مستقبل "إسرائيل" في ضوء القرآن والواقع
مستقبل "إسرائيل" في ضوء القرآن والواقع
د. محمد مورو
22 - 8 - 2009
هل هو إغراق في التفاؤل كرد فعل على حالة شديدة الصعوبة والقسوة تمر على المنطقة وعلينا؛ أم هو نوع من خداع النفس أو الأماني الحلوة في الأيام المرة، أم نوع من الهروب من مواجهة تحديات ضخمة تمثلها جيوش وبواخر وأسلحة ودمار وقتل وترويع وتدخل سافر في شئوننا، وصل إلى حد تحديد ما نتعلمه وما لا نتعلمه، أم هو نوع من التشبث بالأمل حتى لا نستسلم لليأس؟
ليس هذا ولا ذاك، بل هو الحقيقة إن شاء الله، فإذا كنا نؤمن حقًا بالقرآن الكريم، فإن النبوءة القرآنية تتحدث بالفعل عن زوال "إسرائيل": {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} [الإسراء:4-7].
وإذا كان القرآن الكريم يتحدث عن زوال "إسرائيل" فإن هذا يصل إلى درجة اليقين المطلق لدى كل مسلم، وهو يقين مفيد لجعله لا ييأس أبدًا مهما اختل ميزان القوى، ومهما كانت الظروف الدولية والإقليمية صعبة؛ لأن الله تعالى الجبار المتعال القادر على كل شيء، والأكبر من كل قوة هو الذي وعد بذلك ووعده الحق إن شاء الله تعالي، وبالتالي فإن استمرار المقاومة بكل أشكالها، ومهما كانت الصعوبات هو الطريق الصحيح والمشروع والمتفق مع المنهج القرآني، وهذا في حد ذاته إحدى علامات النصر إن شاء الله.
زوال "إسرائيل" أيضًا حتمية تاريخية، ذلك أن إنشاء دولة "إسرائيل" هو على عكس حركة التاريخ والجغرافيا، وهو نوع من تثبيت جسم غريب في كائن حي يرفضه، ومهما كانت قوة اللصق والتثبيت فإنها ستنتهي يومًا، وهذه المنطقة العربية الإسلامية، منطقة شديدة العمق حضاريًّا وثقافيًّا، وذات كثافة سكانية عالية ولا يمكن بكل الوسائل والطرق ـ ولا حتى بالإبادة ـ تفريغ المنطقة من السكان، أو تفريغها من وجدانها الثقافي والديني، ولأن المنطقة هي أعمق مناطق العالم ثقافة، فهي ستلفظ بالضرورة هذا الجسم الغريب.
وإذا كان الغرب قد أراد أن يتخلص من المشكلة اليهودية بإنشاء "إسرائيل"، وليستفيد منها في نفس الوقت كمفرزة عسكرية متقدمة ضد قلب العالم العربي والإسلامي، فإنه أيضًا كان يدرك أن المنطقة لن تقبل ذلك، لا بسهولة ولا بصعوبة، ولم يكن هذا يهم الغرب بالطبع، فلسان حاله يقول: فليذهب العرب واليهود معًا إلى الجحيم، ولأن اليهود أغبياء فقد بلعوا الطعم، ومارسوا غدرهم وحقدهم على المسلمين بلا هوادة، ولكن ذلك أيضًا لن يفلح في تثبيت كيان مفتعل وملفوظ جملة وتفصيلًا، مهما كانت القوة العسكرية "الإسرائيلية".
ومهما كانت قوة الدعم الأمريكية والغربية للكيان الصهيوني، ومهما كانت وسائل الترهيب فلن تفلح في القضاء على مقاومة الجسم العربي الإسلامي ولا القضاء على مناعته في مواجهة هذا الجسم الغريب، ومهما كانت قوة التضليل وغسيل المخ وقوة الإغراءات والمشروعات لإقناع الشعوب بقبول التعايش مع "إسرائيل" أو التخلي عن الهوية والثقافة أو تفسير الإسلام تفسيرًا جزئيًّا أو مغلوطًا؛ فإن ذلك لن ينجح بل هو أحد المستحيلات، والله متم نوره ولو كره الكافرون.
