ماذا حدث له، فقال: حدث له حادث، فقلت:اين تريد غسله وتجهيزه، قال :هنا بالملحق يا شيخ يوجد مكان لغسل الملابس، جهزت لوازم الغسل والكفن وقلت لهم احضروه وضعوه هنا الملابس، جهزت لوازم الغسل والكفن وقلت لهم احضروه وضعوه هنا هنا على خشبة الغسل وكالمعتاد وضعت عليه السترة وجردته من ملابسه وقمت بتنجيته ثم اردت توضئته وضوء الصلاة ووضوء الغسل وضوء كاملا، وعندما رفعت يده اليمنى لتوضئته وجدت انها مربوطة بشاش طبي وعليها آثار الدم من الاعلى والاسفل فاردت ان افك الشاش المربوط على يده وتنظيف يده من الدم وايقافه، فاذا بوالد هذا الشاب يقبل راسي ويقول :دعه يا شيخ كما هو فقلت له:يا اخي جزاك الله خيرا ان يده تقطر دما دعني انظف هذا الجرح واضع عليه مادة السدر لايقاف الدم اذ لا زال يخرج منه ثم نضع عليه لاصق طبي جديد ونمسح عليه ولكن للاسف والده يصر على طلبه، بغسله دون نزع الشاش المربوط عاى يده اليمنى ونحن في هذا النقاش اذ تدخل علينا والدة الشاب من الغرفة المجاورة وهي كاشفة الوجه وتأتي الي وتريد ان تقبل يدي وتقول لي: يا شيخ استر عاى ولدي الله يستر عليك فاذا الاب ياخذ شماغه ويغطي وجهها ويدفها الى الغرفة التي خرجت منها ويقول لها:فظحتينا الشيخ لا يعرف شيئا، كلمة فظحتينا يا اخوان عرفت ان هناك سرا انا اصر على فتح الشاش وتنظيف الجرح وهم يصرون على غسله والشاش بيده لا يفتح ماذا فعلت ؟ عند توضئته قمت باثقال الماء على يده حتى تشبع الشاش بالماء وكان مربوطا ربطا خفيفا بعد ما اثقلت الماء على يده تركتها فسقطت على خشبة الغسل وخرجت القطعة من يده وسقطت على الارض ونظرت الى يده اليمنى فوجدتها ملوثة بالدماء وهي ممسكة بقطعة سوداء فماذا وجدت يا اخوان ؟ ما هذه القطعة يا اخوان؟
كانت هذه القطعة بقايا من ريموت كنترول لتغير قنوات الدش كان ممسكا بها بيده اليمنى، حاول والده واخاه ان يخرجوا هذه القطعة من يده ولم يستطيعوا، ولا بد ان يكسروا اصبع او اثنين ليتمكنوا من اخراجها وكسر عظام الميت ككسر عظامه وهو حي فأتوا بمنشار حديد صغير وقاموا بنشر قطعة الريموت من الاعلى وحاولوا بنشر اكبر جزءمنه حتى لا يظهر اثره فجرحوا يده من الاعلى والاسفل وبقيت القطعة الباقية في يده، لم يستطيعوا اخراجها فقلت لوالده: ماذا حدث له وكيف حدث له ذلك، قال:يا شيخ نجهزه ونصلي عليه وندفنه ثم اخبرك ماذا حدث، قلت له: لا، يجب ان تخبرني الان، قال:يا شيخ كنا نتعشى كنا نجلس على وجبة العشاء، فاذا بابني يدخل مسرعا على البيت ويتوجه الى غرفته فناديته يا فلان، كي يتناول العشاء معنا، يا فلان تعال وكل معنا، قال:لست جائعا الان ارسلوا لي العشاء مع الخادمة، بعد الساعة الثانية عشر صعدت الخادمة بالطعام كما طلب وطرقت الباب ليأخذ العشاء فلم يجيب الخادمة، فنادته باسمه يا فلان فلم يرد عليها وكان صوت التلفزيون مسموع، نزلت الخادمة مسرعة وذهبت الى والديه فاخبرتهم بما حدث وان فلان لا يرد عليها صعد الاب مع اولاده وفعلوا كما فعلت الخادمة فلا مجيب وكان للملحق نافذة على السطح فنظروا منها فوجدوه ممددا على السرير فنادوا عليه ولكن لم يجيب فكسروا الباب ودخلوا عليه فوجدوه ميت وجدوه ميتا وهو يشاهد التلفزيون، ولكن ماذا كان يشاهد قبل ان يموت ؟
