الحق أحق أن يتبع

 أصول الحياة السعيدة بين الزوجين - ملف رائع 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا  أصول الحياة السعيدة بين الزوجين - ملف رائع 829894
ادارة المنتدي  أصول الحياة السعيدة بين الزوجين - ملف رائع 103798


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الحق أحق أن يتبع

 أصول الحياة السعيدة بين الزوجين - ملف رائع 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا  أصول الحياة السعيدة بين الزوجين - ملف رائع 829894
ادارة المنتدي  أصول الحياة السعيدة بين الزوجين - ملف رائع 103798

الحق أحق أن يتبع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الحق أحق أن يتبع

غزة رمز العزة

الأقصي في خطر أفيقو يا أمة الأسلام الأقصي ينتهك ماذا سنقول لله
اللهم يا أرحم الراحمين أرحم أخواننا في غزة وفلسطين
اللهم يا رحمن يا جبار يا قوي عليك باليهود الغاصبين اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك
أتنهض طفله العامين غاضبة وصناع القرار اليوم لا غضيبو ولا نهضو يا أمة الاسلام ما الدليل علي أنكم من أمه الأسلام فالقدس ضاعوالأقصي يهدم ونحن نسمع ونري ولا نفعل شيء
عنوان صفحة المنتدي علي الفيس بوك https://www.facebook.com/group.php?gid=133791513315755&v=wall&ref=mf
"نعم" لبناء مصر نعم للتعديلات الدستوريه "الثائر الحق هو من يثور ليسقط الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد

دخول

لقد نسيت كلمة السر

عدد الزوار

.: عدد زوار المنتدى :.

المفضلة

راسلني علي البريد

لا تنسي ذكر الله

لا إِله إلا انت سبحانك ربى اني كنت من الظالمين - حسبى الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم - رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا ومحمد عليه افضل الصلاة والسلام نبيا - لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم - يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك - اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام - سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر - حسبنا الله ونعم الوكيل - استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم  

المواضيع الأخيرة

» أذهلني بر الوالدين في الإسلام
 أصول الحياة السعيدة بين الزوجين - ملف رائع I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 19, 2011 2:03 pm من طرف اسماء

» إيقاظ الإيمان .. كيف ؟
 أصول الحياة السعيدة بين الزوجين - ملف رائع I_icon_minitimeالإثنين أكتوبر 17, 2011 1:26 pm من طرف المشتاقة الي الجنة

» دموع الصومال
 أصول الحياة السعيدة بين الزوجين - ملف رائع I_icon_minitimeالإثنين أكتوبر 17, 2011 1:13 pm من طرف المشتاقة الي الجنة

» الرسول صلى الله عليه وسلم والصومال
 أصول الحياة السعيدة بين الزوجين - ملف رائع I_icon_minitimeالإثنين أكتوبر 17, 2011 1:05 pm من طرف المشتاقة الي الجنة

» هنا من موقع التوبة أعلنها توبة لله
 أصول الحياة السعيدة بين الزوجين - ملف رائع I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 15, 2011 4:21 am من طرف اسماء

» قصة طفل عمره 3 سنوات والله المستعان
 أصول الحياة السعيدة بين الزوجين - ملف رائع I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 14, 2011 10:15 am من طرف اسماء

» فوائد الصرصور‎..اخر زمنـ صار لهمـ فوائد بعد..
 أصول الحياة السعيدة بين الزوجين - ملف رائع I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 13, 2011 12:40 pm من طرف المشتاقة الي الجنة

»  ذابت قلوبنا من هم الدنيا
 أصول الحياة السعيدة بين الزوجين - ملف رائع I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 13, 2011 12:36 pm من طرف المشتاقة الي الجنة

»  لا تجعل الله أهون الناظرين إليك [ ذنوب الخلوات ]..!!!
 أصول الحياة السعيدة بين الزوجين - ملف رائع I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 13, 2011 12:23 pm من طرف المشتاقة الي الجنة

