السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رمضان فرصة ذهبية لك أخي الزوج ولكِ أختي الزوجة إذا أردتم تجديد العلاقة الزوجية بينكما، فقد يعتريها الفتور طوال العام، ولكن يأتي رمضان ببركاته الندية ورحماته المضاعفة، فيضفي لمسة حانية على تلك العلاقة المقدسة.
ولكن قبل أن نتكلم عن كيفية استغلال رمضان في تجديد العلاقة الزوجية لنتحدث أولًا عن الملل والفتور في الحياة الزوجية وما هو أسبابه.
شكوى زوج:
يقول أحد الأزواج: زوجتي لم تعد تطيقني، ولم تعد تحبني وتضايقني كثيرًا بتصرفاتها، وتهمل رعايتي، وتتعلل بالأولاد، أو بأننا كبرنا ولا ينبغي أن نتصرف مثل الشباب المراهق.
أخي/ أختي الزوجة:
هل بالرغم من مرور سنوات على الزواج يمكن للحب أن يستمر؟
وكيف نتصرف عندما يتسرب الملل والفتور إلى الحياة الزوجية؟
صحيح أنه قد تبدأ العلاقة الزوجية بمشاعر حب وسعادة واحترام متبادل، ثم لا تلبث هذه المشاعر أن تقل شيئًا فشيئًا مع مرور الزمن، وقد تختفي هذه المشاعر نهائيًا نتيجة تراكم مشاكل الحياة اليومية، أو نتيجة الأخطاء والإساءات المقصودة أو غير المقصودة من الزوجين.
ولكننا نقول إن كل إنسان مهما بلغ عمره يمكنه الاستمرار في علاقة من الحب مع شريك حياته، ربما بشكل أفضل مما بدأه معه، بقليل من التعلم واكتساب الخبرة التي تؤهله لأن يرى تعبيرات وجه شريك حياته في الظلام، وتمكن من الإنصات بفهم إلى أنفاسه، وتوصله إلى أن يفهم شريك الحياة من نظرات عينيه ونبرات صوته.
بداية الحياة الزوجية:
(عندما يحب الإنسان لأول مرة، ويرتبط بمن أحب يكون بمقدوره أن يقضي كل دقيقة من اليوم مع ذلك الإنسان الذي يحبه، ولا يشعر بالملل أو بانشغال البال وهو معه، ولحظة وصوله إلى المنزل لا يطيق الانتظار حتى يتحدث إليه، فيبدأ هو في التحدث، وهو يمعن النظر في عينيه...بل إنه يشعر أن ساعات بُعده عنه تساوي دهرًا كاملًا...وتدور أفكاره جميعها حول هذا الإنسان الذي أحبه...!!) [لا تهتم بصغارئر الأمور في العلاقات الزوجية، د/ ريتشارد كارلسون-كريستين كارلسون، ص362، بتصرف].
إنه ينتظر موعده ملهوفًا، ويذهب إليه فيجده كذلك ملهوفًا (ويقول له إذا تأخر عن موعده: كم خفت ألا تأتي الليلة، إنني أشعر أنني غريب في الحياة كلها حين لا أراك) [أشواك، سيد قطب بتصرف يسير].
ثم يبدأ الزوجان في بناء عش الزوجية، ما رأيك في هذه الحجرة؟
ما لون الجدران الذي تراه مناسبًا؟..انظر إلى تلك الحجرة الصغيرة، إنها تصلح لطفلنا الجميل.
وفي أشهر الزواج الأولى تنتظر الزوجة عودة زوجها بفارغ الصبر...ويكون هو شديد التعلق بها، كثير الاهتمام بشأنها...ويؤكد كل شريك لشريكه أنه يحب العيش معه حتى نهاية الحياة.
بعد مرور سنوات على الزواج:
ما إن تمر سنوات قليلة..بل ربما لا تمر سنة حتى يستيقظ الشريكان من الأحلام..وقد بهت إحساس الحب بينهما، بل ربما اختفى تمامًا.
ويبدأ دبيب الملل في التسرب إلى العلاقة بين الزوجين (وينشغل الزوج بأحواله وظروف عمله أو مشاكله، وتنشغل الزوجة عن الاهتمام بزوجها إلى رعاية أبنائها، تشكو الزوجة من عدم اهتمام زوجها بها، وإعراضه عنها ومعاملتها بقسوة وجفاء وعدم تقدير.
ونفس الشكوى يرددها الزوج: زوجتي لم تعد تطيقني، ولم تعد تحبني وتضايقني كثيرًا بتصرفاتها، وتهمل رعايتي، وتتعلل بالأولاد أو بأننا كبرنا ولا ينبغي أن نتصرف مثل الشباب المراهق.
هذا الفتور في العلاقة الزوجية ينعكس على كل أحوال البيت، فلا ترتاح الزوجة ولا الزوج ويعيش الأبناء في قلق وتوتر.
الصوت يرتفع لأتفه الأسباب، والمشاكل البسيطة تتعمق ويكبر سوء الظن وتأويل الكلام على الوجه السيء، إضافة إلى تصرفات وسلوكيات أخرى لا ترضي أحدًا) [مستفاد من رسالة إلى ابنتي، زينب الغزالي].
