الطريق إلى السعادة الحقيقية ... | ||
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . الكل يبحث عن السعادة .. أخي الحبيب .. كلنا ذاك الذي يبحث عن هذه الحقيقة .. المسلم والكافر , الغني والفقير , الأبيض والأسود , المرأة والرجل , الصغير والفقير , الشريف والوضيع . في كل بقاع الأرض .. وفي كل سهل ووعر .. وفي كل بر وبحر .. وفي كل يوم وشهر ..بل في العمر كله .. نبحث عن هذه الحقيقة ....نعم إنها السعادة الحقيقية .. وهْم السعادة .. أخي الحبيب .. كل ٌ في هذه الحياة يبحث عن السعادة .. وكلٌ ينشدُ طرقها .. وربما دفع الغالي والنفيس من أجلها .. ولكن تنبه معي أيها العاقل .. كم ممن أخطى الطريق إلى السعادة وسلك طريقاً ضل فيه وهو يبحث عن السعادة ولم يجدها .. كم ممن يعيش في وهم وسراب السعادة وهو لا يعلم .. ويظن أنه في قمة السعادة أخي الغالي ... ليست السعادة في مالٍ تجمعه وليست السعادة في مركب تركبه وليست السعادة في بيت تسكنه وليست السعادة في زوجة تنكحها وليست السعادة في منصب ولاجاه ولا شرف ولا نسب ... حقاً إنها مما يعين على السعادة لكن ليست السعادة فيها فحسب . فكم من فقير وكم من وضيع وكم من أعزب وكم من مشرد يعيش في قمة السعادة وفي راحة بال وفي هناء . إن السعادة هي (الشعور المستمر بالطمأنينة، والأريحية، والبهجة )يجدها القلب ويتلذذ بها سائر الجسد . وكم ممن كان يعيش السعادة الحقيقية، ثم انتقل منها إلى السعادة الوهمية!!! فلم يحقق السعادة في الدنيا، ولن يحققها في الآخرة...ظناً منه أن السعادة هي في متع الدنيا فحسب .. والمسلم العاقل من إذا أراد شيئاً سلك سبله وطرقه المؤدية إليه وهاك بعضاً من السبل الموصلة بإذن الله إلى السعادة الحقيقية .. الطريق إلى السعادة ... 1- الإيمان بالله : يقول الله تعالى {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} (125) سورة الأنعام ..ويقول تعالى {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (11) سورة التغابن فكلما كمل إيمان العبد كلما كان أكثر انشراحاً وسعادة . وتأمل هذا الحديث في دلالته على هذا المعنى ..عن أبي يحيى صهيب بن سنان t قال رسول الله r " عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد، إلا للمؤمن، إن أصابته سراء، شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء، صبر، فكان خيرا له " [رواه مسلم 18/125]. 2- العمل الصالح : يقول الله تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) (النحل: من الآية97) أي فلنحيينه حياة سعيدة. وكلنا يريد الحياة الطيبة، فعلينا بالعمل الصالح مع الإيمان: (مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (المائدة: من الآية69). أخي الحبيب .. إن العمل الصالح لذة ونعيم لمن سلكه وجربه فذاك إمامنا وسيدنا محمد r يجد اللذة والراحة في الصلاة وهو القائل "وجعلت قرة عيني في الصلاة " [رواه أحمد والنسائي].أي راحة نفسي وطمأنينتها في الصلاة .. 3- الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره.. تأمل هذا الحديث عن عبدالله بن عَبَّاسٍt قال كنت خَلْفَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فقال يا غُلَامُ إني أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إذا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وإذا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لو اجْتَمَعَتْ على أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لم يَنْفَعُوكَ إلا بِشَيْءٍ قد كَتَبَهُ الله لك وَلَوْ اجْتَمَعُوا على أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لم يَضُرُّوكَ إلا بِشَيْءٍ قد كَتَبَهُ الله عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ )قال حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ قال الألباني صحيح سنن الترمذي [ج4:ص667] فالمؤمن الحق من يمتلئ قلبه رضاً بما قسمه الله له من السراء ومن الضراء لأن هذا الدنيا دار ابتلاء وفيها المصائب والمحن طبعت على كدر وأنت تريدها صفوا من الأقذاء والأكدار 4/العلم الشرعي: وتأمل مدح الله لأهل العلم يقول تعالى { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} (28) سورة فاطر عن مُعَاوِيَةَ خبن أبي سفيان رضي الله عنهما قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يُرِدْ الله بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ..) وعن أبي الدَّرْدَاءِ قال :سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول من سَلَكَ طَرِيقاً يَطْلُبُ فيه عِلْماً سَلَكَ الله بِهِ طَرِيقاً إلى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّهُ لَيَسْتَغْفِرُ لِلْعَالِمِ من في السماوات وَالأَرْضِ حتى الْحِيتَانُ في الْمَاءِ وَفَضْلُ الْعَالِمِ على الَعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ على سَائِرِ الْكَوَاكِبِ..) وعن زَيْدِ بن ثَابِتٍ قال :سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول نَضَّرَ الله امْرَأً سمع مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حتى يُبَلِّغَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إلى من هو أَفْقَهُ منه وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ ليس بِفَقِيهٍ) قال الخطابي معناه الدعاء له بالنضارة وهي النعمة والبهجة.) 5/ ذكر الله : ومن الوسائل المهمة والمعينة على جلب السعادة هي ذكر الله – فإذا كان محبوبك هو الله فالأُنس بذكره ألا ترى المحب يطرب لسماع ذكر محبوبه أياً كان . يقول الله تعالى {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (28) سورة الرعد ـ قال مالك بن دينار : ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله تعالى 0 ولذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم كثير الذكر لربه بل كان يذكره على كل حال . 6/ سلامة الصدر : وهذه خصلة قلّ من يتصف بها ولذا تجده في قمة السعادة والطمأنينة والراحة تأمل هذا الموقف عن أنس قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة قال فطلع رجل من الأنصار وقد توضأ ولحيته تنطف ماء من وضوئه وقد علق نعليه بيده الشمال فسلم فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأول فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته الأولى فطلع ذلك الرجل على مثل هيئتهفلم قام تبعه عبدالله بن عمرو بن العاص وقال أنه لاحيت أبي وأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثا فإن رأيت إن آوى عندك حتى تمضي الثلاث فعلت فبات معه ثلاثا فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا تعار من الليل أو تقلب على فراشه ذكر الله وكبر حتى يقوم لصلاة الصبح قال فلما مضت الثلاث ليال وكدت أحتقر عمله قلت يا عبدالله إنه لم يكن بيني وبين أبي هجرة ولا غضب غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث مرات يطلع عليكم رجل من أهل الجنة فطلعت أنت ثلاث مرات فأردت أن آوي إليك ليلا لأنظر عملك فأقتدي بك فلم أرك تعمل كبير عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما هو إلا ما رأيت غير أني لم أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ولا أحسده على خير أعطاه الله إياه فقلت هو الذي بلغ بك وهو الذي لا نطيق) يتبع |
دخول
مواضيع مماثلة
عدد الزوار
.: عدد زوار المنتدى :.
