عباس المدرسي
إن أهم فرصة بعد فرصة الحياة هي: فرصة الشباب وبالرغم من أن هذه الفرصة هي
جزء من فرصة الحياة الكبرى، غلا أنها تعتبر صفوة حياة الانسان، فهي من جهة
تحتوي على كل عناصر الفرص الأخرى من الفراغ والقوة والنشاط ومن جهة أخرى
فإن موقف الانسان من هذه الفرصة يحدد شكل حياته في المستقبل.
ولكن: هل يقدر الانسان أهمية فرصة الشباب؟ القليل فقط يدركون قيمة مرحلة
الشباب، وقد لا يكون هناك شخص واحد يستطيع أن يشعر بأهمية هذه الفرصة عندما
يعيش فيها، أما بعد أن يفقد شبابه فإنه حتماً يتندم على تفريطه تقصيره،
لذلك يقول الإمام أمير المؤمنين (ع): ((شيئان لا يعرف فضلهما إلا من
فقدهما: الشباب والعافية)).
وقد يكون أكبر خطأ يرتكبه الانسان تجاه الفرص التي يواجهها في الحياة هو:
عدم تقديرها، لأن هذا الإهمال يؤدي إلى ضياع الفرصة دون الاستفادة منها،
وينشأ هذا النوع من عدم التقدير والإهمال من نقطة تفكير خاطئة هي: التصور
بأن الفرصة باقية.. لا تنتهي، إن عدم إدراك عنصر الزوال والانتهاء في الفرص
هو الذي يؤدي إلى التماهل في استغلالها.
وفرصة الشباب تنتهي ـ كأية فرصة أخرى في الحياة، وبما أنها تزول ببطيء ولكن
بسرعة فإن الشاب يتصور انه شاب دائماً، فلا يع لنفسه مجالاً للتفكير بأنه
سوف يفقد قوة الشباب وحيويته ـ وينتقل بحكم الضرورة إلى مرحلة الشيخوخة حيث
لا قوة ولا حيوية ولا نشاط.
يقول الإمام أمير المؤمنين: ما أقرب الشيب إلى الشباب! ولكن ما أبعد الشباب عن مثل هذا التفكير؟!
والحقيقة ان الانسان لا يدرك قيمة النعمة عندما يكون غارقاً فيها ويدرك هذه
القيمة، فقط عندما يفقدها، جرب هذه الحقيقة: الآن أنت صحيح تماماً، ولا
تشعر بأي نوع من المرض والألم، ولكنك لا تشعر بقيمة العافية إلا بعد أن
تصاب بألم بسيط في أسنانك عندئذ فقط تدرك قيمة الصحة والعافية.
والسؤال هو: هل هناك طريقة للشعور بقيمة النعم التي يتمتع بها الانسان؟
الجواب: هناك طريقة بسيطة هي أن تتأمل حالة أولئك الأشخاص الذين يفقدون هذه
النعمة، فلكي تشعر بنعمة الصحة أذهب ساعة واحدة إلى أحد المستشفيات لترى
ماذا يجري على المرضى هناك؟ ولكي تشعر بنعمة العقل والسمع والبصر.. وبقية
النعم التي تفضل بها الله عليك لاحظ: كيف حال من يفتقد هذه النعم؟
هكذا بالنسبة لنعمة الشباب لكي تدرك قيمة هذه النعمة أنظر إلى ذلك الشيخ
الهرم الذي يشكو من الضعف الجسدي والنفسي.. وانهيار القوى.. الخ. ثم قل من
أعماق قلبك: الحمد لله رب العالمين!
ولكي يقدر الانسان فرصة الشباب عليه أن يضع أمام نفسه الحقائق التالية:
1 ـ الشباب مرحلة من مراحل عمر الانسان وهي كبقية المراحل تزول بشكل سريع.