يتبع
مستقبل "إسرائيل" في ضوء القرآن والواقع
د. محمد مورو
22 - 8 - 2009
هل هو إغراق في التفاؤل كرد فعل على حالة شديدة الصعوبة والقسوة تمر على المنطقة وعلينا؛ أم هو نوع من خداع النفس أو الأماني الحلوة في الأيام المرة، أم نوع من الهروب من مواجهة تحديات ضخمة تمثلها جيوش وبواخر وأسلحة ودمار وقتل وترويع وتدخل سافر في شئوننا، وصل إلى حد تحديد ما نتعلمه وما لا نتعلمه، أم هو نوع من التشبث بالأمل حتى لا نستسلم لليأس؟
ليس هذا ولا ذاك، بل هو الحقيقة إن شاء الله، فإذا كنا نؤمن حقًا بالقرآن الكريم، فإن النبوءة القرآنية تتحدث بالفعل عن زوال "إسرائيل": {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} [الإسراء:4-7].
وإذا كان القرآن الكريم يتحدث عن زوال "إسرائيل" فإن هذا يصل إلى درجة اليقين المطلق لدى كل مسلم، وهو يقين مفيد لجعله لا ييأس أبدًا مهما اختل ميزان القوى، ومهما كانت الظروف الدولية والإقليمية صعبة؛ لأن الله تعالى الجبار المتعال القادر على كل شيء، والأكبر من كل قوة هو الذي وعد بذلك ووعده الحق إن شاء الله تعالي، وبالتالي فإن استمرار المقاومة بكل أشكالها، ومهما كانت الصعوبات هو الطريق الصحيح والمشروع والمتفق مع المنهج القرآني، وهذا في حد ذاته إحدى علامات النصر إن شاء الله.
زوال "إسرائيل" أيضًا حتمية تاريخية، ذلك أن إنشاء دولة "إسرائيل" هو على عكس حركة التاريخ والجغرافيا، وهو نوع من تثبيت جسم غريب في كائن حي يرفضه، ومهما كانت قوة اللصق والتثبيت فإنها ستنتهي يومًا، وهذه المنطقة العربية الإسلامية، منطقة شديدة العمق حضاريًّا وثقافيًّا، وذات كثافة سكانية عالية ولا يمكن بكل الوسائل والطرق ـ ولا حتى بالإبادة ـ تفريغ المنطقة من السكان، أو تفريغها من وجدانها الثقافي والديني، ولأن المنطقة هي أعمق مناطق العالم ثقافة، فهي ستلفظ بالضرورة هذا الجسم الغريب.
وإذا كان الغرب قد أراد أن يتخلص من المشكلة اليهودية بإنشاء "إسرائيل"، وليستفيد منها في نفس الوقت كمفرزة عسكرية متقدمة ضد قلب العالم العربي والإسلامي، فإنه أيضًا كان يدرك أن المنطقة لن تقبل ذلك، لا بسهولة ولا بصعوبة، ولم يكن هذا يهم الغرب بالطبع، فلسان حاله يقول: فليذهب العرب واليهود معًا إلى الجحيم، ولأن اليهود أغبياء فقد بلعوا الطعم، ومارسوا غدرهم وحقدهم على المسلمين بلا هوادة، ولكن ذلك أيضًا لن يفلح في تثبيت كيان مفتعل وملفوظ جملة وتفصيلًا، مهما كانت القوة العسكرية "الإسرائيلية".
ومهما كانت قوة الدعم الأمريكية والغربية للكيان الصهيوني، ومهما كانت وسائل الترهيب فلن تفلح في القضاء على مقاومة الجسم العربي الإسلامي ولا القضاء على مناعته في مواجهة هذا الجسم الغريب، ومهما كانت قوة التضليل وغسيل المخ وقوة الإغراءات والمشروعات لإقناع الشعوب بقبول التعايش مع "إسرائيل" أو التخلي عن الهوية والثقافة أو تفسير الإسلام تفسيرًا جزئيًّا أو مغلوطًا؛ فإن ذلك لن ينجح بل هو أحد المستحيلات، والله متم نوره ولو كره الكافرون.
يتبع
الأربعاء أكتوبر 19, 2011 2:03 pm من طرف اسماء
» إيقاظ الإيمان .. كيف ؟
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:26 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» دموع الصومال
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:13 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» الرسول صلى الله عليه وسلم والصومال
الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:05 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» هنا من موقع التوبة أعلنها توبة لله
السبت أكتوبر 15, 2011 4:21 am من طرف اسماء
» قصة طفل عمره 3 سنوات والله المستعان
الجمعة أكتوبر 14, 2011 10:15 am من طرف اسماء
» فوائد الصرصور..اخر زمنـ صار لهمـ فوائد بعد..
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:40 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» ذابت قلوبنا من هم الدنيا
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:36 pm من طرف المشتاقة الي الجنة
» لا تجعل الله أهون الناظرين إليك [ ذنوب الخلوات ]..!!!
الخميس أكتوبر 13, 2011 12:23 pm من طرف المشتاقة الي الجنة