المفضلة
راسلني علي البريد
بحـث
لا تنسي ذكر الله
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
أبو سميه - 482 | ||||
المشتاقة الي الجنة - 423 | ||||
د. جميل صابر - 288 | ||||
أسماء بنت أبي بكر - 126 | ||||
اسماء - 97 | ||||
الباحثة عن الشهادة - 70 | ||||
المشتاقة الى الجنة - 48 | ||||
السيد عاشور - 31 | ||||
ابو خالد - 25 | ||||
shams2 - 17 |
الطريق ألي السعادة الحقيقية
أسماء بنت أبي بكر- عضو ذهبي
- عدد المساهمات : 126
عدد النقاط : 56765
ممتاز : 32
تاريخ التسجيل : 11/06/2009
- مساهمة رقم 1
الطريق ألي السعادة الحقيقية
أسماء بنت أبي بكر- عضو ذهبي
- عدد المساهمات : 126
عدد النقاط : 56765
ممتاز : 32
تاريخ التسجيل : 11/06/2009
- مساهمة رقم 2
رد: الطريق ألي السعادة الحقيقية
7/الرضا والقناعة :
وذلك يكون بالنظر إلى من هو دونك في أمور الدنيا وإلى من هو فوقك في أمور الآخرة:
كما ورد في التوجيه النبوي الكريم حين قال r " انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله " [رواه مسلم- 2963]. وعن أبي هُرَيْرَةَ عن رسول اللَّهِ قال إذا نَظَرَ أحدكم إلى من فُضِّلَ عليه في الْمَالِ وَالْخَلْقِ فَلْيَنْظُرْ إلى من هو أَسْفَلَ منه) [رواه البخاري6125]
8/ التصديق بحقيقة أن السعادة الحقيقية للمؤمن في الجنة .
يقول الله تعالى {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ} (108) سورة هود
عن أبي هُرَيْرَةَ قال :قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ)
9/ صحبة الأخيار :
وأنعم بها من صحبة ومن جالبة للسعادة .. بل لم يسعد كثير من المشركين إلا بإسلامهم وكيف أسلموا إلا لما تبعوا صحبة صالحة دلتهم على الخير والإسلام بل كانت وصية الله لنبيه وتأملها قال تعالى {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (28) سورة الكهف فما سعد السعداء وما فرحوا إلا بالأخيار وما شقي الأشقياء وما تعسوا إلا بأهل الزيغ والانحراف .
10/ التفاؤل وعدم اليأس :
عن أَنَسٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لَا عَدْوَى ولا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الصَّالِحُ الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ..) وفي رواية مسلم قال: قِيلَ وما الْفَأْلُ؟ قال: الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ)
وما أجمل أن يكون المسلم دائم التفاؤل لأجل أن يجد لذة وطعماً ومعنىً للحياة وراحة وسروراً فيها فاليأس يقعد بك عن العمل ويثبطك فتكون رهيناً له فتفأل وعش سعيداً ..
11/الكسب الحلال :
وهذا أمر مهم جداً وهو أن يكون مالك طيباً حلالاً فقد لقي التعاسة والشقاء من كان ماله حراماً والسبب معروف
( البركة في المال ) فإن المال الحرام تنزع بركنه وإن كثر
عن كَعْبِ بن عِيَاضٍ قال :سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ )
وعن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( أَيُّهَا الناس إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إلا طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فقال { يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا من الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إني بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} وقال {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا من طَيِّبَاتِ ما رَزَقْنَاكُمْ } ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّمَاءِ يا رَبِّ يا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ)
12/ الدعاء
وهو سلاح مهم ينبغي لكل مسلم أن يتسلح به ويتحصن به ويدفعك لذلك تذكر هذه البشارات :
قال تعالى {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (60) سورة غافر
عن ثَوْبَانَ قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (لَا يَزِيدُ في الْعُمْرِ إلا الْبِرُّ ولا يَرُدُّ الْقَدَرَ إلا الدُّعَاءُ..)
وعن أبي سَعِيدٍ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ ليس فيها أثم وَلاَ قَطِيعَةُ رَحِمٍ الا أَعْطَاهُ الله بها إِحْدَى ثَلاَثٍ أما أَنْ تُعَجَّلَ له دَعْوَتُهُ واما أَنْ يَدَّخِرَهَا له في الآخِرَةِ واما أَنُْ يَصْرِفَ عنه مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا قالوا إِذاً نُكْثِرُ قال الله أَكْثَرُ)
عن سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إِنَّ اللَّهَ حي كَرِيمٌ يستحي إذا رَفَعَ الرَّجُلُ إليه يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ) سنن الترمذي ج5:ص556 قال الشيخ الألباني : صحيح
13/ عدم التعلق بالدنيا:
وكم أفسدت هذه الفاتنة من أُناس لمل تعلقوا بها وكانت هي مقصدهم وقد نسوا أن الله هو خالقها وقد وصفها بقوله تعالى { وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} (185) سورة آل عمران وقال تعالى{وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (64) سورة العنكبوت
ثم حذر من الاغترار بها فقال { فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ} (33) سورة لقمان وقال تعالى{بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَاوَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} سورة الأعلى (16_17)
14/ الانشغال بالمفيد والبعد عن الفراغ :
ومن أعظم ما يجلب السعادة شغل الفراغ بما هو مفيد ونافع وما أجمل أن يكون فيما يزيد من حسناتك ولتتأمل هذين الحديثين :
عن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلي اللَّهِ من الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وفي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ على ما يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ولا تَعْجَز..(ْ صحيح مسلم ج4:ص2052 حديث رقم (2664)
وعن بن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ( نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ من الناس الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ) والغبن هو : عدم استعملهما فيما لاينبغي كمن غبن في بيع شيء .