التسجيل السريع

إغلاق
التسجيل السريع

الاجزاء المشار اليها بـ * مطلوبة الا اذا ذكر غير ذلك
اسم مشترك : *
عنوان البريد الالكتروني : *
كلمة السر : *
تأكيد كلمة السر : *


    أصول الحياة السعيدة بين الزوجين - ملف رائع

    المشتاقة الي الجنة
    المشتاقة الي الجنة
    المشرف العـــام


    عدد المساهمات : 423
    عدد النقاط : 55294
    ممتاز : 34
    تاريخ التسجيل : 09/07/2009

     أصول الحياة السعيدة بين الزوجين - ملف رائع Empty أصول الحياة السعيدة بين الزوجين - ملف رائع

    مُساهمة من طرف المشتاقة الي الجنة الأحد أكتوبر 10, 2010 1:09 am

    أصول الحياة السعيدة بين الزوجين - ملف رائع



    كتبه/ أحمد يحيى

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

    فقد خلق الله كل شيء من زوجين كما قال -تعالى-: (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (الذاريات:49)، وجعل الله هذه سنة في خلقه؛ لتذكرة العباد إلى التفكر فيما جعله بين كل زوجين من سكن وهدوء وراحة.

    وخلق الله الإنسان كذلك من زوجين (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى) (النجم:45)، ثم شرع لهما ما يقوي بينهما عاطفة المودة والسكن من الزواج والمناكحة، وجعل هذا الأصل من آياته -تعالى- التي أرشد عباده إلى التفكر فيها، فإن علاقة الزوج بزوجته ليست علاقة مادية بحتة أو علاقة شهوانية محضة، بل علاقة روحية إيمانية. ومن غفلة الناس أن يكون مبلغ علمهم في العلاقة بين الأزواج ظاهرًا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون.

    ولو تفكر الإنسان في علاقته بزوجه لوجد عجبًا في تلك الآية؛ فإن الله لو جعل بني آدم كلهم ذكورًا وجعل إناثهم من جنس آخر لما حصل هذا الائتلاف بينهم وبين الأزواج، بل كانت تحصل نَفْرَة لو كانت الأزواج من غير الجنس، فإن المجانسة من دواعي النظام والتعارف كما أن المخالفة من أسباب التفرق والتنافر، لكن الله -سبحانه- خلق كلاً من الجنسين على نحو يجعله موافقًا للآخر، ملبيًا لحاجته الفطرية: نفسية وعقلية وجسدية بحيث يجد عنده الراحة والطمأنينة والاستقرار، ويجدان في اجتماعهما السكن والاكتفاء، والمودة والرحمة.

    وقد شرع الله في الزواج أسرارًا وآدابًا تعين الزوجين على العيش في سكن وراحة، ومودة ورحمة، وألفة وتواصل، وحياة سعيدة هنية، ومن ذلك:

    (1) استشعار أسرار النكاح وفضائله:

    قد قال الله -عز وجل-: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم:21).

    فمن آيات الله أن جعل قلوب الرجال تأنس إلى أزواجها وتستقر عندها؛ لأن الرجل إذا طاف البلدان، لا يستقر قلبه، فإذا رجع إلى أهله، اطمأن واستقر.

    ومن آياته أنه جعل الزواج ترويحًا للنفس وإيناسًا بالمجالسة والنظر والملاعبة، وإراحة للقلب وتقوية له على العبادة، وفي الاستئناس بالنساء من الاستراحة ما يزيل الكرب ويروِّح القلب. وينبغي أن يكون لنفوس المتقين استراحات بالمباحات؛ ولذلك قال الله -تعالى-: (لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاءُ وَالطِّيبُ وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ) (رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني).

    ومن آياته أنه جعل بين الزوجين من المودة والرحمة ما يتوادان ويتراحمان به من غير سابقة معرفة ولا قرابة ولا سبب يوجب التعاطف، وما شيء أحب إلى أحدهما من الآخر من غير تراحم بينهما إلا الزوجان، وكذلك لا يحب واحد من الزوجين أن يصل إلى صاحبه شيء يكرهه مع ما طبع عليه الإنسان من حب الاستئثار، فإن الود أول التخلص من داء أثر الدنيا من الغل والشحناء، فمن ود لا يقاطع، ومن أحب واصل وآثر.

