هل يستطيع العرب إنقاذ فلسطين والأقصى؟
سوف يصدم القارئ العربى عندما يطلع على حجم أدوات الضغط والتأثير العربية على الولايات المتحدة، الداعم والمشجع الأول لخطط المشروع الصهيوني في فلسطين. فقد عشنا زمناً كان الشعار فيه أن أمريكا هي العدو وأن ربيبتها وأداتها هى 'إسرائيل'، ثم التبس على الكتاب العرب، فاحتاروا في قضية تافهة، هي: من يوظف من؟ أمريكا توظف 'إسرائيل، وأن المشروع الصهيوني أصلاً مشروع أمريكي، أم أن 'إسرائيل'، رأس المشروع الصهيوني هي التي توظف الجميع، بما في ذلك الولايات المتحدة. وأظن أن العقل العربي المضطرب لم يصل بعد إلى نتيجة، وظلت تحليلاته نظرية أكاديمية، بينما الواقع هو أن واشنطن تتظاهر بأنها تسعى إلى سلام المنطقة واستقرارها، ولكنها لاتستطيع أن تغير الحقائق على الأرض، وأن تضغط على 'إسرائيل' لضبط هذه المعادلة بشرط ألا تعرف علاقات واشنطن بـ'إسرائيل' أزمة تعصف بساكن البيت الأبيض. هكذا تمكنت واشنطن من التفاهم مع النظم العربية على الدور الوسيط الذى تقوم به واشنطن، تحدوها آمال لا تقوى على تعديل الواقع الذى تحركه 'إسرائيل'. ويبدو أن الاتفاق العربي الأمريكي هو أن ينفذ العرب كل ما يطلبه الوسيط الأمريكي الذي يجب أن يشكر على مساعيه، حتى وإن فشلت، وأن يظل الرهان العربي على حسن الظن الأمريكي مستمراً، لا يؤثر فيه تقدم 'إسرائيل' وتحديها لهذا الموقف الأمريكي (النبيل)، ولكن النتيجة النهائية هي أن واشنطن تحاول، والعرب راضون، و'إسرائيل' تحقق ما تريد. هذه المعادلة هي التي تدفع بعض الكتاب العرب إلى الانزلاق وراء الطعم، وهو أن هناك أزمة في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بسبب تصدي واشنطن لـ'إسرائيل'، وهو جهد يجب أن تؤجر عليه. والسؤال: هل يريد الحكام العرب فعلاً إنقاذ الأقصى، ولكنهم لا يستطيعون؟ أم أنهم يستطيعون؟ ولكن لايريدون؟ أم أنهم يريدون، ولكنهم يتمنون، دون أن يضطروا إلى الصدام مع أحد؟ الأرجح أن الحكام العرب يتمنون إنقاذ الأقصى، وأنهم كما كان يقول بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون. إن المشكلة الأساسية هي استلاب الإرادة العربية، مقابل حضور وغلبة الإرادة الإسرائيلية، وتسلطها على مقدرات واشنطن ومصالحها. ولتصوير هذه الحقيقة من الناحية الاقتصادية، يمكن الإشارة إلى الاحصاءات التجارية والاستثمارية التي تكشف عن نتائج خطيرة، وهي أن واشنطن بحاجة ماسة إلى العرب، بينما علاقاتها التجارية بـ'إسرائيل' تعمل ضد المصالح الأمريكية، وفيها تسلك واشنطن سلوكاً مناقضاً للقانون الأمريكي، والقانون الدولي، وتضيع فرص العمالة والتجارة، وتوظف الشركات الكبرى الأمريكية في بناء المستوطنات، وتعطي 'إسرائيل' قروضاً لا ترد سلعاً معفاة من الضرائب والجمارك، ولايهم أن تظل 'إسرائيل' عبئاً على دافع الضرائب الأمريكي. فقد بلغ إجمالي الواردات العربية من أمريكا عام 2008 حوالي 51 بليون دولار، في مقدمتها الإمارات والسعودية ومصر والكويت وقطر والعراق، وأقلهم فلسطين بحوالي 351 ألف دولار. أما صادرات العرب لأمريكا، فتصل إلى ضعف الواردات تقريباً، في مقدمتهم السعودية التي تصدر لواشنطن ما قيمته حوالي 55 بليون دولار، بل بلغ عجز الميزان التجاري الأمريكي مع السعودية حوالي 43 بليون دولار. كما بلغت الاستثمارات الأمريكية في العالم العربي أكثر من تريليون دولار (في الكويت وحدها 637 بليونا، وفي قطر 7 بلايين، وفي السعودية 5،3 بليونا، وهكذا، وكلها بيانات رسمية من غرفة التجارة العربية الأمريكية). فكيف تمول أمريكا عمليات نزع ملكية أراضي الفلسطينيين لتمكين 'إسرائيل' من استيطان الأراضي الفلسطينية، وتشارك في بناء المستوطنات، ثم تعلن أنها ضد الاستيطان، تماماً كما تورط بعض قيادات السلطة الفلسطينية مع بعض رجال الأعمال المصريين في بناء الجدار العازل، ثم يهاجمون الجدار، ويطالبون بإزالته تنفيذاً لقرار محكمة العدل الدولية؟ وكيف توقع واشنطن اتفاقات تنتهك حقوق الشركات والعمال الأمريكيين دون أن ينتصر الشعب الأمريكي ويتحرر من ربقة الاستعباد الصهيوني، مما فصله كتاب ميرشيمر حول دور اللوبي الإسرائيلي في صناعة السياسة الخارجية الأمريكية؟. على الجانب الآخر، هناك تجارة عربية ومزايا تقدم لـ'إسرائيل'، من بينها الغاز المصري الذي تدعم الدولة المصرية فيه المواطن الإسرائيلي باثني عشر مليون دولار يومياً، وغير ذلك كثير. الظاهر أن المزايا الأمريكية والإسرائيلية من العلاقات مع النظم العربية لم تعد أوراقاً، وإنما إتاوات تدفع، فهل يغير الحكام العرب هذه المعادلة، ويستخدمون هذه الأوراق للدفاع عن الأقصى؟! بقلم: د. عبد الله الأشعل |
الأربعاء أكتوبر 19, 2011 2:03 pm من طرف اسماء
» إيقاظ الإيمان .. كيف ؟
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:26 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» دموع الصومال
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:13 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» الرسول صلى الله عليه وسلم والصومال
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:05 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» هنا من موقع التوبة أعلنها توبة لله
السبت أكتوبر 15, 2011 4:21 am من طرف اسماء
» قصة طفل عمره 3 سنوات والله المستعان
الجمعة أكتوبر 14, 2011 10:15 am من طرف اسماء
» فوائد الصرصور..اخر زمنـ صار لهمـ فوائد بعد..
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:40 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» ذابت قلوبنا من هم الدنيا
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:36 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» لا تجعل الله أهون الناظرين إليك [ ذنوب الخلوات ]..!!!
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:23 pm من طرف المشتاقة الي الجنة