15/ ذكرى :
ومكملات السعادة للمؤمن ثلاث تأملها في هذا الحديث واجعله نصب عينيك في كل يوم وتذكر غيرك ممن فقد شيئاًً منها :
عُبَيْدِ اللَّهِ بن محصن الْخَطْمِيِّ الأنصاري قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا في سِرْبِهِ مُعَافًى في جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ له الدُّنْيَا)
منغصات السعادة ..
كما أن للسعادة أسباباً فإن لها منغصات ومفسدات فهاك طرفاً منها :
1/ الكفر بالله
قال تعالى {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (124) سورة طـه
ولذا هم من اتعس الناس وإن كان يُظن أنهما في نعيم , وعجباً لمن أغتر بنعيمهم الدنيوي .
2/ الذنوب والمعاصي
قال الحسن البصري هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحدكما قال تعالى :"ومن يهن الله فماله من مكرم" ومن هان على الله هان في أعين الناس وفي قلوبهم وإن أظهروا له خلاف ذلك )
فقلوب الناس تمتلئ كرهاً للعاصي وإن ظهر خلاف ذلك .
3/الحسد والحقد والغل ..
وهذه مفسدات القلب والجالبة له الهموم والغموم واستمع إلى وصية النبي للبعد عنها :
عن أَنَسُ بن مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال لَا تَبَاغَضُوا ولا تَحَاسَدُوا ولا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا..) وكان من دعاء المؤمنين { وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا } (10) سورة الحشر
4/الظلم ..
وكم وقع في شره وشراكه من جاهل ثم يعض أصابع الندم ولات ساعة مندم ولذا حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم عن عبد اللَّهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يوم الْقِيَامَةِ)
وقد حر الله على النفسه الظلم ونهى عنه فقال في الحديث القدسي :
عن أبي ذَرٍّ قال :قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يروى عن رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى( إني حَرَّمْتُ على نَفْسِي الظُّلْمَ وَعَلَى عِبَادِي فلا تَظَالَمُوا ..) صحيح مسلم ج4:ص1995رقم (2577)
فهم في شقاء دائم في الدنيا بما يصابون به ولو بالهموم وذلك بسبب الدعاء عليهم وفي الآخرة بما سيلاقون
قال تعالى {يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} (31) سورة الإنسان
5/الكبر..
من أدواء القلب الكبر واستعظام الناس وانظر كيف وصف الرسول الْكِبْرَ من بَطِرَ الْحَقَّ وَغَمَطَ الناس)
البطر هو : تضييع الحق وعدم قبوله ... وغمط الناس هو : استحقارهم وتعييبهم
6/ العشق
تأمل كلام الإمام ابن القيم رحمه الله وهو يصف العشق وأهله :
(وسكر العشق أعظم من سكر الخمر فإن سكران الخمر يفيق وسكران العشق قلما يفيق إلا وهو في عسكر الأموات)
(وقيل أول العشق عناء وأوسطه سقم وآخره قتل)
(وكم أكبت فتنة العشق رؤوسا على مناخرها في الجحيم وأسلمتهم إلى مقاساة العذاب الأليم وجرعتهم بين أطباق النار كؤوس الحميم وكم أخرجت من شاء الله من العلم والدين كخروج الشعرة من العجين وكم أزالت من نعمة وأحلت من نقمة وكم أنزلت ووضعت من شريف رفيع القدر والمنصب فإذا هو في أسفل السافلين وكم كشفت من عورة وأحدثت من روعة وأعقبت من ألم وأحلت من ندم وكم أضرمت من نار حسرات أحرقت فيها الأكباد وأذهبت قدرا كان للعبد عند الله وفي قلوب العباد)
أخي المبارك : وهل يبقى لعاقل بعد سماع هذا القول شك في مغبة العشق وأنه من صوارف ومنغصات السعادة فالبعد كل البعد عن العشق بكل أنواعه سواء من النساء أو من الصبيان أو من الصور فالراحة والسعادة في البعد عنها .