    وسبحان الله فإنها آية تستحق الوقوف والتدبر والتأمل؛ فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء.

    ومن آياته أن الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها، أو لرحمته بها، بأن يكون لها منه ولد، أو تكون محتاجة إليه في الإنفاق، أو للألفة بينهما، وغير ذلك.

    ومن آياته أنه جعل الزواج حصنًا من الشيطان، ودافعًا لغوائل الشهوة، ومعينًا على غض البصر وحفظ الفرج، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ) (متفق عليه).

    ومن آياته أنه جعل الزوجة الصالحة خير متاع الدنيا وأحد أسباب السعادة، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ) (رواه مسلم).

    وعن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثة من السعادة: المرأة الصالحة تراها تعجبك وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق) (رواه الحاكم، وحسنه الألباني).

    وعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي) (رواه الطبراني والحاكم والبيهقي، وحسنه الألباني).

    ومن آياته أنه جعل الزواج من أيسر الطرق لتحصيل الخيرات وكسب الحسنات، فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله قال له: (إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلاَّ أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فِي امْرَأَتِكَ) (رواه البخاري ومسلم).

    وعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ). قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: (أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلاَلِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ) (رواه مسلم).

    قال النووي -رحمه الله-: "(بُضْعِ) هو: بضم الباء، ويطلق على الجماع ويطلق على الفرج نفسه، وكلاهما تصح إرادته هنا. وفي هذا دليل على أن المباحات تصير طاعات بالنيات الصادقات، فالجماع يكون عبادة إذا نوى به قضاءَ حقِّ الزوجة ومعاشرتَها بالمعروف الذي أمر الله -تعالى- به، أو طلبَ ولدٍ صالح أو إعفافَ نفسه أو إعفافَ الزوجة، ومنعَهما جميعا من النظر إلى حرام أو الفكر فيه أو الهم به، ذلك من المقاصد الصالحة" (شرح مسلم:8/183).

    وقال ابن القيم -رحمه الله-: "فمن المحبة النافعة محبة الزوجة وما ملكت يمين الرجل، فإنها معينة على ما شرع الله -سبحانه- له من النكاح وملك اليمين من إعفاف الرجل نفسه وأهله، فلا تطمح نفسه إلى سواها من الحرام، ويعفها فلا تطمح نفسها إلى غيره، وكلما كانت المحبة بين الزوجين أتمَّ وأقوى كان هذا المقصود أتم وأكمل" (إغاثة اللهفان:2/139).

    وقال -رحمه الله-:

    استدل على تفضيل النكاح على التخلي لنوافل العبادة بأن الله -تعالى- اختاره النكاح لأنبيائه ورسله؛ فقال -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً)، وقال في حق آدم -عليه السلام-: (وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا)، واقتطع من زمن كليمه عشر سنين في رعاية الغنم مهر الزوجة، ومعلوم مقدار هذه السنين العشر في نوافل العبادات، واختار لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- أفضل الأشياء فلم يحب له ترك النكاح، بل زوَّجه بتسع فما فوقهن، ولا هدي فوقه هديه -صلى الله عليه وسلم-.

    ولو لم يكن فيه إلا سرور النبي يوم المباهاة بأمته.

    ولو لم يكن فيه إلا انه بصدد أنه لا ينقطع عمله بموته.

    ولو لم يكن فيه إلا أنه يخرج من صلبه من يشهد بالله بالوحدانية ولرسوله بالرسالة.

    ولو لم يكن فيه إلا غض بصره وإحصان فرجه عن التفاته إلى ما حرم الله -تعالى-.

    ولو لم يكن فيه إلا تحصين امرأة يعفها الله به ويثيبه على قضاء وطره ووطرها فهو في لذاته وصحائف حسناته تتزايد.

    ولو لم يكن فيه إلا ما يثاب عليه من نفقته على امرأته وكسوتها ومسكنها ورفع اللقمة إلى فيها.

    ولو لم يكن فيه إلا تكثير الإسلام وأهله وغيظ أعداء الإسلام.

