الراوي: حروب الغرب الصليبي على الإسلام لن تتوقف ولن يردعها سوى يقظة المسلمين
الراوي: حروب الغرب الصليبي على الإسلام لن تتوقف ولن يردعها سوى يقظة المسلمين
23 - 8 - 2009
حاوره: أسامة عاشور
انتقد فضيلة الشيخ محمد الراوي، الرئيس الأسبق لقسم التفسير بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، حال الأمة الآن، ودعا بأن تتوحد قلوبهم وأن يعتصموا بحبل الله جميعًا، خاصة مع دخول شهر رمضان المبارك. وفسر الراوي في حديث لموقع "لواء الشريعة" حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته) [متفق عليه، رواه البخاري، (1909)، ومسلم، (2568)]؛ أنه هنا كان يحدث الأمة كلها وليس فردًا بعينه، بما يعني أن الأمة مطالبة بالتوحد، مؤكدًا أن حروب الغرب الصليبي على الإسلام لن تتوقف أبدًا، هذا للعلم، ولن يردعها سوى يقظة المسلمين. وانتقد الراوي حال الأمة الآن، وقال: إن الذين يحملون رسالة الإسلام لابد أن يعرفوا قدر أنفسهم، وألا يغيب عنهم رحاب أنهم مسئولون لمخاطبة العالم بما يجب أن يكون، وهذه المسئولية توجب أن يتوحدوا وأن يوحدوا، وأن يعرفوا أن ذاك مرتبط بذاك. وإلى نص الحوار.
* ما هي النصائح التي تقدمها للمسلمين عامة للجوء إليها في شهر رمضان, وبما تنصح وسائل الإعلام التي لا تحافظ على حرمته، رغم أنها تدار برءوس أموال إسلامية؟
** أدعو الأمة الإسلامية بأن تتوحد قلوبهم، وأن يعتصموا بحبل الله جميعًا، كما أمرنا سبحانه وتعالى حينما قال في كتابه العزيز: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103]، هذا جانب، أما الجانب الآخر فهو الإنسان، عليه أن يعلم جيدًا أنه ممنوع منعًا باتًّا من الإساءة لأي شخص في أي مكان وتحت أي ظرف؛ لأن ذلك يجرح الصوم، وعلى المسلمين جميعًا أن يتذكروا قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعَمَل به والجهل؛ فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه) [رواه البخاري، 1903].
وبذلك يكون الصيام، صيام كما أمر به الله عز وجل ودعا إليه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله عز وجل حدد لنا غاية كبرى من الصوم؛ وهي لعلكم تتقون في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى اللذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، وعلى كل مسلم أن يكتفي كل ما شأنه أن يحبط الصوم أو يبطله.ويلزمنا ذلك بألَّا نتكلم إلا بما يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولنعلم جميعًا أننا مؤاخذون بما نتكلم به، وأن الناس يلقون في النار بحصائد ألسنتهم كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: (وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)؟! [رواه الترمذي، (2825)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، (2616)].
جانب آخر، أن تكون هناك مصالحة تامة وكاملة بين الأسر والأفراد والعائلات؛ وبذلك يحقق الإنسان الصوم الذي يقبله الله تعالى، وبما يأتي تنفيذ ما دعا إليه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
* ما هي الدعوة التي توجهها للأمة الإسلامية جمعاء لكي تلتف حول بعضها البعض خلال هذا الشهر الكريم؟
** أقول لهم ألا تلاحظون أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما يحدثنا عن شهر رمضان يقول: (صوموا لرؤيته) [متفق عليه، رواه البخاري، (1909)، ومسلم، (2568)]، فهو هنا يوجه حديث للأمة الإسلامية كلها، وليس لفرد أو مجتمع بعينه، لتكون بالفعل أمة صوامة قوامة كما يريدها الله عز وجل ويرضى عنها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.ولو كان الأمر إمساك عن الطعام والشراب؛ فإن كثير من المخلوقات تمتنع لبعض الوقت من السنة عن الطعام والشراب كنوع من حمايتها، وهي تفعل ذلك بالفطرة.وليس لها حاجة بإمساكنا عن الطعام والشراب، ولكن حاجتنا نحن أن نتحد ونتماسك وكلما أحس المرء أنه سيقع في خطأ ما يقول: "إني أمرئ صائم"، كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أنه لابد أن تعلم الأمة أن أفضل أيامنا كانت في الصيام، وعليهم أن يعلموا أن الصوم لا يضعف وإنما يقوي.
أما بخصوص ما تبثه الفضائيات ووسائل الإعلام في هذا الشهر الكريم؛ فأدعوهم إلى التمسك بأخلاقيات هذا الكريم، كما أنه على المسلمين أن يبعدوا هذا الشهر عن أي شيء يبعد عن ذكر الله؛ لأنه شهر يكثر فيه الخيرات، وأذكرهم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما جاءه جبريل يدعو قائلًا: (رغم أنف عبد دخل عليه رمضان لم يغفر له) فقال صلى الله عليه وسلم: (آمين) [رواه البخاري، الأدب المفرد، (646)، وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد، (646)].