حذاري ....حذاري .....
أخي الحبيب .. احذر أشد الحذر من الانخداع بالمظاهر البراقة لهذه الدنيا الفاتنة فما المال وما المنصب وما الشرف وما الضحك وما الأولاد وما الزوجة وما يغيرها من متع الدنيا إلا زينة دنيا السعادة فيها أن تكون عوناً لك في طاعة الله وصارفة لك عن معصيته وتذكر هذه الآية الكريمة {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} (14) سورة آل عمران.
ثم لنحذر من الإعجاب بالكفرة وأن الله قد أعطاهم من النعيم فهي فتنة لهم وابتلاء فاحمد الله على نعمة الاسلام التي هذ مصدر سعادتك وفلاحك .
أسال الله أن لا يجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا وأن يجعل الحياة زيادة لنا من كل خير وأن يغفر لنا زلاتنا ويتجاوز عن سيئاتنا وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم إنه جواد كريم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وذلك يكون بالنظر إلى من هو دونك في أمور الدنيا وإلى من هو فوقك في أمور الآخرة:
كما ورد في التوجيه النبوي الكريم حين قال r " انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله " [رواه مسلم- 2963]. وعن أبي هُرَيْرَةَ عن رسول اللَّهِ قال إذا نَظَرَ أحدكم إلى من فُضِّلَ عليه في الْمَالِ وَالْخَلْقِ فَلْيَنْظُرْ إلى من هو أَسْفَلَ منه) [رواه البخاري6125]
8/ التصديق بحقيقة أن السعادة الحقيقية للمؤمن في الجنة .
يقول الله تعالى {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ} (108) سورة هود
عن أبي هُرَيْرَةَ قال :قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ)
9/ صحبة الأخيار :
وأنعم بها من صحبة ومن جالبة للسعادة .. بل لم يسعد كثير من المشركين إلا بإسلامهم وكيف أسلموا إلا لما تبعوا صحبة صالحة دلتهم على الخير والإسلام بل كانت وصية الله لنبيه وتأملها قال تعالى {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (28) سورة الكهف فما سعد السعداء وما فرحوا إلا بالأخيار وما شقي الأشقياء وما تعسوا إلا بأهل الزيغ والانحراف .
10/ التفاؤل وعدم اليأس :
عن أَنَسٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لَا عَدْوَى ولا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الصَّالِحُ الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ..) وفي رواية مسلم قال: قِيلَ وما الْفَأْلُ؟ قال: الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ)
وما أجمل أن يكون المسلم دائم التفاؤل لأجل أن يجد لذة وطعماً ومعنىً للحياة وراحة وسروراً فيها فاليأس يقعد بك عن العمل ويثبطك فتكون رهيناً له فتفأل وعش سعيداً ..