    ولو لم يكن فيه إلا ما يترتب عليه من العبادات التي لا تحصل للمتخلي للنوافل.

    ولو لم يكن فيه إلا تعديل قوته الشهوانية الصارفة له عن تعلق قلبه بما هو أنفع له في دينه ودنياه؛ فإن تعلق القلب بالشهوة أو مجاهدته عليها تصده عن تعلقه بما هو أنفع له، فإن الهمة متى انصرفت إلى شيء انصرفت عن غيره.

    ولو لم يكن فيه إلا تعرضه لبنات إذا صبر عليهن وأحسن إليهن كُنَّ له سترًا من النار.

    ولو لم يكن فيه إلا أنه إذا قدم له فرطين لم يبلغا الحنث أدخله الله بهما الجنة.

    ولو لم يكن فيه إلا استجلابه عون الله له؛ فإن في الحديث المرفوع: (ثَلاَثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمُ: الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الأَدَاءَ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني)" انتهى كلامه -رحمه الله- (بدائع الفوائد:3/158-159).

    (2) حسن العشرة بين الزوجين:

    قال -تعالى-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (النساء:19)، وقال الله -عز وجل-: (وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) (البقرة:237).

    فعلى الزوجين معًا أن يستحضرا في تعاملهما المودة والرحمة، ثم إنْ حدث تقصير أو سوء تصرف فلا ينسيا الإحسان بينهما، فإن القرآن يظل يلاحق هذه القلوب كي تصفو وترق وتخلو من كل شائبة، (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) يلاحقها باستجاشة شعور التقوى، ويلاحقها باستجاشة شعور السماحة والتفضل، ويلاحقها باستجاشة شعور مراقبة الله؛ ليسود التجمل والتفضل جو هذه العلاقة ناجحة كانت أم خائبة، ولتبقى القلوب نقية خالصة صافية، موصولة بالله في كل حال.

    ومن حسن العشرة مؤانسة الزوجة وإدخال السرور عليها وملاطفتها بشيء من اللهو المباح، فعن عائشة -رضي الله عنها-: أنَّهَا كَانَتْ مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِي سَفَرٍ قَالَتْ: فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ عَلَى رِجْلَيَّ فَلَمَّا حَمَلْتُ اللَّحْمَ سَابَقْتُهُ فَسَبَقَنِي فَقَالَ: (هَذِهِ بِتِلْكَ السَّبْقَةِ) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني).

    وعنها -رضي الله عنها- قالت: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ يُبَادِرُنِي وَأُبَادِرُهُ حَتَّى يَقُولَ: (دَعِي لِي). وَأَقُولُ أَنَا دَعْ لِي. (رواه النسائي، وأصله في الصحيحين).

    وعنها -رضي الله عنها- قالت: كُنْتُ أَشْرَبُ وَأَنَا حَائِضٌ ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ فَيَشْرَبُ وَأَتَعَرَّقُ الْعَرْقَ وَأَنَا حَائِضٌ ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ. (رواه مسلم). العَرْق: بفتح العين المهملة وسكون الراء، هو العظم الذي عليه بقية من اللحم.

    قال ابن كثير -رحمه الله- في قوله -تعالى-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ): "أي: طيبوا أقوالكم لهن، وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم، كما تحب ذلك منها فافعل أنت بها مثله، كما قال -تعالى-: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (البقرة:228)، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي)، وكان من أخلاقه -صلى الله عليه وسلم- أنه جميل العشرة دائم البشر، يداعب أهله ويتلطف بهم ويوسعهم نفقة، ويضاحك نساءه حتى إنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- يتودد إليها بذلك، قالت: سابقني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسبقته وذلك قبل أن أحمل اللحم، ثم سابقته بعد ما حملت اللحم فسبقني، فقال: (هَذِهِ بِتِلْكَ)، ويجتمع نساؤه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها، وكان ينام مع المرأة من نسائه في شعار واحد يضع عن كتفيه الرداء وينام بالإزار، وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله يسمر مع أهله قليلاً قبل أن ينام يؤانسهم بذلك -صلى الله عليه وسلم-، وقد قال -تعالى-: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (الأحزاب:21)" (تفسير القرآن العظيم:1/477).