اتاه ملك الموت واخذ روحه وهو يشاهد القنوات الاباحية وهو يعتقد انه باقفال الباب لن يراه احد، ونسي ان الله يراه اتاه ملك الموت وهو ينظر الى ما حرم الله، انظروا يا اخوان الى هذه الخاتمة، قمت بغسله وتكفينه ويده ممسكة بما تبقى من الريموت وهي ليست الحالة الاولى، فقد ذكر احد المشايخ، انه وجد ميت وفي يده جهاز الريموت والاخر لامام وخطيب احد المساجد المعروفة، قام بغسل ميت ووجد بيده ممسكا بعلبة دخان، وحاول اخراجه بصعوبة بان يضع الماء من الاعلى والاسفل ويدخل الة صلبة يخرج بها بقايا الدخان، حتى اخرج علبة الدخان من يده، ولا زالت اصابعه مطبقة على كفه، وبعد ان انتهيت من تجهيزه التفت الى الخلف فرأيت والده واخوانه يتهامسون، فقلت لهم: ما الامر هيا احملوه وضعوه في السيارة لنذهب ونصلي عليه بعد صلاة الفجر ولم يبقى الكثير من الوقت لاذان الفجر، فقال لي الاب :يا شيخ لا اريد ان اصلي على ابني الان فقلت :لماذا؟ قال:يكفي يا شيخ لقد فظحت في الدنيا، فكيف بالاخرة؟ قلت:يا اخي اتقي الله، انت لست ارحم به من الله ادع الله ان يرحم ابنك ويغفر له ان الله غفور رحيم دعنا نصلي على ابنك بالمسجد، لعل وعسا احد الاخوة المصلين يرفع يد الى الله ويدعو له بالرحمة والمغفرة فيستجاب له، ولكن الاب يرفض الصلاة عليه وانا احاول دون جدوى فالتفت الى عمه فينظر الى الاب ويسكت، وكذلك اخيه، جميعهم متفقين مع الاب فخرجت من المنزل وانا مرهق ومتأثر ومتعجب لم حصل فاتى الي والده وقال لي:سنصلي عليه يا شيخ لكن ليس بعد صلاة الفريضة، بل نصلي عليه الفريضة، فقلت:لا، لااستطيع ان احمل ابنك الى المقبرة في هذا الوقت، الا اذا اردت الصلاة عليه الظهر مع العلم يا اخوان ان الصلاة الجنازة في اي وقت جائزةلكن يفضل بعد صلاة الفريضة لكثرة المصلين فتركتهم وذهبت الى عملي وفي الصباح وفي قرابة الساعة التاسعة صباحا، حملوا الجنازة ووضعوه في سيارة جيمس، واخذوه الى احدى المقابر وصلوا عليه مع من كان برفقته والعاملين بالمقبرة، ودفن هذا الساب وبقية الريموت بيده ويده ممسكة به لا حول ولا قوة الا بالله أسأل الله لي ولكم حسن
الخاتمة في الدنيا والاخرة الوقفة الخامسة:
كنت على رأس العمل اعمل مساءا في الايام الاولى من ذي الحجة فدخل مكتبي احد الزملاء بقسم اخر وبرفقتهم شاب في القد الثالث من عمره وقال لي :يا شيخ قريب لي عمره اربعين سنة توفي خارج المملكة يوم الثلاثاء وسنصلي عليه فجر يوم الخميس في الخامس ليلة السادس من ذي الحجة اي في اواخر ذروة قدوم الحجاج الى المملكة وهذا اخاه يا شيخ ونحن مسافرين على اول رحلة لإحضاره ونريد منك يا شيخ ان تكون بانتظارنا في المطار بعد الانتهاء من جميع الاجراءات الخاصة بشحنة الى السعودية في هذه البلدة وسوف نتصل بك من المطار