11/الكسب الحلال :
وهذا أمر مهم جداً وهو أن يكون مالك طيباً حلالاً فقد لقي التعاسة والشقاء من كان ماله حراماً والسبب معروف
( البركة في المال ) فإن المال الحرام تنزع بركنه وإن كثر
عن كَعْبِ بن عِيَاضٍ قال :سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ )
وعن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( أَيُّهَا الناس إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إلا طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فقال { يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا من الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إني بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} وقال {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا من طَيِّبَاتِ ما رَزَقْنَاكُمْ } ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّمَاءِ يا رَبِّ يا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ)
12/ الدعاء
وهو سلاح مهم ينبغي لكل مسلم أن يتسلح به ويتحصن به ويدفعك لذلك تذكر هذه البشارات :
قال تعالى {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (60) سورة غافر
عن ثَوْبَانَ قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (لَا يَزِيدُ في الْعُمْرِ إلا الْبِرُّ ولا يَرُدُّ الْقَدَرَ إلا الدُّعَاءُ..)
وعن أبي سَعِيدٍ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ ليس فيها أثم وَلاَ قَطِيعَةُ رَحِمٍ الا أَعْطَاهُ الله بها إِحْدَى ثَلاَثٍ أما أَنْ تُعَجَّلَ له دَعْوَتُهُ واما أَنْ يَدَّخِرَهَا له في الآخِرَةِ واما أَنُْ يَصْرِفَ عنه مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا قالوا إِذاً نُكْثِرُ قال الله أَكْثَرُ)
عن سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إِنَّ اللَّهَ حي كَرِيمٌ يستحي إذا رَفَعَ الرَّجُلُ إليه يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ) سنن الترمذي ج5:ص556 قال الشيخ الألباني : صحيح
13/ عدم التعلق بالدنيا:
وكم أفسدت هذه الفاتنة من أُناس لمل تعلقوا بها وكانت هي مقصدهم وقد نسوا أن الله هو خالقها وقد وصفها بقوله تعالى { وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} (185) سورة آل عمران وقال تعالى{وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (64) سورة العنكبوت
ثم حذر من الاغترار بها فقال { فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ} (33) سورة لقمان وقال تعالى{بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَاوَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} سورة الأعلى (16_17)
14/ الانشغال بالمفيد والبعد عن الفراغ :
ومن أعظم ما يجلب السعادة شغل الفراغ بما هو مفيد ونافع وما أجمل أن يكون فيما يزيد من حسناتك ولتتأمل هذين الحديثين :
عن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلي اللَّهِ من الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وفي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ على ما يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ولا تَعْجَز..(ْ صحيح مسلم ج4:ص2052 حديث رقم (2664)
وعن بن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ( نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ من الناس الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ) والغبن هو : عدم استعملهما فيما لاينبغي كمن غبن في بيع شيء .
15/ ذكرى :
ومكملات السعادة للمؤمن ثلاث تأملها في هذا الحديث واجعله نصب عينيك في كل يوم وتذكر غيرك ممن فقد شيئاًً منها :
عُبَيْدِ اللَّهِ بن محصن الْخَطْمِيِّ الأنصاري قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا في سِرْبِهِ مُعَافًى في جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ له الدُّنْيَا)
منغصات السعادة ..
كما أن للسعادة أسباباً فإن لها منغصات ومفسدات فهاك طرفاً منها :
1/ الكفر بالله
قال تعالى {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (124) سورة طـه
ولذا هم من اتعس الناس وإن كان يُظن أنهما في نعيم , وعجباً لمن أغتر بنعيمهم الدنيوي .
2/ الذنوب والمعاصي
قال الحسن البصري هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحدكما قال تعالى :"ومن يهن الله فماله من مكرم" ومن هان على الله هان في أعين الناس وفي قلوبهم وإن أظهروا له خلاف ذلك )
فقلوب الناس تمتلئ كرهاً للعاصي وإن ظهر خلاف ذلك .
3/الحسد والحقد والغل ..
وهذه مفسدات القلب والجالبة له الهموم والغموم واستمع إلى وصية النبي للبعد عنها :
عن أَنَسُ بن مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال لَا تَبَاغَضُوا ولا تَحَاسَدُوا ولا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا..) وكان من دعاء المؤمنين { وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا } (10) سورة الحشر
4/الظلم ..