    ومن حسن العشرة الإحسان إلى الزوجة، وعدم الإساءة إليها أو إلى أبويها، وألا يضرب الوجه أو يقبح، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)، وعن عمرو بن الأحوص أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في حجة الوداع: (أَلاَ وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ) (رواه الترمذي وابن ماجه، وحسنه الألباني)، وعن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في حق الزوجة: (وَلاَ تَضْرِبِ الْوَجْهَ وَلاَ تُقَبِّحْ وَلاَ تَهْجُرْ إِلاَّ فِي الْبَيْتِ) (رواه أحمد وأبو داود، وحسنه الألباني).

    ولو استحضرنا هذا الأصل في التعامل بين الزوجين لعالجنا الأخطاء الزوجية بيسر كما عالجها النبي -صلى الله عليه وسلم-، فينبغي التماس المعاذير، وتقديم حسن الظن، والتعامي عن الهفوات، والمسارعة إلى الاعتذار إن تبين الخطأ.

    عن أنس -رضي الله عنه- قال: كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ، فَضَرَبَتِ الَّتِي النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فِي بَيْتِهَا يَدَ الْخَادِمِ فَسَقَطَتِ الصَّحْفَةُ فَانْفَلَقَتْ، فَجَمَعَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فِلَقَ الصَّحْفَةِ، ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِي الصَّحْفَةِ وَيَقُولُ: (غَارَتْ أُمُّكُمْ)، ثُمَّ حَبَسَ الْخَادِمَ حَتَّى أُتِىَ بِصَحْفَةٍ مِنْ عِنْدِ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا، فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الَّتِي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا، وَأَمْسَكَ الْمَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْ. (رواه البخاري).

    وقد أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- الرجل أن يتفهم طبيعة المرأة، بأن يتنزل إلى اعوجاجها، لا أن يحاول تقويم طبيعتها النسائية التي خلقها الله عليها، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا) (متفق عليه)، وفي رواية لمسلم: (إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا وَكَسْرُهَا طَلاَقُهَا).

    وعن سمرة بن جندب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعٍ وَإِنَّكَ إِنْ تُرِدْ إِقَامَةَ الضِّلْعِ تَكْسِرْهَا فَدَارِهَا تَعِشْ بِهَا) (رواه أحمد وابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني).

    وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ) (رواه مسلم).

    قال الشوكاني -رحمه الله-: "فيه الإرشاد إلى حسن العشرة، والنهي عن البغض للزوجة بمجرد كراهة خُلُق من أخلاقها، فإنها لا تخلو مع ذلك عن أمر يرضاه منها، وإذا كانت مشتملة على المحبوب والمكروه فلا ينبغي ترجيح مقتضى الكراهة على مقتضى المحبة" (نيل الأوطار:6/358).

    قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "إني لأتزين لامرأتي كما أحب أن تتزين لي".

    وكان من وصية أبي الدرداء لامرأته -رضي الله عنه-: "إذا رأيتني غضبت فَرَضّني، وإذا رأيتك غضبى رضيتك، وإلا لم نصطحب".

    وقال الإمام أحمد -رحمه الله-: "أقامت أم صالح معي عشرين سنة, فما اختلفت أنا وهي في كلمة".

    والمرأة العاقلة هي التي تسترضي زوجها وتستعتبه إذا غضب، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ألا أخبركم بنسائكم في الجنة؟). قلنا: بلى يا رسول الله. قال: (ودود ولود، إذا غضبت أو أسيء إليها أو غضب زوجها قالت: هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى) (رواه الطبراني، وصححه الألباني).

    فانظري أيتها المسلمة كيف جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- من صفات الزوجة الصالحة أن تطيب خاطر زوجها، وأن تبادر في الإحسان إليه حتى وإن كانت هي التي أسيء إليها، وتلك درجة لا يصل إليها إلا القليل.