لنخبرك عن الرحلة وموعدها لتقوم بتجهيزه، قلت: ان شاء الله وفي اليوم الثاني سألت موظف الشحن عن وصول رحلة رقم كذا من دولة كذا عليها الجثمان كذا، قال: دعني اتأكد من البرقيات الواردة في مثل هذه الرحلات ثم عاد وقال: نعم يا شيخ المعلومات صحيحة فتوجهت الى هناك وفعلا رأيت الكثير من اهل الميت بانتظاره وما هي الا دقائق ووصلت الطائرة في موعدها المحدد وانزلوا جثمان الميت باسعاف المطار داخل تابوت حتى البوابة ثم ادخلوه الى سيارتي فتوجهت به الى المنزل اخاه بجدة حيث كان بعض الاخوة بانتظارنا هناك، وفي عجلة قام الاخوة باحضار خشبة الغسل من اقرب مسجد وتجهيزه مكان الغسل والكفن وطلبت من الاخوة انزال التابوت وبه الجثمان من السيارة وفتحنا التابوت واخرجنا الميت منه ووضعناه على خشبة الغسل ووضعت سترة الغسل عليه لتجريده من ملابسه وكان اخونا بالله ممتلئ الجسد وغسله كان سريعا لم نصادف اي عقبات ونواقص في تجهيزه وحملناه على خشبة النعش وطيبناه وكفناه وادخلناه مجلس المنزل وكانت الساعة تشير الى الواحدة صباحا ويحضر مرافقيه من المطار وشاهدنا رحميه نقف خارج المنزل ظنا اننا ننتظره ودخل مسرعا مشمرا ثيابه لمساعتنا وسأل اين مكان الغسل؟ قلت:لقد انتهينا وهناك وقت كافي قبل صلاة الفجر وندفنه في مكة المكرمة على مسؤوليتي، والمتبع هنا يا اخوان يمنع الدفن في مكة المكرمة في شهر ذي الحجة فقط كما ذكرت سابقا لكثرة الحجيج والازدحام ويسمح ببقية السنه بشرط اجباري لا بد من اعطاء نقطة تفتيش الشميسي صورة من تصريح الدفن وشهادة تبليغ الوفاة وعدم وجودها يتم رفض دخول الجنازة الى مكة المكرمة وفي هذا الوقت هناك ثلاث نفقات تفتيش عند دخولك الى مكة المكرمة ولا بد ان نقف بها جميعا لاثبات الهويات سبحان الله نتوجه الى مكة وسيارات مرافقين الميت من اقاربه واصدقائه من الخلف وامام سيارة الاسعاف ونقترب من نقطة التفتيش الاولى ويتم سؤال هويات المرافقين من جميع السيارات من الامام والخلف ولا يتم سؤالي عما في داخل السيارة وكذلك في النقاط الاخرى وكنت انا ممسك بصورة تصريح الدفن وتبليغ الوفاة من نافذة السيارة للخارج ومع ذلك مررت من جانب رجل الامن ولم يستوقفني وياخذ التصريح حتى انه لم ينظر الي، ودخلنا مكة المكرمة قبل اذان وصلاة الفجر بساعتين واكثر تقريبا واذا ذهبنا بالجنازة الى الحرم المكي بهذا الوقت مبكرا فسوف يطلب منا رجال الامن عند بوابات الحرم بانزال الجنازة عند مدخل الحرم ويطلب منا الصلاة على الجنازة جماعة وحملها للمقبرة للدفن نظرا لشدة ازدحام الحجاج واهل الميت يريدون الصلاة عليه داخل الحرم فقال اخاه: دعنا يا شيخ نذهب بالجنازة الى منزل الوالد مع الوالده وزوجته هناك ليشاهدوه ويسلموا عليه حتى قرب اذان الفجر ندخله الحرم المكي وكان منزلهم قريب من الحرم فتوجهت الى المنزل وادخلت الاسعاف الى الفناء وقال اخاه:لا تنزله يا شيخ من السيارة فقط افتح الباب الجانبي واكشف الكفن عن وجه اخي وسوف ينزلوا افراد الاسرة للسلام عليه وتوديعه وهو داخل السيارة فقمت بذلك ثم اشاهد والده ينزل من المنزل وهو محمول على الاكتاف معانق من قبل معارفه ليس لكبر سنه ولكنه كان منهار القوى لهول المصيبة وادخلوه الى السيارة