وكم وقع في شره وشراكه من جاهل ثم يعض أصابع الندم ولات ساعة مندم ولذا حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم عن عبد اللَّهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يوم الْقِيَامَةِ)
وقد حر الله على النفسه الظلم ونهى عنه فقال في الحديث القدسي :
عن أبي ذَرٍّ قال :قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يروى عن رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى( إني حَرَّمْتُ على نَفْسِي الظُّلْمَ وَعَلَى عِبَادِي فلا تَظَالَمُوا ..) صحيح مسلم ج4:ص1995رقم (2577)
فهم في شقاء دائم في الدنيا بما يصابون به ولو بالهموم وذلك بسبب الدعاء عليهم وفي الآخرة بما سيلاقون
قال تعالى {يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} (31) سورة الإنسان
5/الكبر..
من أدواء القلب الكبر واستعظام الناس وانظر كيف وصف الرسول الْكِبْرَ من بَطِرَ الْحَقَّ وَغَمَطَ الناس)
البطر هو : تضييع الحق وعدم قبوله ... وغمط الناس هو : استحقارهم وتعييبهم
6/ العشق
تأمل كلام الإمام ابن القيم رحمه الله وهو يصف العشق وأهله :
(وسكر العشق أعظم من سكر الخمر فإن سكران الخمر يفيق وسكران العشق قلما يفيق إلا وهو في عسكر الأموات)
(وقيل أول العشق عناء وأوسطه سقم وآخره قتل)
(وكم أكبت فتنة العشق رؤوسا على مناخرها في الجحيم وأسلمتهم إلى مقاساة العذاب الأليم وجرعتهم بين أطباق النار كؤوس الحميم وكم أخرجت من شاء الله من العلم والدين كخروج الشعرة من العجين وكم أزالت من نعمة وأحلت من نقمة وكم أنزلت ووضعت من شريف رفيع القدر والمنصب فإذا هو في أسفل السافلين وكم كشفت من عورة وأحدثت من روعة وأعقبت من ألم وأحلت من ندم وكم أضرمت من نار حسرات أحرقت فيها الأكباد وأذهبت قدرا كان للعبد عند الله وفي قلوب العباد)
أخي المبارك : وهل يبقى لعاقل بعد سماع هذا القول شك في مغبة العشق وأنه من صوارف ومنغصات السعادة فالبعد كل البعد عن العشق بكل أنواعه سواء من النساء أو من الصبيان أو من الصور فالراحة والسعادة في البعد عنها .
حذاري ....حذاري .....
أخي الحبيب .. احذر أشد الحذر من الانخداع بالمظاهر البراقة لهذه الدنيا الفاتنة فما المال وما المنصب وما الشرف وما الضحك وما الأولاد وما الزوجة وما يغيرها من متع الدنيا إلا زينة دنيا السعادة فيها أن تكون عوناً لك في طاعة الله وصارفة لك عن معصيته وتذكر هذه الآية الكريمة {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} (14) سورة آل عمران.
ثم لنحذر من الإعجاب بالكفرة وأن الله قد أعطاهم من النعيم فهي فتنة لهم وابتلاء فاحمد الله على نعمة الاسلام التي هذ مصدر سعادتك وفلاحك .
أسال الله أن لا يجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا وأن يجعل الحياة زيادة لنا من كل خير وأن يغفر لنا زلاتنا ويتجاوز عن سيئاتنا وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم إنه جواد كريم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأربعاء أكتوبر 19, 2011 2:03 pm من طرف اسماء
» إيقاظ الإيمان .. كيف ؟
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:26 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» دموع الصومال
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:13 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» الرسول صلى الله عليه وسلم والصومال
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:05 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» هنا من موقع التوبة أعلنها توبة لله
السبت أكتوبر 15, 2011 4:21 am من طرف اسماء
» قصة طفل عمره 3 سنوات والله المستعان
الجمعة أكتوبر 14, 2011 10:15 am من طرف اسماء
» فوائد الصرصور..اخر زمنـ صار لهمـ فوائد بعد..
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:40 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» ذابت قلوبنا من هم الدنيا
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:36 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» لا تجعل الله أهون الناظرين إليك [ ذنوب الخلوات ]..!!!
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:23 pm من طرف المشتاقة الي الجنة