    وما أجمل ما نقل عن سُعدى زوجة طلحة بن عبيد الله؛ فعن طلحة بن يحيى عن جدته سعدى قالت: "دخلت يومًا على طلحة فرأيت منه ثقلاً، فقلت له: ما لك لعله رابك منا شيء فنُعتِبُك؟ قال: لا، ولنعم حليلة المرء المسلم أنتِ، ولكن اجتمع عندي مال ولا أدري كيف أصنع به. قالت: وما يغمك منه؟ ادع قومك فاقسمه بينهم. فقال: يا غلام علي بقومي. فسألت الخازن: كم قسم؟ قال: أربعمائة ألف".

    وانظري كيف اهتمت لغم زوجها، وظنت أنه بسببها، فأجملت في العتبى فأجمل لها في الرد.

    (3) قوامة الرجل على المرأة ورعايته لها:

    عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) (رواه البخاري ومسلم).

    وقال -تعالى-: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) (النساء:34)، فالرجل قَيّم على المرأة، هو رئيسها وكبيرها وقائدها وسيدها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجَّت، فعلى الأزواج أن يقمن بواجب القوامة بإلزام أزواجهن بحقوق الله -تعالى- من المحافظة على فرائضه وكفهن عن المفاسد، وأن يقوموا عليهن أيضًا بالإنفاق عليهن، والكسوة والمسكن. وعلى الزوجات أن يحفظن حق أزواجهن وقوامتهم عليهن.

    والسبب الموجب لقيام الرجال على النساء (بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ)، أي: بسبب فضل الرجال على النساء وإفضالهم عليهن، فتفضيل الرجال على النساء من وجوه متعددة.

    فقد ذكروا في فضل الرجال: العقل، والحزم، والعزم، والقوّة، والرزانة، والصبر، والجلد، والكتابة في الغالب، والفروسية، والرمي، وأنَّ منهم الأنبياء والرسل، وفيهم الإمامة الكبرى والصغرى، والجهاد، والأذان، والخطبة، والاعتكاف، والشهادة في الحدود، والقصاص، وزيادة السهم، والتعصيب في الميراث، والحمالة، والقسامة، والولاية في النكاح والطلاق والرجعة، وعدد الأزواج، وإليهم الانتساب، وهم أصحاب اللحى والعمائم.

    والسبب الثاني لحصول هذه الفضيلة قوله -تعالى-: (وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أموالهم)، فعليهم لهن المهر والسكنى والنفقة والكسوة.

    ومن القوامة تأديب المرأة وتربيتها على كتاب الله، وتعليمها الهدي والسنن، والأخذ على يديها في العلم والعمل.

    ومن القوامة أن يشارك الرجل امرأته همومها، وأن يحل لها مشكلاتها، وأن يكون لها عونًا وسندًا، وأن يزيل عنها الخطأ والزلل، وأن يكمل ما بها من نقص وخلل.

    ومن القوامة أن ينفق عليها ويطعمها ويكسوها، فعن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه قال: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: (أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ -أَوِ اكْتَسَبْتَ- وَلاَ تَضْرِبِ الْوَجْهَ وَلاَ تُقَبِّحْ وَلاَ تَهْجُرْ إِلاَّ فِي الْبَيْتِ) (رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، وحسنه الألباني).

    ومن القوامة أن يغار الرجل على أهل بيته، وألا يعرضهم للفتن ومخالطة الرجال، وألا يكون ديوثًا لا يبالي من دخل على أهله، وأن يسد الخلل وألا يدع فرجات للشيطان.

    عن عمار بن ياسر -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدًا: الديوث، والرَّجِلة من النساء، ومدمن الخمر). قالوا: يا رسول الله أما مدمن الخمر فقد عرفناه، فما الديوث؟ قال: (الذي لا يبالي من دخل على أهله)، قالوا: فما الرجلة من النساء؟ قال: (التي تَشَبه بالرجال) (رواه الطبراني، وصححه الألباني).