وشاهد ابنه ممددا بكفنه ووجهه مكشوف وقام بتقبيل جبينه وهو يبكي بداخل هستيريا ينتفض جسده كاملا ولم
يتحمل المنظر ووقع من طوله بداخل السيارة على رجليه وانزلوه من السيارة وهو منهار واردت ان اقفل الكفن كما كان بجنبي رحميه وهنا كانت العبرة يا اخوان وهنا الشاهد بالقصة يا اخوان رايت منظر رهيب جدا لم ارى مثله في حياتي ولا في مدة عملي في هذا المجال، ماذا رايت؟
رايت عينيه اليمنى تدمع بشكل غريب وكأنه يبكي دموع تخرج من عينه اليمنى وتسيل على خده وتبلل الكفن من تحت خده الايمن فقلت في نفسي :يمكن طول مدة بقاءه داخل الكفن او السيارة مع العلم ان مكيف الاسعاف كان على ااعلى درجة من البرودفقمت بمسح الدموع بثوب الكفن من ناحية راسه واقفلت على وجهه واذا برحيمه الذي شاهد المنظر
يقول لاخيه:هل شاهدت فلان وهو يبكي ؟ قال:لا، قال:اذهب وانظر اليه ثم حضر اخاه وطلب مني ان اكشف عن وجه اخيه قلت:لقد شاهدت قال:لا يا شيخ اريد ان يرى اخاه هذا المنظر ارجوك يا شيخ اكشف عن وجهه فكشفت عن وجهه للمرة الثانية وهنا كانت المفاجأة ا زالت الدموع تخرج من عينه اليمنى فقط وشاهد اخاه هذا المنظر فما كان الا ان يرتمي الى صدر اخاه ويقبله بجبينه وهو يبكي ويحضنه بقوة منظر مؤثر رهيب يا اخوان لم اشاهد مثله مدة عملي في هذا المجال بعد طول هذه المدة يموت يوم الثلاثاء خارج المملكة ويوضع في الثلاجة لمدة يوميين ثم شحن بطائرة في تابوت الى المملكة ونقوم بتجهيزه والسفر به الى مكة ونشاهد الدموع تخرج من عينه اليمنى فقط وهناك الفرق يا اخوان بين دموع العين وعرق الجسم ثم انتظرنا حتى الأذان الاول من الفجر قبل الذهاب به الى الحرم للصلاة عليه لماذا انتظرنا يا اخوان ؟
انتظرنا كما ذكرت سابقا لازدحام الحجيج في هذا اليوم الخميس واكثرهم صيام فاذا وصلنا في الجنازة مبكرا
سيتم رفض دخول الجنازة الى الحرم لطول الوقت من قبل امن البوابة ويطلب انزال الجنازة بجانب المدخل والصلاة عليها جماعة مبكرا مع اهل الميت والحاضرين وحملها للدفن بسبب شدة الازدحام وعدم تأخير الجنازة بعد الاذان الاول توجهت الى المدخل الرئيسي لدخول الجنائز المؤدي الى باب السلام فاذا برجل امن المدخل يمنعني من الدخول فقلت له:معي الجنازة قال:اعرف لكن اين تدخل انظر امامك الحجاج لقد افترشوا الشارع حتى المدخل للصلاة قلت:اين اذهب بالجنازة؟ قال:اذهب من المدخل الرئيسي من الشارع العام بالغزة ذهبت مسرعا وقبل ان اصل الشارع العام يستوقفني رجل المرور يقول لي: اين تذهب؟ قلت: معي جنازة قال:انظر امامك الحجيج يفترشون الشارع مثل الجراد في زحف وتقدم الينا لن تستطيع الدخول لكن اقول لك إنزل بالجنازة هنا لحملها داخل الحرم