2 ـ الشباب: هو أفضل مرحلة من مراحل العمر، فمرحلة الطفولة ليست إلا مقدمة
لمرحلة الشباب لأن الانسان لا يملك فيها أية قدرات عقلية أو جسدية قابلة
للاستثمار، ومرحلة الشيخوخة هي مرحلة النكس والرجوع إلى ضعف الطفولة
وهوانها.
على هذا الأساس ينبغي أن يقدر الانسان فرصة الشباب ويستغلها، ليس فقط من أجل الدنيا وحدها ولكن من أجل الدنيا والآخرة معاً.
وينبغي أن نعرف أن نعمة الشباب وراءها مسؤولية ومحاسبة، فالذي يستغل هذه
النعمة من أجل استخدامه في الحرام والأجرام سيعاقب أشد العقاب، كما أن من
يستخدمه في سبيل الحق والخير والصلاح يثاب أحسن ثواب. يقول الرسول الأكرم:
((إن العبد لا تزول قدماه يوم القيامة حتى يسئل عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟))
ففي يوم القيامة: العمر له حساب خاص، والشباب له حساب آخر، وهذا يدل على مدى أهمية هذه الفرصة!
والذين يخسرون شبابهم لا يدركون عمق الجريمة التي ارتكبوها بحق أنفسهم..
إلا بعد أن يدق ناقوس الشيخوخة في حياتهم.. عندئذ فقط ينتبهون على واقعهم
المؤلم: ذهب الشباب إلى غير رجعة، وذهبت معه القوة والنشاط.. والحيوية،
وجاءت الشيخوخة التعيسة.. جاء الضعف والضجر والهوان.
إن أهم فرصة بعد فرصة الحياة هي: فرصة الشباب وبالرغم من أن هذه الفرصة هي
جزء من فرصة الحياة الكبرى، غلا أنها تعتبر صفوة حياة الانسان، فهي من جهة
تحتوي على كل عناصر الفرص الأخرى من الفراغ والقوة والنشاط ومن جهة أخرى
فإن موقف الانسان من هذه الفرصة يحدد شكل حياته في المستقبل.
ولكن: هل يقدر الانسان أهمية فرصة الشباب؟ القليل فقط يدركون قيمة مرحلة
الشباب، وقد لا يكون هناك شخص واحد يستطيع أن يشعر بأهمية هذه الفرصة عندما
يعيش فيها، أما بعد أن يفقد شبابه فإنه حتماً يتندم على تفريطه تقصيره،
لذلك يقول الإمام أمير المؤمنين (ع): ((شيئان لا يعرف فضلهما إلا من
فقدهما: الشباب والعافية)).
وقد يكون أكبر خطأ يرتكبه الانسان تجاه الفرص التي يواجهها في الحياة هو:
عدم تقديرها، لأن هذا الإهمال يؤدي إلى ضياع الفرصة دون الاستفادة منها،
وينشأ هذا النوع من عدم التقدير والإهمال من نقطة تفكير خاطئة هي: التصور
بأن الفرصة باقية.. لا تنتهي، إن عدم إدراك عنصر الزوال والانتهاء في الفرص
هو الذي يؤدي إلى التماهل في استغلالها.
وفرصة الشباب تنتهي ـ كأية فرصة أخرى في الحياة، وبما أنها تزول ببطيء ولكن
بسرعة فإن الشاب يتصور انه شاب دائماً، فلا يع لنفسه مجالاً للتفكير بأنه
سوف يفقد قوة الشباب وحيويته ـ وينتقل بحكم الضرورة إلى مرحلة الشيخوخة حيث
لا قوة ولا حيوية ولا نشاط.
يقول الإمام أمير المؤمنين: ما أقرب الشيب إلى الشباب! ولكن ما أبعد الشباب عن مثل هذا التفكير؟!