    والمرأة العاقلة تعلم تفضيل زوجها عليها ثُم لا تتمنى ما فضله الله به، عملاً بقوله -تعالى-: (وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ) (النساء:32)، فإن لزوجها من الصفات ما لا يصلح لها، كما أن لها من الصفات ما لا يصلح لزوجها، فلا تقارن عاطفتها بعقله، ولا ضعفها بحزمه، فإن كلاً ميسر لما خلق له، ولو تفكرت وتدبرت لعلمت أنها قد تفوق زوجها بما اختصت به، وقد قيل: "قوة المرأة في ضعفها"، وأصدق من ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ) (متفق عليه).

    (4) حفظ المرأة لزوجها ورعايتها له:

    قال -تعالى-: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) (النساء:34).

    (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ) أي: مطيعات لله -تعالى-، (حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ) أي: مطيعات لأزواجهن حتى في الغيب تحفظ بعلها بنفسها وماله، وذلك بحفظ الله لهن وتوفيقه لهن، لا من أنفسهن، فإن النفس أمارة بالسوء، ولكن من توكل على الله كفاه ما أهمه من أمر دينه ودنياه.

    أما حفظ المرأة لزوجها فبعدة أمور:

    منها: حفظ نفسها عن الزنا لئلا يلحق الزوج العار بسبب زناها، ولئلا يلتحق به الولد المتكون من نطفة غيره.

    ومنها: حفظ منزله عما لا ينبغي وعما يكرهه.

    ومنها: حفظ ماله عن الضياع.

    ومنها: حفظ سر زوجها، وما يقع بينه وبينها في الخلوة.

    ومنها: حفظ عيبه أن تذيعه، ومن ذلك المنافرة واللطمة والغضبة ونحوها.

    ومنها: ألا تخرج من بيتها إلا بإذنه.

    ومنها: ألا تُدخل منزله أحدًا يكرهه إلا بإذنه.

    ومنها: أن تلبيه إذا دعاها، وأن تخضع له بالقول إذا خاطبها، وأن تسارع إلى أمره إذا أمرها وإلى نهيه إذا نهاها.

    والمرأة الصالحة تعين زوجها على طاعة الله، وتشاركه في الدعوة إلى الله -تعالى- ولو بكلمة طيبة تزيل بها همه وتؤانسه برأيها ومشورتها.

    عن أبي سعيد وأبي هريرة -رضي الله عنهما- قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنِ اسْتَيْقَظَ مِنَ اللَّيْلِ وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ جَمِيعًا كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني).

    وفي حادثة نزول الوحي على الرسول -صلى الله عليه وسلم- قالت عائشة -رضي الله عنها-: فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَرْجُفُ فُؤَادُهُ، فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ -رضي الله عنها- فَقَالَ: (زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي). فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ: (لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي). فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: كَلاَّ وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِى الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ (متفق عليه).

    وفي قصة الحديبية، عن المسور بن مخرمة -رضي الله عنه- قال: فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَضِيَّةِ الْكِتَابِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لأَصْحَابِهِ: (قُومُوا فَانْحَرُوا، ثُمَّ احْلِقُوا). قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنَ النَّاسِ. فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَتُحِبُّ ذَلِكَ اخْرُجْ ثُمَّ لاَ تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ. فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ، حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ نَحَرَ بُدْنَهُ، وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ. فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ، قَامُوا فَنَحَرُوا، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا، حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا (رواه البخاري).

    والمرأة الصالحة تطيع زوجها فيما يأمرها به في حدود استطاعتها، فإن هذا مما فضَّل الله به الرجال على النساء، فلا تُغضِب زوجها بقول أو فعل، ولا تضع نفسها في موطن الند له، وربما فسدت بيوت من أجل عناد زوجة، بل عليها أن تطيع زوجها ولا تكثر عناده، فإن كثرة المعارضة والخلاف تولد النفرة والشقاق وتضعف المودة والألفة.

    والمرأة لا تكون صالحة إلا إذا كانت مطيعة لزوجها؛ لأن الله -تعالى- قال: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ) والألف واللام في الجمع يفيد الاستغراق، فهذا يقتضي أن كل امرأة تكون صالحة فهي لا بد وأن تكون قانتة مطيعة.