قلت:لا بد ان اذهب الى المقبرة قبل الجنازة لاعطائهم اصل تصريح الدفن وصورة تبليغ الوفاة قال:بعد انتهاء الصلاة وف ادعك تخالف السير للذهاب للمقبرة، يا اخوان فقط كلمتين مع رجل المرور من زجاج السيارة ثم اردت الخروج لفتح باب السيارة الخلفي لاخراج الجنازة فنظرت امامي فوجدت جنازة محمولة على الاكتاف تسير من امام السيارة وقبل ان انزل من السيارة قام الحجاج بفتح باب السيارة واخرجوا الجنازة وحملوها الى الحرم ويقول لي احد المرافقين للجنازة انه لم يستطيع حمل الجنازة سوى مرة واحدة من كثرة من يحملونها وصليت الفجر بجانب السيارة وبعد الانتهاء من الصلاة سمعت إمام الحرم وهو يقول الصلاة على الأموات يرحمكم الله، كان في ذلك اليوم ثمانية جنائز صلوا عليها بالحرم (5)رجال و(3)نساء صلوا عليهم اكثر من 2مليون مسلم وكانت الجنائز يذهبون بها المقابر الممتلئة والجنازة التي نحملها اول جنازة تدفن ويقوم بانزال الجنازة في القبر وتاحيد الميت وفك الاربطة وتغطية القبر بالتراب ووقف الكثير من المرافقين للجنازة وكان يغلبهم كثرة الحجاج بإحرامهم وقفوا على شفير القبر يدعوا للميت في الفجر المبارك من الشهر المحرم بعد ان صلو عليه ودعا له بالحرم اكثر من2مليون مسلم
انظروا الى هذا الاجر وهذه الميتة، اسال الله ان يتقبل دعواهم ويتغمد هذا الميت برحمته، ولكن ما قصة هذا
الميت ؟
قمت بسؤال بعض الحاضرين عنه فكانت اجاباتهم من كلمتين فقط كذلك اقربائه نفس الاجابة، ماذا كانت تلك الاجابة؟كلهم اجمعوا ان هذا الشاب كان رضي بوالديه، فقط عندما سمعت الاجابة اولا تعجبت لكن عندما جلست مع نفسي تذكرت ان ذلك ليس بغريب على قول الله تعالى(وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ))
واسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة في الدنيا والاخرة.
الأربعاء أكتوبر 19, 2011 2:03 pm من طرف اسماء
» إيقاظ الإيمان .. كيف ؟
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:26 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» دموع الصومال
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:13 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» الرسول صلى الله عليه وسلم والصومال
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:05 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» هنا من موقع التوبة أعلنها توبة لله
السبت أكتوبر 15, 2011 4:21 am من طرف اسماء
» قصة طفل عمره 3 سنوات والله المستعان
الجمعة أكتوبر 14, 2011 10:15 am من طرف اسماء
» فوائد الصرصور..اخر زمنـ صار لهمـ فوائد بعد..
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:40 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» ذابت قلوبنا من هم الدنيا
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:36 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» لا تجعل الله أهون الناظرين إليك [ ذنوب الخلوات ]..!!!
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:23 pm من طرف المشتاقة الي الجنة