بل إنني أعرف أزواجًا يعيشون في بيت واحد، تحت سقف واحد ولكن المسافات بينهما بعيدة جدًا ووصلوا إلى مرحلة من عدم التلاقي، فيما يسمى بـ (الطلاق النفسي)، ونجد أزواجًا (مضى على زواجهم سنوات طويلة، وبعد أن كانت تجمعهم المحبة والود، فقد أصبحوا بعد سنوات من خيبات الأمل والاحباطات، وسوء التفاهم، أصبحت العلاقة بينهم باردة، ووصلوا إلى حالة صعبة من اليأس في إمكانية تجديد وتقوية علاقتهم الزوجية، وقد يقول بعضهم: لقد حاولنا كل شيء فلم نفلح، إننا لا يمكن أن نتفق أبدًا، إننا مختلفان تمامًا) [التفاهم في الحياة الزوجية، د/ مأمون مبيض، ص(17)، بتصرف].
فتور العلاقة الزوجية:
إن شبح الملل يمكن أن يحوم في أجواء كل علاقة (مما يفقدها بعض ما تتمتع به من بريق ورونق...بذلك تبدأ جاذبية الطرف الآخر في التلاشي مع الوقت، ومعه أيضًا (مشاعر الحب القوية الجياشة، وذلك ما لم نسع جاهدين لإنقاذ الوضع الخطير المنذر بالتدهور) [بلوغ النجاح في الحياة الزوجية، كلاوديا انكلمان، ص(80)].
أسباب الملل في الحياة الزوجية:
أسباب الملل كثيرة من أهمها:
(تنافر الطباع، وتصادم آراء الزوجين في الحياة وأمورها، واختلافهما في درجات التطور، وفي تأثرها بالعادات الموروثة.
وهناك ألوان كثيرة أخرى من المخاطر والمتاعب والصعوبات التي يتعرض لها الزوجان، وثمة صخرة كبيرة هي أن التجاذب الحسي قد ينطفئ بعد الزواج، فيحل محله نفور حسي، وهذا النفور الحسي يظهر إذا اعتلت قوة الميل المتبادل، ويكون النفور قويًا بقدر ما كان التجاذب طاغيًا وشديدًا، بل ربما يصبح عداوة وكراهية شديدة وهذا التنافر بلا شك يهدد الحياة الزوجية بشكل مستمر) [الزواج المثالي، فان دفلد، ص(84-85)، بتصرف].
وقد لا يحدث تشاجر ولا نزاع بين الزوجين، ولكن رغم ذلك تفتقر حياتهم إلى حرارة الحب والعواطف..بل ربما صارت فارغة من كل محتوى حتى تغدو مجرد علاقة رفيقين في غرفة واحدة، يسيطر عليها البرود والرتابة..أما الحب ودفء العواطف فلم يعد أي منهما يرفرف على علاقتهما.
ومما يزيد هذا البرود وهذا الجفاء، أن ينفصل الزوجان في الفراش فينام كل واحد منهما في فراش، أو في غرفة أخرى، وقد سمعت قصة زوجين كل واحد منهما كان ينام في غرفة, وأنا أرى أنه مع التباعد هذا في الفراش يكون التباعد في المشاعر، ويختفي الدفء العاطفي والارتباط بين الزوجين.
وعلى العكس من ذلك أعرف أيضًا زوجين حتى إن تشاجرا أو حدث بينهما خلاف فإن الارتباط واضح في العلاقة بينهما، فهما ينامان في فراش واحد في غرفة واحدة، بل بالعكس هذا التقارب يكون سببًا في سرعة انتهاء المشكلة، وإعادة الدفء إلى حياتهم الزوجية، لأنني على يقين من أن جفاف البيوت يبدأ من جفاف المشاعر.
بيضة غير ناضجة:
بعد مرور وقت من الزواج تتغير الأحوال، فالزوج الذي كان يهيم حبًا بزوجته (صار اليوم ينتقد بيضة غير ناضجة أو خبزًا غير طازج، والعاشق المتيم الذي كان يغمر زوجته بتعبيرات حبه بمناسبة وغير مناسبة، صار يغادر البيت في الصباح دون أن يفكر بطبع القبلة التقليدية، كما أن تعامل الزوجة معه أصبح خاليًا من أي شكل من أشكال التقدير، ولو حتى مثل تلك التي تقدمها لضيوفها) [حتى يبقى الحب، د/ محمد محمد بدري ص(322)].
ونحن لا نلوم الزوج أن يقضي وقته في العمل، فهو يريد النجاح في الحياة، وفي ذات الوقت يريد القيام بمسئولياته كزوج له بيت وأولاد.
الأربعاء أكتوبر 19, 2011 2:03 pm من طرف اسماء
» إيقاظ الإيمان .. كيف ؟
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:26 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» دموع الصومال
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:13 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» الرسول صلى الله عليه وسلم والصومال
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:05 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» هنا من موقع التوبة أعلنها توبة لله
السبت أكتوبر 15, 2011 4:21 am من طرف اسماء
» قصة طفل عمره 3 سنوات والله المستعان
الجمعة أكتوبر 14, 2011 10:15 am من طرف اسماء
» فوائد الصرصور..اخر زمنـ صار لهمـ فوائد بعد..
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:40 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» ذابت قلوبنا من هم الدنيا
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:36 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» لا تجعل الله أهون الناظرين إليك [ ذنوب الخلوات ]..!!!
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:23 pm من طرف المشتاقة الي الجنة