    عن عبد الله بن أبي أوفى -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لو أمرت شيئا أن يسجد لشيء لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها) (رواه ابن ماجه وابن حبان واللفظ له، وصححه الألباني).

    وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ) (رواه أحمد والطبراني، وصححه الألباني).

    عن حصين بن محصن أَنَّ عَمَّةً لَهُ أَتَتِ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فِي حَاجَةٍ فَفَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا فَقَالَ لَهَا: (أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ؟). قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: (فَأَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ؟). قَالَتْ: مَا آلُوهُ إِلاَّ مَا عَجَزْتُ عَنْهُ. قَالَ: (انْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ فَإِنَّهُ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ) (رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني).

    وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (حق الزوج على زوجته أن لو كانت به قرحة فلحستها ما أدت حقه) (رواه الحاكم، وصححه الألباني).

    والمرأة الصالحة هي التي تشكر لزوجها وتعرف له حقه ولا تنسى فضله حتى لو أساء إليها مرة؛ فإن كفران العشير جعل أكثر أهل النار من النساء، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في حادثة الكسوف: (وَأُرِيتُ النَّارَ، فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ). قَالُوا: بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (بِكُفْرِهِنَّ). قِيلَ: يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ؟! قَالَ: (يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ) (متفق عليه)، وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لاَ يَنْظُرُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى امْرَأَةٍ لاَ تَشْكَرُ لِزَوْجِهَا وَهِيَ لاَ تَسْتَغْنِي عَنْهُ) (رواه النسائي في السنن الكبرى والبزار، وصححه الألباني).

    ومن أجمل ما نقل حول وصية الزوجة في معاملة زوجها ما أوصت به الجاهلية أمامة بنت الحارث ابنتها أم إياس لما حُمِلت إلى زوجها، فقالت لها: "أيْ بنية؛ إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك، ولكنها تذكرة للغافل، ومعونة للعاقل، ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خلق الرجال.

    أي بنية؛ إنك فارقت الجو الذي منه خرجتِ، وخلفت العش الذي فيه درجتِ، إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه عليك رقيبًا ومليكًا، فكوني له أمة يكن لك عبدًا وشيكًا.

    يا بنية احْمِلِي عني عَشْرَ خِصَالٍ تكن لك ذُخْراً وذِكْرًا:

    الصحبة بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة.

    والتعهُّد لموقع عينه، والتفقُّد لموضع أنفه، فلاَ تَقَع عينُه منك على قبيح، ولاَ يشم منك إلاَ أطيبَ ريح، والكحلُ أحسنُ الحسن، والماء أطيبُ الطيب المفقود.

    والتعهد لوقت طعامه، والهدو عنه عند منامه؛ فإن حَرَارة الجوع مَلْهبة، وتنغيص النوم مَغضبة.

    والاحتفاظ ببيته وماله، والإرعاء على نفسه وحشمه وعياله؛ فإن الاحتفاظ بالمال حسن التقدير، والإرعاء على العيال والحشم جميل حسن التدبير.

    ولاَ تُفْشِي له سرًا، ولاَ تعصي له أمرًا؛ فإنك إن أفشيتِ سِرَّه لم تأمني غَدْرَه، وإن عصيت أمره أوغَرْتِ صَدْره.

    ثم اتَّقِي مع ذلك الفرح إن كان تَرِحًا، والاكتئاب عنده إن كان فَرِحًا؛ فإن الخصلة الأولى من التقصير، والثانية من التكدير.

    وكوني أشَدَّ ما تكونين له إعظامًا يكن أشد ما يكون لك إكرامًا، وأشد ما تكونين له موافقة يكن أطولَ ما تكونين له مرافقة.

    واعلمي أنك لاَ تَصْلِين إلى ما تحبين حتى تُؤْثِرِي رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت، والله يَخِيرُ لك.

    فحُمِلت فسُلِّمَت إليه فعَظُم مَوْقِعُها منه وولدت له الملوك السبعة الذين ملكوا بعده اليمن".

    والحمد لله رب العالمين.

    www.salafvoice.com
    موقع صوت السلف

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 12:41 am