* أود أن أسألك عن حال الأمة ... وهل درجات العداء لها من الممكن أن تمحوها كما يريد الغرب لها؟
** الإنسانية جميعًا محتاجة لهذه الأمة؛ فإذا غابت هذه الأمة أساءت للإنسانية كلها وليس لنفسها فقط، لأنها مطالبة بإرسال رسالة الله إلى الأمة جميعًا، ورسولنا إنما أرسله الله رحمة للعالمين كما في قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ} [الأعراف: 158]، والذين يحملون هذه الرسالة لابد أن يعرفوا قدر أنفسهم وألا يغيب عنهم رحاب أنهم مسئولون لمخاطبة العالم بما يجب أن يكون، وهذه المسئولية توجب أن يتوحدوا وأن يوحدوا، وأن يعرفوا أن ذاك مرتبط بذاك.وأذكر أني كنت في زيارة للأندلس التي تُسمى إسبانيا الآن، وكنا ندخل قصر الحمراء فسمعت صوت شاب من المسلمين يصرخ: "يا شيخنا"، فقال كلمة لا أنساها: "انظر ما فعله الآباء؛ دخلناها مسلمين متوحدين وخرجنا منها عربًا متفرقين".
هذه الجملة التي قالها الشاب تأتي عكس قوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}، وأيضًا قوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.ولا تظن أن مثل هذا يعفي أحد منا على الإطلاق من المسئولية أمام الله، من حاكم أو محكوم أو رجل أو امرأة؛ لأن هذا الدين هو خاتم الرسالات التي جاءت من عند الله، والقرآن عندما نقرأه نرى أنفسنا على معرفة بكل ما جاء به الأنبياء السابقين، ويتفقون جميعهم على التوحيد؛ كما في قوله في سورة الأنبياء: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25].
فالتوحيد رسالة الرسل جميعًا، ولابد أن يكون الحوار منشأه إرضاء الله والدافع إليه تبليغ الرسالة، ولا يكون مجرد حوار والسلام، فالقرآن يطالبنا بالحوار في قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شيئًا} [آل عمران: 64].
فلا يليق بنا أن نكون أمة "خيبانة" مختلفة وندعو غيرنا للتوحيد، بداية الآية بها أصول جاء الرسل جميعًا بها وهي (ألا نعبد إلا الله)، وتختم الآية بما يفيد أنه لابد لهذه الأمة أن تكون حاضرة معترف بقيمتها وقوتها.
فلو أننا تدبرنا ورأينا حال الناس لعرفنا ما يشغلهم، وأذكر هذا الحديث لتعرف ما يشغل الناس، وهو رواه ثوبان والترمذي بإسناد حسن، قال بعض الصحابة لما نزلت آية: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [التوبة: 34]، كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره؛ فقال بعض أصحابه: أُنزل في الذهب والفضة ما أُنزل، لو علمنا أي المال خير فنتخذه؟ فقال: (أفضله لسان ذاكر وقلب شاكر وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه) [رواه الترمذي، (3377)، وصححه الألباني، (3094)].
النبي صلى الله عليه وسلم أجاب الإجابة التي نتجنبها الآن، وترى الناس الآن وهم متلهفون على الأرقام في البورصة وهو منظر تعس، وبعض الناس يتخلص من حياته عندما يخسر، هل هذه هي الأمة التي يريدها النبي صلى الله عليه وسلم.
عمر بن الخطاب جاء يستقبل خِراج العراق، ومعه مولى له أخذ عمر يعد الإبل فعجز وذكر ربه، وقال: الحمد لله، وأما المولى فقال: يا أمير المؤمنين هذا من فضل الله، قال له: كذبت، إنما فضل الله ورحمته ما ذكر الله {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 57-58].
يتبع
الأربعاء أكتوبر 19, 2011 2:03 pm من طرف اسماء
» إيقاظ الإيمان .. كيف ؟
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:26 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» دموع الصومال
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:13 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» الرسول صلى الله عليه وسلم والصومال
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:05 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» هنا من موقع التوبة أعلنها توبة لله
السبت أكتوبر 15, 2011 4:21 am من طرف اسماء
» قصة طفل عمره 3 سنوات والله المستعان
الجمعة أكتوبر 14, 2011 10:15 am من طرف اسماء
» فوائد الصرصور..اخر زمنـ صار لهمـ فوائد بعد..
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:40 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» ذابت قلوبنا من هم الدنيا
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:36 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» لا تجعل الله أهون الناظرين إليك [ ذنوب الخلوات ]..!!!
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:23 pm من طرف المشتاقة الي الجنة