والحقيقة ان الانسان لا يدرك قيمة النعمة عندما يكون غارقاً فيها ويدرك هذه
القيمة، فقط عندما يفقدها، جرب هذه الحقيقة: الآن أنت صحيح تماماً، ولا
تشعر بأي نوع من المرض والألم، ولكنك لا تشعر بقيمة العافية إلا بعد أن
تصاب بألم بسيط في أسنانك عندئذ فقط تدرك قيمة الصحة والعافية.
والسؤال هو: هل هناك طريقة للشعور بقيمة النعم التي يتمتع بها الانسان؟
الجواب: هناك طريقة بسيطة هي أن تتأمل حالة أولئك الأشخاص الذين يفقدون هذه
النعمة، فلكي تشعر بنعمة الصحة أذهب ساعة واحدة إلى أحد المستشفيات لترى
ماذا يجري على المرضى هناك؟ ولكي تشعر بنعمة العقل والسمع والبصر.. وبقية
النعم التي تفضل بها الله عليك لاحظ: كيف حال من يفتقد هذه النعم؟
هكذا بالنسبة لنعمة الشباب لكي تدرك قيمة هذه النعمة أنظر إلى ذلك الشيخ
الهرم الذي يشكو من الضعف الجسدي والنفسي.. وانهيار القوى.. الخ. ثم قل من
أعماق قلبك: الحمد لله رب العالمين!
ولكي يقدر الانسان فرصة الشباب عليه أن يضع أمام نفسه الحقائق التالية:
1 ـ الشباب مرحلة من مراحل عمر الانسان وهي كبقية المراحل تزول بشكل سريع.
2 ـ الشباب: هو أفضل مرحلة من مراحل العمر، فمرحلة الطفولة ليست إلا مقدمة
لمرحلة الشباب لأن الانسان لا يملك فيها أية قدرات عقلية أو جسدية قابلة
للاستثمار، ومرحلة الشيخوخة هي مرحلة النكس والرجوع إلى ضعف الطفولة
وهوانها.
على هذا الأساس ينبغي أن يقدر الانسان فرصة الشباب ويستغلها، ليس فقط من أجل الدنيا وحدها ولكن من أجل الدنيا والآخرة معاً.
وينبغي أن نعرف أن نعمة الشباب وراءها مسؤولية ومحاسبة، فالذي يستغل هذه
النعمة من أجل استخدامه في الحرام والأجرام سيعاقب أشد العقاب، كما أن من
يستخدمه في سبيل الحق والخير والصلاح يثاب أحسن ثواب. يقول الرسول الأكرم:
((إن العبد لا تزول قدماه يوم القيامة حتى يسئل عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟))
ففي يوم القيامة: العمر له حساب خاص، والشباب له حساب آخر، وهذا يدل على مدى أهمية هذه الفرصة!
والذين يخسرون شبابهم لا يدركون عمق الجريمة التي ارتكبوها بحق أنفسهم..
إلا بعد أن يدق ناقوس الشيخوخة في حياتهم.. عندئذ فقط ينتبهون على واقعهم
المؤلم: ذهب الشباب إلى غير رجعة، وذهبت معه القوة والنشاط.. والحيوية،
وجاءت الشيخوخة التعيسة.. جاء الضعف والضجر والهوان.
الأربعاء أكتوبر 19, 2011 2:03 pm من طرف اسماء
» إيقاظ الإيمان .. كيف ؟
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:26 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» دموع الصومال
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:13 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» الرسول صلى الله عليه وسلم والصومال
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:05 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» هنا من موقع التوبة أعلنها توبة لله
السبت أكتوبر 15, 2011 4:21 am من طرف اسماء
» قصة طفل عمره 3 سنوات والله المستعان
الجمعة أكتوبر 14, 2011 10:15 am من طرف اسماء
» فوائد الصرصور..اخر زمنـ صار لهمـ فوائد بعد..
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:40 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» ذابت قلوبنا من هم الدنيا
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:36 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» لا تجعل الله أهون الناظرين إليك [ ذنوب الخلوات ]..!!!
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:23 pm من طرف المشتاقة الي الجنة